أردوغان جدد تقديم عروضه لدمشق وأكد رغبته بخطوة سياسية متقدمة معها
لا يبدو أن وتيرة التصريحات التركية الخاصة بتقديم العروض لدمشق بهدف تنظيم لقاءات رسمية تجمع ساسة البلدين ستتوقف قريباً، لاسيما أن ارتفاع منسوب هذه التصريحات بدا مرتبطاً وبصورة علنية بالانتخابات التركية المقبلة والتي يشكل فيها الملف السوري واحداً من الملفات الأساسية التي تهم الأتراك الباحثين عن حلول للمشاكل التي ورطتهم بها سياسة حزب «العدالة والتنمية» الحاكم.
التصريحات التركية المتتابعة التي كان آخرها ما صرح به الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الخميس الفائت بخصوص تلقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإيجابية عرضاً منه لعقد لقاء ثلاثي يجمعهما مع الرئيس بشار الأسد، لاقت بالمقابل مواصلة للصمت السوري الذي قد يكون بمثابة تأكيد جديد من دمشق أنها ما زالت على شروطها المعلنة لعقد مثل هذه اللقاءات.
أردوغان كان قال للصحفيين: «عرضت على بوتين عقد لقاء ثلاثي بين رؤساء تركيا وروسيا وسورية، وبهذا الشكل نكون قد بدأنا بسلسلة اللقاءات، وتلقى العرض بإيجابية»، وأضاف: «نريد أن نقدم على خطوة ثلاثية تركية- روسية- سورية، ولذلك يجب أولاً عقد لقاءات بين أجهزة المخابرات، ومن ثم وزراء الدفاع، ثم وزراء الخارجية».
كلام أردوغان الذي جاء بصيغة مكررة لتصريحات سابقة له قبل نحو شهرين، وبعد أيام من تصريحات مماثلة لوزير خارجيته مولود جاويش أوغلو والتي عبر فيها عن استعداد أنقرة للعمل مع سورية على إعادة العلاقات ومحاربة الإرهاب والعملية السياسية «اذا تصرفت دمشق بواقعية» على حد تعبيره، لم يلقَ أي رد رسمي سوري، وبقيت المواقف الرسمية المعلنة عند التصريح الذي أدلى به وزير الخارجية والمغتربين منتصف الشهر الفائت والتي أكد فيها أن دمشق لن تقدم على أية خطوات ما لم تُبدِ أنقرة حسن نيتها والتي تبدأ حسب المقداد من «القضاء على الإرهاب، وبعدم دعم الإرهاب، والانسحاب العسكري من الأراضي السورية، ووقف أي دعم لجبهة «النصرة» و«داعش».
روسيا من جهتها والتي أظهرت تحمسها لخطوة رفع مستوى التواصل بين دمشق وأنقرة، رغم تأكيدها على لسان مسؤوليها أنها لا تفرض على دمشق أية قناعة وما تقوم به هو دور الوسيط، علّقت على تصريحات أردوغان على لسان نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغداف أول أمس الجمعة، حيث اعتبر بوغدانوف أن روسيا لا تتفق مع كل المسائل المتعلقة بالعملية العسكرية التركية في شمال سورية، وأعرب بوغدانوف، عن تفاؤله بفكرة أردوغان، عقد لقاء بين قادة تركيا وسورية وروسيا، قائلاً: إن «موسكو إيجابية للغاية بشأن فكرة الرئيس التركي لعقد اجتماع بين قادة تركيا وسورية وروسيا، نجري الآن اتصالاتنا مع الأصدقاء السوريين».
