أيمن زيدان يتملّك “سوبر ماركت” الإيطالي داريو فو، وجمهور البسطاء يؤيده ويصفق له..
المشاهدون وجدوا أنفسهم على خشبة المسرح لا فوق كراسيه!

|| Midline-news || – الوسط…
روعة يونس
.
إنها المرة الثالثة..
لكن، هل يهم حقاً عدد المرات التي قُدمت في سوريا مسرحية “سوبر ماركت” للمسرحي الإيطالي داريو فو، المعنونة “لا تدفع الحساب” على يد مخرجها ومعدّ مادتها في المرات الثلاث الفنان الكبير أيمن زيدان؟! أم المهم لماذا وماذا وكيف قدم لنا ذلك؟
“سوبر ماركت” 2021 للمسرح القومي؛ التي بدأ عرضها مؤخراً على خشبة مسرح الحمراء (تستمر لغاية 15 أيلول الحالي) تطرح الجديد- الشديد. وليس صحيحاً ما ذهب إليه من رأى أنه لم يتبدل شيء في المشهد اليومي الشعبي! وأن رصد الواقع في المسرحية لم يحتج إلى أي تعديل في بنية أو مضمون نص المسرحية!
لأن الآراء التي مررتها المسرحية سابقاً (عبر فناننا زيدان نفسه) لم تعكس الرؤى الحالية التي ضمّنها اليوم.. رؤى جديدة ومعاصرة ومختلفة عما سبق. فالأمور التي كانت متردية سابقاً أمست دماراً، والأحزان والمشاكل، تحوّلت إلى وجائع وفجائع. البارحة (قبل 30 سنة) ليست كما اليوم، بشخوص المؤيد والمعارض، وكل ما خلّفته الحرب من ويلات وكوارث، وأماكن فساد وأخطاء وأزمات وعثرات، تحتاج أصابع غير مرتعشة لا تدل عليها فقط، بل تنبش بأظافرها في جذورها بجرأة قوامها الوعي.
ذلك كله يتطلب الكثير من الذكاء لتمريرها بعد صياغتها وفق ما يحاكي واقع المكان الذي تعرض فيه، وإنسان البيئة الحالية، البيئة التي شكّلتها وقائع الواقع المؤلم.
.
.
أيمن زيدان، الذي اعتقدنا أنه وضع النجوم الشباب: على خشبة المسرح ليقدموا أدوارهم، كشف لنا بعد أولى دقائق المسرحية، أنه إنما ساقنا (نحن الجمهور) بخفة ورشاقة إلى خشبة المسرح أمام مرايا تعكس أحوالنا.. قائلاً لنا: هذا أنتم.. هذا نحن. لذا لم يكن أي منا على كرسيه، بل كان على المسرح عبر السداسي الجميل المتألق: حازم زيدان وقصي قدسية ولمى بدور وسالي أحمد وحسام سلامة وخوشناف ظاظا.
(لعله من الظلم المرور على أسماء نجوم العمل، دون التوقف الآن للحظة عن الكتابة، والتصفيق مجدداً لهم، مع شكر على المتعة والمنفعة وأداء أدوارنا كناطقين رسميين عنا).
.
.
عشرون مرة أو مئة، تردد في المسرحية اسم إيطاليا وجيوفاني وانطونيا ولويجي ومارغريتا، لكن أي من الجمهور لم يصدق تلك الأسماء والأماكن. ليس بفضل “تعريب العمل” أو سوقِه إلى المحلية السورية، أو الاقتباس أو التأويل.. بل بفضل الإعداد المحكم، وإجادة التسقيط الذكي للمبدع أيمن زيدان وشريكه الكاتب محمود الجعفوري.
ومع حفظ الحقوق للمبدع الأصلي؛ لا بد من الاعتراف بأن أيمن زيدان استحوذ وتملّك “سوبر ماركت” الإيطالي داريو فو.. وسط تشجيع جمهور البسطاء الذي أيده وصفق له.
.
.
رب سائل: ماذا تقول المسرحية؟
نجيب: خلال تجربته الكبيرة الكثيرة، لم يمرر أيمن زيدان أقوال، بل أفعال. يقف إلى جانب الإنسان المقهور، البسيط المكسور، عبر مواقف متتالية له في الحياة إنسانياً وفنياً، وأيضاً هنا في مسرحية “سوبر ماركت” التي اختلطت فيها قسوة الحياة بواقعيتها المؤلمة، مع كوميديا الموقف والحدث المنبثقة من أعماق معاناة هؤلاء المساكين المضطهدين، الذي كشف لنا عبرهم كل ما يتصل بالفساد والمفسدين والظالمين القامعين.
لم تكن المسرحية مع إسدال الستار؛ خشبة أو حيز للحرية، بل “وطن للحرية”، لم يقبل صنّاع المسرحية أن يغادروه، لأنه كما قلنا أعلاه، هذا فن أيمن زيدان.. فن الموقف والفعل والرسالة.
.
.
عشرات من الأسماء الجميلة ضمن فريق “الفنيون” وكذلك “الكومبارس” ساهمت في رفع الستار عن المسرحية، وعن كل ما يعتمل في دواخلنا..
إعداد وإخراج: أيمن زيدان.
الإعداد: محمود الجعفوري.
مساعد مخرج: خوشناف ظاظا.
الكومبارس: بوسف النوري، مازن صلوح، عماد سعيدان، سامر لوباني. سمير أبوعساف.
مدير المنصة: سمير أبوعساف.
موسيقا: غالب زيدان.
الديكور والأزياء والدمى: ريم الماغوط.
فريق الديكور: أحمد العلبي، أنجي سلامة.
تنفيذ الديكور: ورشة مديرية المسارح والموسيقا.
الإضاءة: علاء الكيزاوي، راكان عضيمي، عماد حنوش، زين العابدين حبيب، عماد خالد.
الصوت: إياد العساودة.
مكياج: خولة ونوس.
مسؤول إكسسوار: أحمد عبدالغني.
تصميم البوستر والإعلان: دانا الإمام.