“ألف شمس ساطعة” .. حسين شعبان

في العودة إلى الأديب الدكتور خالد الحسيني -كنا قد تحدثنا عن رائعته عداء الطائرة الورقية (2003) ، صدرت له “ألف شمس ساطعة” عام 2007. وانتقده البعض في الرواية الأولى لأن البطلين ذكور كعادة الأفغان والشرق عموماً! وهما أمير وحسن. (من الممكن أن يكون أمير هو الكاتب نفسه لأنه أيضا طبيب وأيضا هاجر إلى أمريكا) فكتب رائعته الأخرى “ألف شمس مشرقة” وهذه المرة البطلتين امرأتين ليلى ومريم.
الرواية مقسمة إلى أربعة محاور: الأول مريم بطلته، والثاني والرابع ليلى بطلته، أما الجزء الثالث فمحوره يدور ما بين ليلى ومريم. وهو مربط الفرس. إذ فيها من الأحداث والحوارات والواقعية والجودة ما يغني العقل ويحفّز التفكير. ويجعل القارئ يشعر بمشاعر متضاربة من القهر والقلق والفرح والاختناق والأمل.
هذا، عدا عن تعريفنا عبر الروايتين عن ثقافة بلد هي غريبة علينا نسبياً. لذا أتمنى أن يطّلع عليها من لا يعرفها فهي تحفة عالمية لا يمكن اختصارها في مقال.
أما في عام 2013 فقد فجّر قنبلته الثقافية “ورددت الجبال الصدى” وتختلف في التكنيك عن الكتابين السابقين. وهي تقريباً مجموعة قصص.. عبارة عن تسعة فصول وكل فصل من الفصول التسعة مروي من وجهة نظر شخصية مختلفة. وهنا برأيي نكمن القوة والاختلاف والجودة فيها.
في اعتقادي إن “ورددت الجبال الصدى” تستحق جائزة ثقافية، ويستحق كاتبها جائزة نوبل للآداب. فروايته بطبيعة الحال تُعدّ الأوسع انتشاراً في العالم، ويختارها بحسب الإحصاءات أصحاب الذائقة الثقافية المتميزة. خالد الحسيني هو علامة فارقة في الأدب العالمي، وهو بذاته ألف شمس ساطعة.
*كاتب من سوريا
-تابعونا على فيسبوك: https://www.facebook.com/alwasatmidlinenews