“أوبك” تخفض توقعات نمو الطلب على النفط للمرة الخامسة في 2022

استمرت منظمة “أوبك”، التي تضم الدول المصدرة للنفط، على وتيرة توقعاتها المنخفضة بشأن نمو الطلب العالمي على النفط للمرة الخامسة خلال 2022، مما دفع الأسعار إلى التراجع حتى وصلت إلى نحو 95 دولاراً للبرميل، في ظل تحديات اقتصادية متصاعدة، بما فيها ارتفاع التضخم والزيادات بأسعار الفائدة.
وقالت “أوبك”، في تقريرها الشهري اليوم الإثنين، 14 نوفمبر (تشرين الثاني)، إن “الطلب على النفط في 2022 سيرتفع 2.55 مليون برميل يومياً أو 2.6 في المئة بانخفاض 100 ألف برميل يومياً عن التوقعات السابقة”، مضيفة أن “الاقتصاد العالمي دخل فترة يشوبها عدم اليقين وسط تحديات متزايدة في الربع الرابع من عام 2022”.
مخاطر الهبوط..
وأشارت المنظمة إلى أن “أخطار الهبوط تشمل ارتفاع التضخم، والتشديد النقدي من قبل البنوك المركزية الرئيسة، والمستويات المرتفعة للديون السيادية في عديد من المناطق، والشح في أسواق العمل، واستمرار القيود على سلاسل التوريد”، هذا وتترقب دول العالم اجتماع “أوبك” في الرابع من ديسمبر (كانون الأول) المقبل لتحديد سياستها الجديدة.
في غضون ذلك، نقل عن وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان قوله الأسبوع الماضي، إن المجموعة التي خفضت في الآونة الأخيرة أهداف الإنتاج، “ستلتزم الحذر”، ورغم التوقعات المنخفضة لـ “أوبك” في ظل التحديات الاقتصادية، إلا أنها لم تغير نظرتها نحو النمو الاقتصادي العالمي لعامي 2022 و 2023، وقالت إنه “في حين تشير المخاطر إلى اتجاه هبوطي، هناك أيضاً احتمال لاتجاه صعودي”.
وتتوقع “أوبك” أن “يرتفع الطلب على النفط العام المقبل 2.24 مليون برميل يومياً، وهو ما يقل أيضاً 100 ألف برميل يومياً عن التوقعات السابقة”، مضيفة أنه “قد يأتي هذا من مصادر متنوعة في الغالب، ويمكن أن يتأثر التضخم إيجاباً بأي حل للوضع الجيوسياسي في أوروبا الشرقية، مما يسمح بسياسات نقدية أقل تشدداً”.
مخاوف الركود..
في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، خفضت المجموعة إنتاجها 100 ألف برميل يومياً مع تقليص أكبر في نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي، وذلك مع تراجع أسعار النفط بسبب المخاوف من الركود.
وقال التقرير إن “إنتاج أوبك انخفض 210 آلاف برميل يومياً في أكتوبر ليصل إلى 29.49 مليون برميل يومياً، أي أكثر من الخفض الذي تعهدت به أوبك”.
أسعار النفط..
في تلك الأثناء، واصلت أسعار النفط الهبوط عقب صدور تقرير “أوبك” وتراجع سعر البرميل إلى 95 دولاراً أميركياً، إذ قلصت أسعار النفط مكاسبها السابقة، وهبطت متأثرة بارتفاع الدولار، وزيادة الإصابات بفيروس كورونا في مدن صينية كبرى، الأمر الذي بدد الآمال في إعادة فتح اقتصاد أكبر مستورد للنفط الخام في العالم، وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت وخام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنسبة واحد بالمئة تقريباً في وقت سابق من الجلسة، لكنها عكست مسارها لاحقاً وانخفضت.
في غضون ذلك، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت 32 سنتاً أو 0.3 في المئة إلى 95.67 دولاراً للبرميل، بعد أن سجل عند التسوية ارتفاعاً قدره 1.1 بالمئة يوم الجمعة الماضي، في الوقت الذي تراجعت فيه العقود الآجلة للخام الأميركي 39 سنتاً أو 0.4 بالمئة إلى 88.57 دولاراً للبرميل بعد الإغلاق في جلسة الجمعة مرتفعة 2.9 بالمئة.
وسجلت أسعار السلع الأولية ارتفاعاً يوم الجمعة الماضي، بعد أن عدلت لجنة الصحة الوطنية الصينية إجراءات الوقاية من فيروس كورونا ومكافحته، لكن الإصابات بـ “كوفيد-19” ارتفعت في الصين خلال عطلة نهاية الأسبوع.
الطلب الصيني..
ما زال طلب الصين على النفط من السعودية، أكبر مصدر في العالم، ضعيفاً بعد أن طلبت مصافٍ كثيرة كميات أقل من الخام في ديسمبر، إضافة إلى أثر ارتفاع مؤشر الدولار في أسعار النفط.
في غضون ذلك، ارتفع مؤشر الدولار الأميركي خلال تعاملاته، مدعوماً بتصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي بشأن التضخم، بعد أن رسخت التوقعات باستمرار زيادات أسعار الفائدة.
وكان عضو الاحتياطي الفيدرالي كريستوفر والر ألمح إلى استمرار دورة التشديد النقدي، إذ قال أمس الأحد إن “أرقام التضخم المسجلة الأسبوع الماضي كانت مجرد قراءة واحدة”، مشيراً إلى الحاجة لقراءات أخرى مماثلة لتثبت بشكل مقنع أن التضخم يتباطأ، ومؤكداً أن “الفيدرالي لن يخفف معركته ضد التضخم”.
وارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة من ست عملات رئيسة، بنسبة 0.62 بالمئة ليصل إلى 107.06 نقطة.