أول ظهور للفن التركيبي في سوريا
الفن التركيبي.. عنوان عريض لأي فن يتم إنشاؤه في سياق معرض أو تم تصميمه خصيصاً لتتم تجربته في موقع معين.
أصبح شائعاً في أواخر الستينيات من القرن الماضي وتطور ليشمل أيضاً مجموعة واسعة من الفنون، مثل المنحوتات الضخمة وأعمال الحفر.
اليوم.. بات فن التركيبات الحديث، أو الفن التركيبي، يحظى باهتمام السوريين بعد ظهوره في دمشق للمرة الأولى من خلال معارض عدة، ويعتمد هذا الفن على تجديد العلاقة بين الأعمال الفنية والواقع المعاش، إضافة إلى تفاعل الزائر مع المعروضات بحواسه الخمس.
ويعمل فنانون سوريون على ابتكار أساليب جديدة، كتلك التي ابتكرتها الفنانة السورية هنادة الصباغ، حين صنعت من الورق المقوى أعمالاً يمكن للزائر الرقص والتمايل معها أو السير وسطها، ليستمتع بتجربة فنية فريدة من نوعها.
عن عملها قالت الصباغ: “عملت لوحة كبيرة انتقلت من خلالها خارج نطاق اللوحة إلى الفضاء العام، ولأنتقل لشيء له علاقة بالمسرح، راقبت ردود الأفعال ووجدت أنها تعطي حساً يصل للمتلقي وبكل بساطة بغض النظر عن اللون والشخصية المتكاملة”.
أيضاً.. وفي مكان آخر بدمشق، اختارت الفنانة السورية تولين قباني مواداً وطرقاً جديدة للتعبير عن أفكارها، وصنعت من القطن قطعا فنية، ورسمت لوحات بتقنية الأبعاد الثلاثية، عكست من خلالها حياة السوريين، وحول لوحاتها قالت قباني: “يحاكي فن التركيبات المشاعر البشرية، الحواس الخمس تتحرك كلها لأن الإنسان حينما يمر بفن التركيبات ويخوض تجربة مثل هذه التجربة، تعمل كل حواسه، ويتأثر بمستويات عميقة من المشاعر”.
ورغم أن فن التركيبات جديد في سورية، لكنه استطاع أن يجذب الكثير من الناس، من مختلف الأعمار، والثقافات، والخلفيات الاجتماعية، ويعد الفن التركيبي أكثر تكلفة من غيره من الفنون، ويحتاج إلى دعم أكبر من جهات عديدة، كما أنه يتطلب مزيداً من العمل لتطويره وخلق مساحة مختلفة له في سورية.