اقتصادالعناوين الرئيسية

بعد قرار “أوبك +” خفض إنتاج النفط.. تذبذبات في أسواق الطاقة.. وواشنطن تعيد تقييم التعاون مع الرياض

يقول أحد خبراء الاقتصاد إن قرار “أوبك +” خفض إنتاج النفط سيتسبب في “وقوع كارثة حقيقية وتأثيرات خرافية على الأسعار” في سوق النفط، خاصة في ظل وجود أزمة أولى ناتجة عن الأزمة الأوكرانية.

وارتفعت أسعار النفط في المعاملات المبكرة اليوم الخميس بعد اتفاق مجموعة أوبك+ على المزيد من تخفيضات الإنتاج لينخفض إنتاج النفط بنحو مليوني برميل يومياً. وسيضغط اتفاق أوبك+، التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ومنتجين مستقلين من بينهم روسيا، على الإمدادات في سوق تعاني بالفعل من قلة المعروض.

وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت 46 سنتا أو 0.5 بالمئة إلى 93.83 دولار للبرميل بحلول الساعة 00:27 بتوقيت غرينتش، وانخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 45 سنتاً أو 0.5 بالمئة إلى 88.21 دولار للبرميل.

وقالت السعودية إن تخفيضات الإنتاج، التي تعادل نحو اثنين بالمئة من الإمدادات العالمية، جاءت رداً على رفع أسعار الفائدة في الغرب وضعف الاقتصاد العالمي.

من جهته، لفت وزير النفط الكويتي بالوكالة محمد الفارس الأربعاء إلى أن قرار أوبك+ خفض الإنتاج ستكون له انعكاسات إيجابية على أسواق النفط.

ونقلت وكالة الأنباء الكويتية عن الفارس قوله “هذا القرار يجعلنا اليوم أمام مسؤولية كبيرة إزاء متابعة تطورات السوق من ناحية خفض الإنتاج في حالة زيادة المعروض أو زيادة كميات الإنتاج عندما تكون هناك حاجة لمزيد من الإمدادات النفطية”، وتابع أن “أوبك+ تعمل على خدمة الاقتصاد العالمي وليس تهديده”، وأضاف “نحن نتفهم مخاوف المستهلكين من إمكانية ارتفاع الأسعار، ولكن ما يحركنا نحن في (أوبك+) هو بالأساس مسألة تحقيق التوازن بين العرض والطلب”.

كما أشار إلى أن “أوبك+ لم تتخذ أبدا قراراً يهدف إلى فرض “الهيمنة”، بل تحرص دوماً على توفير إمدادات كافية للسوق وبأسعار معقولة لا تضر بمصالح المنتجين أو المستهلكين”.

وقال وزراء نفط الدول الـ 23 المنضوية تحت مظلة (أوبك+) إنهم سيواصلون التشاور فيما بينهم ومتابعة تطورات السوق وسيتخذون الإجراءات المناسبة وفق الحاجة بما يخدم مصالح السوق النفطية العالمية وتوازناتها”.

وانتقدت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن الاتفاق ووصفته بأنه “قصير النظر”. وقال البيت الأبيض إنه سيستشير الكونغرس بخصوص مسارات إضافية لخفض سيطرة أوبك+ على أسعار الطاقة في إشارة واضحة إلى تشريع قد يعرض أعضاء المجموعة لدعاوى قضائية مرتبطة بمكافحة الاحتكار.

وقالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية إن انخفاض مخزونات النفط الأمريكية في الأسبوع الماضي دعم الأسعار أيضاً. وانخفضت المخزونات بمقدار 1.4 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 30 سبتمبر / أيلول إلى 429.2 مليون برميل.

وفي سياق منفصل قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك الأربعاء إن روسيا قد تخفض إنتاج النفط، في محاولة لمواجهة تداعيات فرض الغرب سقفاً على أسعار الطاقة الروسية بسبب الحرب في أوكرانيا.

البيت الأبيض: نعيد تقييم التعاون الدفاعي مع السعودية عقب قرار “أوبك +”

إلى ذلك ألمح رئيس المجلس الاقتصادي الوطني الأمريكي التابع للبيت الأبيض، برايان ديس، إلى أن إدارة الرئيس جو بايدن بصدد التشاور مع الكونغرس بشأن مسألة الأفضلية التجارية للسعودية فيما يتعلق ببيع الأسلحة والدعم الدفاعي.

وقال ديس، في مؤتمر صحفي رداً على سؤال عما إذا كانت السعودية تستحق الحصول على أسلحة ودعم دفاعي أمريكي في ضوء قرار مجموعة “أوبك +”: “سنجري تقييماً ونتشاور مع الكونغرس عن كثب بشأن جملة من القضايا المتصلة بهذا الأمر”.

واتفقت الدول الأعضاء في تحالف “أوبك +”، على خفض حد الإنتاج الجماعي بمقدار مليوني برميل يومياً، فيما يعد أكبر عملية كبح للإمدادات منذ اتفاق عام 2020 في خضم انهيار الأسعار التاريخي بسبب الجائحة.

وفي وثيقة للبيت الأبيض صدرت الثلاثاء الفائت، أعربت الولايات المتحدة عن قلقها من هذه الخطوة لخفض إنتاج النفط، وقالت إنها قد تسبب أزمات رئيسية للبلاد ويمكن اعتبارها “عملاً عدائياً”.

وعقب القرار أعرب الرئيس الأمريكي، جو بايدن، عن شعوره بالخيبة تجاه اتفاق “أوبك +”، مشدداً على أهمية إمدادات الطاقة العالمية في ظل أزمة أوكرانيا، فيما قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير إن قرار “أوبك +” خفض إنتاج النفط والذي من المرجح أن يرفع الأسعار في الدول الغربية، يظهر أن التحالف “منحاز” إلى روسيا.

الديمقراطيون يقترحون سحب القوات الأمريكية من السعودية والإمارات

في غضون ذلك قدم نواب ديمقراطيون هم توم مالينوفسكي عن ولاية نيوجيرسي وشون كاستن عن ولاية إلينوي وسوزان وايلد عن ولاية بنسلفانيا مشروع قانون يطالب بسحب جميع القوات الأمريكية من السعودية والإمارات العربية المتحدة بعد إعلان منظمة أوبك قرارها خفض إنتاج النفط يوم الأربعاء.

وقد غرّد مالينوفسكي على صفحته على موقع تويتر قائلا: “هذا عمل عدائي من جانب السعودية والإمارات يهدف إلى إيذاء الولايات المتحدة وحلفائها، ومساعدة روسيا على الرغم من مبادرات الرئيس بايدن”. وأضاف في تغريدة لاحقة “إذا أرادت السعودية والإمارات مساعدة بوتين في إبقاء أسعار النفط مرتفعة، فعليهما أن يبحثا عنه للدفاع عنهما”.

 

لمتابعتنا على الفيسبوكتلغرامتويتر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى