أمريكا تنتخب و”يسارها” ينتحب! .. بشار جرار – واشنطن

لست محايداً. أردت توكيد انحيازي مسبقاً لليمين في أمريكا التي تنتخب، لا بل والعالم كله. لا يعني هذا أبدا تأييدي لبعض وأحيانا كثير مما يدعو له اليمين في أكثر من انتخابات في العالم، لكني قطعاَ ودون أي تحفظ ضد اليسار المنحل المختل والنيوليبرالية المتوحشة التي اتخذت العولمة مطية وحصان طروادة لهدم ما يعتبره كثيرون خطاً أحمر، كحقّنا في الإيمان بالله، وحقنا في الدفاع عن أسرنا وأوطاننا بالغالي والنفيس..
هذه الانتخابات النصفية أخطر حتى من نحو دزينة من الانتخابات الرئاسية الأمريكية. بعضها أتى بجمهوريين كجورج بوش الأب والإبن (ولايتين)، ولاحقا دونالد ترامب وبعضها جاء بديموقراطيين كباراك حسين أوباما (ولايتين، وعملياً ثلاث ولايات) وجوزيف آر بايدن..
هذه ليست انتخابات تجديد في مجلسي الكونغرس الشيوخ والنواب، ولا اختيار حكام ولايات فقط. هذه ليست انتخابات الدفع بأعضاء جدد بل منع أجندة تيار خطر من الانفراد في السلطة سعياً إلى تغيير قواعد اللعبة كلها ومن الداخل وباسم الديموقراطية وحقوق الانسان كيفما أرادوا تعريف الانسان والحيوان والكائنات الحية!، انظر في فيديوهات مروجي “حرية” اختيار الهوية و”التحول” لترى جنون من أرادوا تحت تأثير الهوس التضليلي الإعلامي والمخدرات والانحرافات التي لم تعرفها البشرية حتى في جاهليتها الأولى، التحول من البشر إلى الحيوانات، إلى الكلاب تحديدا، فرحين بما يطوق أعناقهم من سلاسل ويمشون على أربع، وينبحون في محاكاة لكلاب خلقت كلابا وصارت أليفة مرفّهة!.
الثامن من نوفمبر سينتهي على نحو شبه مؤكد لصالح الجمهوريين، ومهما تم تعطل أو تعطيل إحصاء ومن ثم إعلان نتائج أصوات المقترعين غيابيا، سيمنى الديموقراطيون بهزيمة نكراء وقد تكون غير مسبوقة كأرقام الكوارث الاقتصادية التي تسببت بها إدارة أوباما الثالثة..
فقدَ مدلل العولمة والنيو ليبرالية في العالم بريقه وهيبته أيضا أمام صيحات الجمهور في عدة ولايات خاصة إلينوي وأريزونا. تم تذكير أوباما بأنه يدعم مرشحة عنصرية في الولاية الحدودية الجنوبية الأكثر اختراقاً – أريزونا. كما تم تذكيره في ولايته التي فاز عنها لأول مرة في عضوية الكونغرس بأنه هو من دبر انقلاب أوكرانيا وأتى بنظام مهمته الأولى استدراج روسيا إلى حرب صارت على حواف حرب عالمية ثالثة وإبادة نووية وصفها بايدن في تجمع لجمع تبرعات لحزبه الديموقراطي بالهرمجدون التي تعود جذورها في التاريخ الإنساني إلى ما ورد في سفر الرؤيا، في العهد الجديد من الكتاب المقدس..
هذه الانتخابات إن أتت بأغلبية قوية في مجلسي الكونغرس، قد تعزل بايدن وتسجن ابنه هنتر بتهم فساد يندى لها الجبين. هذا على مستوى الشيوخ والنواب، أما على مستوى حكام الولايات، فقد تلحق نيويورك بفيرجينيا، فتصير ولاية جمهورية الحاكمية! قد تلحق أريزونا بفلوريدا وهذا الأخطر، في معركة محاربة المخدرات عالمياً وليس أمريكياً فقط..
يبقى السلم الأهلي هو الأهم. أي محاولة لتزوير الانتخابات أو سرقتها ستكون بمثابة دفع باتجاه على المدى المنظور إما الانفصال السلمي الطوعي وإما الحرب الأهلية لا قدّر الله. والأخطر هو وقف “الشيكات على بياض” كما قال رئيس مجلس النواب الأرجح كيفين مكارثي. النائبة مارجوري تيلور غريين – المعروفة اختصارا ب “إم تي جي” الأكثر شهرة في مجلس النواب من بين المحافظين الجمهوريين، تعهدت بإيقاف المساعدات كليا لأن أمريكا أولى بها.
هي إذن انتخابات من شأنها نزع فتيل مواجهة تؤدي إلى إبادة نووية. طبعاً من الصعب جداً إقناع أتباع وتبّع أوباما وإردوغان ومرسي و زيلينسكي وشواب وسوروس بذلك!
إقرأ أيضاَ .. إحصاءات، دراساات، استطلاعااات للبيع! ..
إقرأ أيضاً .. طاق .. طاق .. طاقية!؟..
*كاتب ومحلل سياسي – مدرب مع برنامج الدبلوماسية العامة في الخارجية الأميركية ..
المقال يعبر عن رأي الكاتب ..