يسار أمريكا استبدل نجومها بـ”قرون موز”؟! .. بشار جرار – واشنطن
جعلوها جمهورية موز! هذا هو رد الفعل الأكثر رواجاً على ما يقوم به يسار أمريكا، وعلى ما تعرض ويتعرض إليه دونالد ترامب الرئيس السابق والمرشح الحالي للانتخابات الرئاسية المقبلة في أمريكا، اللافت كان “الميم” السياسي الكاريكاتوري الساخر الذي شغل التايم لاين الأمريكي منذ الخميس، وهو استبدال الخمسين نجمة التي ترمز لولايات أمريكا الخمسين، بـ”قرون موز”! والقرن هي من التسميات التي تستخدم في بعض اللهجات العربية كمرادف لكلمة قطوف أو قطف، كأن نقول قطف عنب أي عنقود عنب، أو قطيفة بلح!.
موزاً كان أم عنباً أم بلحاً ما أحدثه الرئيس الحالي جو بايدن في البلاد من المضحك المبكي .. لم أصدق عينيّ وأذنيّ عندما تحدث عن حبه الآيس كريم والشوكولاتة قبل تعليقه على أحدث كوارث القتل الجماعي في أمريكا وقد اقترفته شابة تعتبر نفسها ذكراً!، كانت مدرستها السابقة مسرح الجريمة، وهي مدرسة إعدادية مسيحية خاصة، في عاصمة الموسيقى الأمريكية المشهورة عالميا بـ”كانتري ميوزيك”، ناشفيل، عاصمة ولاية تينيسي، وهي بالمناسبة من المدن الأكثر تفضيلاً من قبل الأخوة الكرد سواء من العراق أو سورية.
ليزيد الطين بلّة، يختار خليفة باراك حسين أوباما في تمثيل الحزب الديموقراطي الذي اختطفه يسار أمريكا، اليسار المُنحل المُختل قبل عقدين، يختار بايدن هذا التوقيت ليصف “المتحولين والمتأرجحين جنسيا” بأنهم “روح أمريكا”! الأمر الذي أثار عاصفة من ردود الفعل المنددة، حتى من خارج الحزب الجمهوري وتيار المحافظين.
لست من المصدومين كثيراً في ما وصلت إليه السياسة وحتى الصحافة من انحدار مشين عن القيم العظيمة التي قامت عليها أمريكا كمنارة للكرامة الإنسانية والتي ما زلت من المؤمنين بأنها كانت يوم أسسها الآباء الأوائل، أكثر نظم العالم حكمة وحرية وعدلاً، لا بل في تاريخ البشرية، منذ عُرفت الدولة ككيان، والأمة والمواطنة كوحدة بناء.
هناك صدمتان كبيرتان .. تتمثل الأولى بالانحدار الذي وصلت إليه القوى التي تعرف بالدولة العميقة والتي لم تتحرج -وعلى نحو سافر- من تسييس أجهزة أمنية رقابية وحتى الادعاء العام والقضاء للاستهداف السياسي. وصفه الرئيس-المرشح دونالد ترامب- بأنه اضطهاد وهو بالفعل كذلك. هذا الاضطهاد استهدف ترامب والمحافظين والمؤمنين، بمن فيهم المسيحيون. تم توظيف القضاء لاستهداف راهبات في عهد باراك حسين أوباما على قضية تتعلق بتوفير موانع الحمل والإجهاض لموظفات مدنيات من خارج رعية الكنيسة!، كما استهدفت مصلحة الضرائب متبرعين بعينهم من مؤيدي الحزب الجمهوري وأي قضية يتبناها المحافظون كمحاربة الإجهاض والجريمة النكراء الرائجة حالياً والمتمثلة بإجراء تدخلات جراحية وعقّارية في الأطفال ودون علم ذويهم بما في ذلك استئصال الأثداء والخصي الكيماوي واستخدام موانع ومحفزات هرمونية خاصة بالبلوغ خلافاً لما خلق الأطفال عليه كذكور وإناث.
أما الصدمة الثانية فهي أكبر ويندى لها الجبين، خاصة بالنسبة لي كعربي أمريكي. صدمتي بأبناء جلدتي من المتشدقين بتكرار أكاذيب اليسار المنحل المختل في تناقض صارخ مع ما يستهدفون فيه وطنهم الأم .. تَصدق فيهم مقولة “اللي بيعرف بيعرف واللي ما بيعرف بقول عدس”. عدسهم في حقيقة الأمر موز، قرن موز!!.
إقرأ أيضاً .. قمتا موسكو: القادم أعظم..
إقرأ أيضاَ .. سورية الصلح والتصالح والمصالح ..
*كاتب ومحلل سياسي – مدرب مع برنامج الدبلوماسية العامة في الخارجية الأميركية ..
المقال يعبر عن رأي الكاتب ..
عنوان الكاتب على basharjarrar : Twitter