العناوين الرئيسيةفضاءات

أحمد الوعري  في معرضه “الآن”.. ملامح الإنسان في معالم الجماد

تعكس لوحاته فناً مبهراً يعتمد مزج الواقع بالخيال

|| Midline-news || – الوسط ….
.
روعـة يـونـس
.

.بينما تَلج صالة معرض الفنان أحمد الوعري يخيّل إليك أنك تشاهد لوحات تثب من زواياها روحية سلفادور دالي! لكن بقليل من التريث وتأمل اللوحات، يتغير انطباعك الأولي، ويتحول كلياً إلى انبهار بهذا الفن الذي تستشعر حداثته.
لمَ الانبهار؟
لأن لوحات الوعري المُدرجة في معرضه الحالي “الآن” الذي يقام برعاية وزارة الثقافة  في صالة Art House Syria تعكس تجربة فنية لا تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة، لكنها تجربة “معتّقة” مهمة وقوية ولافتة، تستحوذ عليها المدرسة الواقعية، رغم كل العوالم الغرائبية حيناً والمبتكرة حيناً التي تعكس أفكار الوعري ونصوصه اللونية التي يتداخل فيها الواقع مع الخيال بفرادة تؤكد قدراته التشكيلية وإبداعه.

البحث عن الإنسان
جولة الزائر أو المتلقي في المعرض الذي يستمر حتى منتصف هذا الشهر، تضعه أمام أعمال فنية غاية في الجمال –رغم حزنها وألمها- تنوعت مواضيعها واختلفت أساليبها، ومحورها “الإنسان” حتى لو كانت اللوحة لكرسي أو كتاب. فخلف كل لوحة ترصد (الجماد) يستشعر المتلقي أن ثمة إنسان هناك وعليه البحث عنه في عطفات اللوحة، وفي تدرجات ألوانها ومساحاتها الضوئية. لأن الفكرة الأساس لدى الوعري هي- هو “الإنسان”.
أضاف الوعري إلى لوحاته الزيتية تفاصيل تخص كل لوحة على حدا. وتبدو تلك التفاصيل الغريبة (شريط لاصق- سدادة زجاجة- ركوة قهوة- صفيح معدني- مزهرية) رسائل يريد منها الوعري ليس ابتكار فن جديد فقط! بل تفعيل ذائقة وخيال المتلقي ليرى في اللوحة ما يحسه من قيود وتوق للحرية.

الآن.. هنا في العالم
يقول الوعري الذي قدّم عدة معارض فردية تقوم على ذات النمط الإبداعي والتوجه الفني؛ عن بعض تفاصيل لوحاته (الشريط الشفاف اللاصق)  :
“هي تجسيد للقيود ورسمها بشكل شفاف كما شريط لاصق، نصطدم به مراراً ويتحكم بنا ومرات نتجاهله وأكثر المرات لا نعرف حتى بوجوده”.
الآن”.. معرض أحمد الوعري، تأكيد على أن كل لوحاته تحدث الآن في هذا العالم. بكل ما فيه من ظلم وعنف وحزن وألم وغربة.. وبكل ما يحلم به الإنسان من حرية وعدالة وحب وإنسانية و.. حياة.
الآن
أتقنتُ لُغةَ البقايا
تعلمتُ كيف أصنعُ غيمةً وشمساً وحياة
الآن أجلبُ من ذاكرتي كُرسياً
أفرشُ يوماً جميلاً يُغطيني ساعةَ البرد
الآن أصنعُ من نقصي حُلماً .. أعتليه وأرقص
أجمعُ كُلّ ضحكاتي مظلةً تُخفف عني السقوط
الآن أنا بقايا ما كان يوماً
شاهداً أخيراً حياً

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى