العناوين الرئيسيةالوسط الفني

“إرث” الفنان هشام المليح.. نتقاسمه جميعاً

شمخت منحوتاته في "الزوايا" تنطلق من أرض إنسانية نحو فضاءات كونية

…صحيفة الوسط – midline-news
روعة يونس
.

لم يرث الفنان النحات هشام المليح ؛ الفن عن أحد أفراد أسرته. بل تشكّلت تجربته من خلال موهبة إبداعية ذاتية.
إذاً.. أي “إرث” هذا، الذي حمل عنوان معرضه الفردي، الذي أُفتتح قبل يومين في صالة “غاليري زوايا”؟

ولماذا وضع منحوتته الحديدية الوحيدة من ضمن 16 منحوتة خشبية، داخل غرفة تتصدر المعرض، محمية كأنها شاهدة على جريمة عصر سيتم استجوابها دون أسئلة!؟

اتخذت المنحوتة الحديدية شكلاً تجريدياً على قاعدة هرمية، وأفسح لها فناننا المجال للتحرك في كل الجهات.. ليتمكن المتلقي الناظر إليها؛ من رؤيتها من كل الجهات وكما يرغب! إنما شكل الفم المفتوح والعينين الضيقتين الحادتين اللتين تكونتا عقب تفجيرها كقذيفة، اتخذت شكل “بورتريه” ملامح وجه تقصّده الفنان ببراعة وذكاء..

والمنحوتة التي أذهلت الحضور وحظيت بإعجاب كبير، ولم يبق أحد إلاّ والتقط صورا تذكارية إلى جوارها، هي عبارة عن كتلة حديدية تبلغ سماكتها نصف سنتيمتر، تدخلت فيها يد نحاتنا، كما منحها  روحية الصدأ، كي تروي قصة السوريين، رغم كونها جامدة لا روح فيها ولا عقل، وصماء، لكنها كانت بيد من جعل منها وسيلة للقتل.
.

قبل أن نسترسل مع منحوتات المعرض، نتوقف بداية لا ختاماً -كما جرت العادة- مع الفنان هشام المليح ليخبر “الوسط” عن تلك المنحوتة، ولماذا أصرّ على التعامل مع أداة بشاعة وأذى وإجرام، وما الهدف من الاشتغال عليها وتحويلها إلى قطعة فنية؟ يقول:
“أطلقت اسم “إرث” على معرضي، لأننا بحق ورثنا بعد سنوات الحرب على سوريا أحزان وآلام نتشارك بها جميعاً. أما المنحوتة الحديدية، أردت من خلالها أن نستذكر عبر بقايا قذيفة إرهابية سقطت على حي المزرعة الدمشقي، تلك الجرائم والوجائع التي تبعتها، عبر هيئة عمل فني لتحويل البشاعة إلى جمال والأذى إلى فن، ولا أقصد أن أُحزن المتلقي أو أدفعه إلى الاكتئاب! بل لنصمم أكثر على حماية وصون بلدنا، لئلا تتكرر هذه المآسي.. وبالتالي كي نمضي في طريق الحياة مع الأمل ضد اليأس”.
.
.
إلى ذلك، شمخت المنحوتات الخشبية في القاعات و”الزوايا” تنطلق من أرض إنسانية نحو فضاءات كونية.. لكل منها قصة وتقنية تختلف عن شقيقتها، لا يعرفها سوى المليح الذي أنجزها في أحجام -غالباً- كبيرة. فثمة أعمال ثلاثية الأبعاد، ومجسمات هندسية، وأخرى تجسيدية، وتركيبية، لكن جميعها تكشف نزعة فنانها التجريدية. والذي يحقق منذ فترة حضوراً جميلاً عبر تجربته ككل، مضافاً إليها معرض “إرث” الذي أشاد به الحضور، وفي مقدمته الأستاذ محمد عرفان أبي الشامات رئيس “اتحاد التشكيليين السوريين” وكبار الفنانين النحاتين والتشكيليين من سوريا وفلسطين والعراق ولبنان.. فضلاً عن إعجاب مجموعة كبيرة من وسائل الإعلام، وجمهور ذوّاق شغوف بإبداعات هشام المليح منجز الجداريات ومجسمات ساحات العاصمة وأماكن عدة تحفظه ذاكرتها.
.
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك:https://m.facebook.com/alwasatmidlinenews/?_rdr
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى