دولي

مقتل 579 مسلحاً.. وطالبان تسيطر على عواصم خمس ولايات أفغانية

|| Midline-news || – الوسط …

 

باتت  حركة طالبان اليوم الاثنين تسيطر على خمس من عواصم الولايات الأفغانية البالغ عددها 34 ، بعد أن استولت على ثلاث منها في اليوم السابق، بما في ذلك مدينة قندوز .

وبفارق بضع ساعات الأحد، استولى المسلحون بعد قتال عنيف على قندوز التي كانوا يحاصرونها منذ بضعة أسابيع، ثم سيطروا على ساري بول وتالقان عاصمتي المقاطعتين الواقعتين في جنوب قندوز وشرقها.

وقال ذبيح الله حميدي، أحد سكان تالقان، عاصمة ولاية تخار، لوكالة فرانس برس، إن العنف بدأ في الصباح وانتهى الأمر بطالبان بالسيطرة على المدينة “بدون كثير من القتال”، وإن المسؤولين الرسميين والقوات الأمنية فروا من المدينة. وأكد مسؤول أمني فرار القوات الأفغانية وقادة محليين إلى منطقة قريبة. وقال “فشلت الحكومة في إرسال مساعدات لنا، وانسحبنا من المدينة بعد ظهر اليوم” الأحد.

من جهته أكد المتحدث باسم طالبان، ذبيح الله مجاهد، سيطرة الحركة على تالقان، مشيرا الى “عودة الأمن” إليها وإلى قندوز وساري بول اللتين سقطتا بايدي الحركة صباحا. وتشكّل السيطرة على قندوز أكبر نجاح عسكري لطالبان منذ بدء الهجوم الذي شنته في مايو/ آيار مع بدء انسحاب القوات الدولية الذي يجب أن ينتهي بحلول 31 آب/أغسطس.

وفي نهاية حزيران/يونيو، استولت طالبان على معبر شير خان بندر الحدودي في جنوب طاجيكستان، وهو محور حساس للعلاقات الاقتصادية مع آسيا الوسطى.

وقالت وزارة الدفاع الأفغانية إن القوات الحكومية تحاول استعادة مناطق رئيسية في قندوز. وأشارت إلى أن “عناصر الكوماندوس شنوا عملية تطهير شملت بعض الأماكن، بما فيها الإذاعة الوطنية ومباني التلفزيون هناك”.

وقال ابراهيم ثوريال باهيس، أحد المستشارين في مجموعة الأزمات الدولية، لوكالة فرانس برس ان “الاستيلاء على قندوز مهم حقا لأنه سيتيح إطلاق سراح عدد كبير من مقاتلي طالبان الذين يمكن حشدهم في أماكن أخرى في شمال افغانستان”.

وبعد قندوز، سقطت ساري بول أيضا في أيدي طالبان. وكان مقاتلو الحركة قد استولوا السبت على شبرغان، معقل زعيم الحرب الشهير عبد الرشيد دوستم.

من جهته، أكد مرويس ستانيكزاي، المتحدث باسم وزارة الداخلية الأفغانية، أنه تم إرسال تعزيزات، بما في ذلك أفراد من القوات الخاصة، إلى ساري بول وشبرغان.

وأضاف أن “المدن التي يريد (عناصر) طالبان الاستيلاء عليها ستصبح قريباً مقابرهم”.

كما سيطر المسلحون الجمعة على مدينة زارنج عاصمة ولاية نمروز (جنوب)، على الحدود مع إيران. وتتعرض قندهار (جنوب) وهرات (غرب)، ثاني وثالث مدن البلاد، لهجمات المسلحين منذ أيام عدة، على غرار ما يحصل في لشكركاه (جنوب)، عاصمة إقليم هلمند، أحد معاقل الحركة.

ويدور في الوقت الحالي قتال عنيف بين القوات الحكومية وقوات طالبان حول عواصم أقاليم هلمند وقندهار وهيرات وباداخشان.

بموازاة ذلك أعلنت وزارة الدفاع الأفغانية، مقتل 579 مسلحاً من حركة طالبان في مختلف أقاليم البلاد خلال الـ24 ساعة الماضية.

وذكرت الوزارة – وفقاً لوسائل إعلام محلية اليوم الاثنين – “أنه تم القضاء على 579 إرهابيا وإصابة 161 جراء عمليات قوات الأمن الوطني الأفغانية في أقاليم ننجرهار وخوست ولوجار وباكتيا وقندهار وهيرات وجوزجان وسمنجان وهلمند وتخار وقندوز، خلال الـ24 ساعة الماضية”.

من جانبها، شنت القوات الجوية الأمريكية هجمات باستخدام قاذفات بي-52 وطائرات إيه سي 130 وطائرات مقاتلة هجمات في أفغانستان، لوقف التقدم الدراماتيكي الأخير الذي حققته حركة طالبان.

وقالت صحيفة نيويورك بوست الأمريكية: أن قاذفات بي 52 ستراتوفورتريس، الدعامة الأساسية للقوة الجوية الاستراتيجية الأمريكية منذ عام 1952، انطلقت إلى أفغانستان من قاعدة العديد الجوية في قطر.

ويأتي هجوم القوات الجوية الأمريكية في الوقت الذي تحقق فيه طالبان مكاسب على الأرض في جميع أنحاء أفغانستان في أعقاب الرحيل شبه الكامل للقوات الأمريكية بأمر من الرئيس الأمريكي جو بايدن.

في سياق متصل :أظهرت بيانات مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة اليوم الاثنين ارتفاعا كبيرا في عدد النازحين داخليا في أفغانستان منذ بدء انسحاب القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) في مايو الماضي.

وبلغ عدد النازحين داخليا منذ بدء مايو / آيار الماضي ما لا يقل عن 244 ألف شخص، عندما شن مسلحو حركة طالبان عدة هجمات ضد الحكومة، بزيادة بواقع 321 % مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.

وأشار التقرير إلى أن معظم المواطنين يفرون من مناطق بشمال شرق وشرق أفغانستان.

ويفتقر جميعهم تقريبا لأماكن الإيواء الملائمة وإمكانية الحصول على الرعاية الطبية والطعام الكافي.

وقد فر الكثير منهم في البداية في المناطق الريفية بسبب القتال، سعيا للجوء في عواصم الأقاليم، مع ذلك، تحول القتال خلال الأسابيع الأخيرة إلى المناطق الحضرية مع تقدم حركة طالبان في الكثير من المدن الأكبر بأفغانستان.

ومع استمرار تقدم حركة طالبان، من المتوقع ارتفاع عدد النازحين داخليا.

وكانت محاولات إجراء مباحثات سلام بين الجانبين التي أجريت في قطر العام الماضي قد أحرزت تقدما طفيفا، وتوقفت الآن حيث يستعد الطرفان للحرب.

المصدر: وكالات

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى