أسامة دياب..يطرح في لوحته “الصديقتان” ظواهر تشهدها مجتمعات فسيفسائية الثقافة ويبهج المتلقي بتخليقه الألوان

|| Midline-news || – الوسط …
روعة يونس
.
أتأمل سلسلة لوحات جميلة للفنان الكبير الأستاذ أسامة دياب، ثم أطيل النظر إليها، ليس بحثاً عن تقنياتها، بل استذكاراً واسترجاعاً لمشاويري مع صديقتي فداء. هي بكامل حجابها وقناعاتها وبيئتها.. وأنا بكامل شعري المتطاير وقناعاتي وبيئتي، جمعتنا الصداقة، ووحّدتنا الثقافة الإنسانية. صديقتان بلباسين ودينين مختلفين، وقلب واحد يحرص على الصداقة.
في عودة إلى لوحات فناننا دياب، أقتطف لوحة من سلسلته عنوانها “الصديقتان”. يطرح فيها ظاهرة جميلة، تعكس تناغم وانسجام أفراد المجتمع رغم اختلاف منابتهم وبيئاتهم. تأكيداً منه على حرية اختيار الإنسان، وجمال علاقات الصداقة ونبلها وقوتها رغم الاختلاف. نعم الاختلاف، ولم يقل أحد هنا “الخلاف”.
“تخليق الألوان”
بعد الخروج من فكرة لوحة “الصديقتان” للفنان أسامة دياب، والعودة للدخول إلى عوالمها والتحليق في فضاءاتها، يكتشف المتلقي اعتماد الفنان على التيمة الشعبية، والأهم أن كل الألوان المستخدمة معروفة وشائعة. لكن لمَ هي هنا قوية مندفعة إلى المتلقي تشدّه إليها بالأزرق والأحمر، وتبهج روحه؟
ببساطة لأن الفنان قام بعملية تخليق اللون، فبات الأحمر وليداً والأزرق جديداً. وما التعارف بين المتلقي واللون الجديد إلاّ دليلاً على تلك العملية الابتكارية الجميلة.
أما من يعتقد أن الفنان أطاح بريشته فوق القماش الخام باللون الأصفر مصادفة! عليه أن يتساءل عن سر اللون المشبع المشع: لماذا اختاره دياب للصديقتين على صدريهما جهة الشمال، إن لم يكن دلالة وحدة القلوب وإشراقها وتصدير إشعاعها النبيل.
قد يخالف فناننا الجميل أسامة دياب هذا الرأي أو الانطباع! لكنه أجاب على سؤال “الوسط” قائلاً “قراءة الفنان عبر لوحته يُعطي خلاصة التعبير عن اللوحة. وكلما تعددت الانطباعات والقراءات -بالتالي الكتابات- شكّل ذلك قيمة مضافة للوحة أو مطلق عمل فني”.
إذاً.. ما قصة هذه اللوحة؟
يجيب دياب قائلاً “يكشف عنوانها قصتها “الصديقتان” القادمتان كل منهما من بيئة ومجتمع، لكنهما تلتقيان بالصداقة والمحبة والاحترام والاحتواء. وبذا فاللوحة تعشير إلى إحدى ظواهر المجتمعات الفسيفسائية الثقافة. وهي بقياس متر في متر. زيتي على قماش. أنجزتها عام 2019 وشاركت في معرض “تشكيل” الذي أقيم في دمشق مؤخراً”.