أدوية مفقودة وأسعار متفاوتة في حمص والنقابة توضح

كان المواطن السوري مطمئنا لناحية عدم ارتفاع أسعار الدواء خلال الفترة الماضية رغم ارتفاع أسعار المواد الغذائية والحاجات الاستهلاكية الأخرى , لكن وحسب شهادات عدد من المواطنين الذين التقيناهم في مدينة حمص فإن عددا كبيرا من الأصناف الدوائية ارتفع ارتفاعا ملحوظا , بالإضافة إلى عدم توفر بعضها الآخر , وفي تصريح لنقيب صيادلة سورية، فإن وزارة الصحة رفعت أسعار بعض الأصناف الدوائية ل 12 معملا , ولكن ما يلفت النظر ويثير الاستغراب أن سعر بعض أنواع الأدوية يختلف بين صيدلية وأخرى , وسنحاول في هذا التحقيق الصحفي تسليط الضوء على ما يحصل بخصوص الدواء الذي يختلف عن أي حاجة أخرى لأنه يتعلق بصحة المواطن ولا يخضع لمبدأ العرض والطلب فهو ليس سلعة استهلاكية وإنما حاجة ضرورية.
شهادات المواطنين
إحدى السيدات بحثت عن دواء للضغط اعتادت أن تأخذه وفق وصفة الطبيب المعالج لها, وهو فالزاريد عيار 80 في أغلب صيدليات مدينة حمص , لكنها لم تجده , وكان جواب الجميع : ( هذا النوع مقطوع …!!) , وعندما سألنا بعض الصيدليات في أكثر من حي بمدينة حمص عرفنا أن كل أدوية الضغط من نوع الفالسارتان غير متوفرة , بالإضافة لأصناف الأملودبين والنوركاند , والصادات الحيوية ( أوغمانتين) , كما أن أسعار بعض أنواع الأدوية ارتفعت ارتفاعا ملحوظا , وهذا يتناقض مع تصريحات وزارة الصحة التي تصر على أن كافة أنواع الأدوية متوفرة , وإن أي ارتفاع حتى ولو كان طفيفا في سعر بعض الأصناف الدوائية يضع المواطن أمام أعباء مادية إضافية , ولاسيما في ظل الظروف الحالية الصعبة . كما علمنا من بعض المعنيين بأمور الدواء أن بعض الشركات المنتجة للأدوية ترفض بيع ما لديها , وبعضها الآخر توقف عن الإنتاج بذريعة عدم توفر المواد الأولية اللازمة للإنتاج …!!
كما قالت إحدى المواطنات أنها بحثت كثيرا عن علبة دواء ليتروكسين عيار 50 للغدة الدرقية ولم تجده وعندما وجدته في إحدى الصيدليات اشترته بألف ليرة سورية.
و أكد أحد المواطنين من حي عكرمة أن سعر السيرنغ تضاعف هو الآخر وحين سأل الصيدلي قال له : إنها تسعيرة جديدة ..!!
وهكذا يجد المواطن المضطر لشراء الدواء نفسه في حالة من الاستغراب ويبدو أن المطلوب منه ألا يمرض في هذه الفترة الحرجة ريثما تعمل الجهات المعنية على توفير الدواء وتحديد سعره الحقيقي وإيجاد حل لوضع الدواء الذي تصدر سورية الكثير من الأنواع للدول المجاورة وتلبي حاجة السوق المحلية عن طريق المعامل الكثيرة المنتشرة في كافة المحافظات.
صيادلة حمص : سنخسر إذا بعنا بالسعر القديم
أكدت صيدلانية في حي ضاحية الوليد أنها تطلب من أصحاب المستودعات تزويدها بالأدوية المطلوبة لصيدليتها لكنهم يجيبونها بأنهم لا يستطيعون تزويدها إلا بعلبة من كل نوع , وهذا – كما قالت – لا يكفي فهناك أنواع من الأدوية المطلوبة بكثرة وخاصة أدوية الضغط والصادات الحيوية. أما عن ارتفاع الأسعار فقالت: هناك ارتفاع طفيف ونحن كصيادلة لا علاقة لنا به , فأصحاب المستودعات رفعوا الأسعار , وعندما نسألهم يقولون إن المعامل هي من رفعت الأسعار.
في حين أكد صيدلاني في حي وادي الذهب أن الصيدلاني لا يستطيع أن يبيع بالأسعار القديمة لأنه يستجر حاجة صيدليته من المستودعات التي يتعامل معها بأسعار زائدة , وهذا الأمر ليس مسؤوليته , وهو لا يستطيع تحمل الخسارة.
وقال صيدلاني آخر في حي النزهة متهكما : لماذا لا يعترض المواطن على ارتفاع أسعار المواد والحاجات الاستهلاكية الأخرى؟ في حين أنه يعترض على أي ارتفاع طفيف في سعر الدواء مع أنه حاجة أساسية لا يمكن الاستغناء عنها.
نقابة الصيادلة : الحصار وكورونا هما السبب
ولمعرفة ما يحدث بخصوص الأدوية في حمص اتصلنا بنقابة الصيادلة باعتبارها الجهة المسؤولة عن هذا الموضوع فقال نقيب الصيادلة عبد الغفار سكاف:
تستجر مستودعات الأدوية البالغ عددها العشرات في محافظة حمص حاجتها من الأدوية من المعامل مباشرة , وإذا لم تنتج المعامل فلن تستطيع تزويد المستودعات بحاجتها لتلبية حاجة الصيدليات , وقد عانت معامل الأدوية في الفترة الأخيرة من صعوبة تأمين المواد الأولية المطلوبة للإنتاج بسبب الحصار الاقتصادي المفروض على سورية , وبسبب توقف الاستيراد والمعاملات التجارية في الثلاثة أشهر الأخيرة بسبب وباء كورونا , وأضاف بأن النقابة تواصلت مع بعض الشركات المنتجة وطلبت منها تزويد الصيدليات بحاجتها من كافة أنواع الأدوية كشركة ابن حيان , التي وزعت أكثر من 2500 علبة كوردان ليس في حمص فقط وإنما لبعض المحافظات كحماه وحلب.
عن الثورة