في اليوم العالمي للمرأة: “أوقفوا قتل النساء!”

يصادف الثّامن من آذار/ مارس اليوم العالمي للمرأة، وبهذه المناسبة يرفع برنامج “دنيانا” على شاشةBBC الصوت عالياً ضدّ جرائم قتل النساء والعنف الممارس عليهنّ، ويناقش: هل المشكلة في القوانين أو في النظم الاجتماعية أو كليهما؟
ففي حلقة من جزئين، شاركت ست نساء من مختلف أنحاء العالم العربي الحديث حول أسباب العنف وقتل النساء، الثغرات في القوانين وآليّات تطبيقها باختلاف بلدانهنّ، والعقلية الاجتماعية التي تبيح للرجل تعنيف المرأة والإفلات من العقاب أو نيل عقاب مخفّف.
وشاركت في الحلقة كلّ من مريم المحروم وهي أخصائية نفسيّة أردنية، نورا إبراهيم وهي مديرة برنامج مناهضة العنف ضد المرأة في مؤسسة قضايا المرأة المصرية، مروى عبد الرضا وهي محامية عراقية، يارا أحمدي وهي محامية بحرينية، علياء عواضة وهي ناشطة نسوية لبنانية وآنجو ريحان وهي ممثلة لبنانية.
وقد جاءت الأرقام والمعطيات الصادرة عن الأمم المتّحدة صادمة حيث وصل عدد ضحايا القتل سنوياً على مستوى العالم إلى 45000 فتاة وامرأة، بمعدّل خمس ضحايا كل ساعة.
وتشير الأعداد المرتفعة لعدد ضحايا القتل والتي لم تنخفض خلال أعوام إلى الفشل في وضع حد لهذه الجرائم مع الإشارة إلى أنّ النسبة الأكبر من جرائم القتل أي أكثر من 80 في المئة هي قتل عمد، ما يعني الاعتداء بهدف القتل وليس القتل نتيجة عنف كان يمكن ألا يؤدي إلى الوفاة.
ويشق مصطلح «جرائم قتل النساء» طريقاً له بين المفردات اليومية منذ عدة سنوات وقبل ذلك، كان من المحتمل أن تستخدم نفس وسائل الإعلام عنواناً مثل «مقتل امرأة من قبل صاحبها» أو حتى «جريمة عاطفية» فالتغيير اللغوي ليس أمراً عبثياً، فهو يشير إلى أنَّ الضحايا قُتِلن لأنهن نساء، وأنَّ هناك ظاهرة مجتمعية وراء قتلهن.
وسابقاً كان ينظر إلى مصطلح «جرائم قتل النساء»، أي قتل النساء أو البنات المرتبط بصفتهن من الإناث على أنه نضالياً، لأنَّ الحركات النسوية هي التي كانت تستخدمه، صار يُعرَّفُ اليوم من قبل الأمم المتحدة على أنه «الظاهرة الأكثر تطرّفاً ووحشية من أشكال العنف التي تتعرض لها النساء».
وبالفعل، وضع المجتمع الدولي لنفسه هدف القضاء على هذه الظاهرة التي «تمسّ جميع الدول»، ولكنه يُواجه صعوبة في تحديدها وقياسها بشكل صحيح.
ويعتبر الأشخاص الأكثر معارضة لهذا المصطلح أنه عبارة عن مفهوم فارغ وأنَّ كلمة «القتل» تكفي وفي بعض الأحيان يتداخل تعريفه مع تعريف القتل العائلي في حين تطالب بعض المجموعات النسوية بدورها بمنحه معنى واسعا جداً، بحيث يتم من خلاله اعتبار قتل النساء غير المتعمّد (كالوفيات الناجمة عن عمليات الإجهاض السرية على سبيل المثال) كجرائم قتل بحق النساء.
وقد أدت صعوبة الاتفاق على تعريف حتى الآن إلى عدم وجود إحصائيات دولية موثوقة ومنسقة، مع أنَّ جميع المنظمات المنخرطة في مكافحة العنف ضد المرأة تؤكد على أهمية وجود معطيات ذات نوعية جيدة.
ويبث برنامج “دنيانا” الأربعاء الخامسة والنصف مساء بتوقيت غرينيتش والسابعة والنصف بتوقيت بيروت على بي بي سي عربي.
المصدر: BBC- swissinfo.ch