يوم قال أسامة الحوراني لعماد خميس : ( بكدرش !! )
أحمد حمادة ..
|| Midline-news || – الوسط ..
أسامة الحوراني هو مدير مطبعتنا العارف بأدق أعطالها كغيره ممن سبقوه ، والساهر معنا على تسكيجها واختراع قطع غيار لها على مقاسات ( زقاق الجن ) حتى أنها لم تعد بنت الدولة التي اشتريناها منها لكثرة نسخ ولصق وتلزيق وتبديل هويتها على قاعدة ( دبر راسك ) والحاجة أم الاختراع .
أما خميس فتعرفونه قبل أن يكون رئيساً للحكومة يوم شوَّفكم نجوم الظهر بعز الظهيرة وشموع الحب بالليالي المظلمة ، وجعل الكثيرين يتمنون أن يطالب أحد أقربائهم بتقديم طلب لمّ شمل لهم بإحدى دول اللجوء ، ثم مسحوا تلك الأمنية مؤخراً بعد تنزيل أسعار الفروج وتقليص ساعات التقنين الكهربائي ووعوده بتأمين حصصهم من الأربعمائة ليتر مازوت التي سمعنا عنها بأفلام الخيال العلمي في السنوات الخمس السابقة .
وأما قصتهما ، فقد زار الأخير ( خميس ) جريدتنا الثورة الأسبوع الماضي ، وصدمته أكوام الحديد التي كانت كتلال زبالة داخل مطبعتها ، والتي رغب المدراء العامون السابقون بترحيلها لكن أحداً لم يستطع لأن الأمر يحتاج إلى لجنة وزارية ، نعم لجنة وزارية .
أسامة الحوراني ، ولحظه العاثر ، سأله السيد خميس أثناء جولته : لماذا لا ترحّلون أكوام الحديد المزعجة هذه ؟ فأجابه ( بكدرش ) وأراد المسكين أن يشرح له لماذا لا يقدر ، فالأمر يتطلب لجاناً ، لكن قرار إعفائه من منصبه كان أسرع مما يظن ، لأن رئيس الحكومة رأى أنه من غير المنطقي أن يقول مدير ما ” لا أقدر ” ، فمن لا يقدر لا ينبغي أن يكون في مكانه ، وهذا صحيح في منطق الأمور ولكن ليس قبل أن يتم أسامة جملته اليتيمة .
أقيل أسامة من منصبه المتواضع ، وحمدنا الله أن السيد خميس لم ير الزميل خالد الأشهب مدير التحرير فيسأله لماذا يجلس في مكتبه مديراً للتحرير منذ أكثر من عشر سنوات دون تشكيل لجان وزارية تدرس وضع نقله من هذا المكان إلى مكان يستحقه مع أن مدراء مؤسسات إعلامية وثقافية خرجوا من تحت إدارته وقلمه وملؤوا أفاق كراسيها ولا فخر ، مع أن خالد كان يوقع لهم على زواياهم وكتاباتهم إن كانت صالحة للنشر أم لا ، ربما لأن العصفورة ستخرج ساعتها بكل أسرار قرارات الوزارات السابقة وحتى الحالية وستزقزق خارج الصحن ؟!.
وشكرنا الله أيضاً أنه لم يسأل عن مصير جيل الشباب من الصحفيين الذين كانوا مندفعين لتطوير العمل الإعلامي وتمت إقالتهم وإزاحتهم من الواجهة بعد أن حاولوا أن يحدثوا علاجاً بالصدمة لإعلام أصابه الشلل كالزميل عبد الفتاح العوض على سبيل المثال لا الحصر لأسباب مازلنا نجهلها حتى اليوم ، في وقت أعيد إلى واجهة العمل الإعلامي بل وحتى إلى دوائره الأدنى زملاء تقاعدوا منذ سنوات في مخالفة صريحة حتى للقوانين الصادرة لأن أسرار الصداقات ( عفواً القرارات ) ستخرج وقتها إلى النور ، وللأمانة كانت تلك القرارات بالعصر غير الخميسي .
وأخيراً .. أشكر الله سبحانه وتعالى أن خميس وصل إلى الطابق الخامس فقط ولم يصل إلى حيث أنا في السادس لأنه لن يصدق أني صحفي حتى لو أقسمت له على أوراق المصحف .. لأني باختصار بدوي .. ومن المستحيل أن أجمع صفتي الصحافة والبداوة معاً !.
*إعلامي سوري