العناوين الرئيسيةفضاءات

ياسر الأحمد في مجموعته.. سيرة أولى لحارس الأقداح ، يسأل من أنكرني قبل صياح الديك؟!

 

سيرة أولى لحارس الأقداح .. عنوان المجموعة الشعرية التي صدرت مطلع هذا العام للشاعر السوري ياسر الأحمد ، عن “الهيئة المصرية العامة للكتاب” ضمن سلسلة الإبداع العربي- النشر لغير المصريين.
جاءت سيرة أولى لحارس الأقداح في 100 صفحة من القطع المتوسط، بإشراف فني للفنانة رنا أشرف، وضمت 17 نصاً شعرياً يتراوح بين شعر التفعيلة والحديث.

“هذا الكتاب لشدة التطابق مع الوردة” عبارة تطالع القارئ قبل الإهداء، وهي متروكة لخيال وتفسير المتلقي! ويبدو أن الأحمد يأمل أن لا يتطابق الكتاب في الذبول كما الوردة، بل في نشر عطر الشعر والمشاعر. أما الإهداء فجاء كالتالي:
“إلى هؤلاء الذين يألفون المدن، إثر الفاجعة ويحبون القصائد، بعد النسيان”.
فيما حملت النصوص السبعة عشر عناوين (وجه بتقاطيع غائمة- تلويحات – أربعون- جذاذات الأوسمة- إيماءات- وداعيات المصاعد- سرقات الظهيرة- حارس الأقداح-  بروق على مرمر الفضة- فيما يرى النائم – استعادة- طريق الببغاء- موقف الشاعر والجثة- كتابة في العراء- فإذا حاولت النسيان- رماد لأوجه الزوبعة- أحوال الجرادة).
إنما ماذا عن النصوص وما حملته المجموعة على متنها؟
.

سيرة أولى لحارس الأقداح
الشاعر ياسر الأحمد

.
للإجابة على هذا السؤال، لابد بداية من التعريف بالشاعر الأحمد. ابن مدينة الرقة السورية، والذي عرف في حياته الهجرة والاغتراب والابتعاد عن العائلة ومن ثم استقراره في حلب، وما ينضوي ذلك كله من فراقيات وعثرات وعذابات، زادتها ظروف الحرب، وفقدانه لأهل وأحبة وأصدقاء خلال الحرب المستعرة، معاناة كبيرة.
لهذا بدت المجموعة في ظاهرها وحتى عنوانها، كأنها سيرة ذاتية مسجاة في نصوص شخصية! لكن في واقع الأمر، يجد القارئ نفسه وملامحه ومقتطفات من حياته في تلك النصوص الإنسانية الوجدانية.

مجموعة سيرة أولى لحارس الأقداح ، مجموعة نخبوية، لا يمكن القول بأنها تستهدف كل قارئ! سواء من حيث أفكارها أو لغتها أو تقنياتها أو رؤاها. وكذلك رمزيتها المفرطة! فهي ليست مجموعة من الشعر الحديث فقط، بل أيضاً استخدم شاعرها الأحمد تقنيات مبتكرة، نجدها مثلاً في نص “موقف الشاعر والجثة” حيث محاكاته لكل من الشعراء (امرؤ القيس- طرفة بن العبد-  بشار بن برد- الحلاج) فضلاً عن ترقيم الأمكنة والسراديب كعناوين فرعية. وكذلك الأمر بالنسبة لنص “طريق الببغاء” الذي تضمن العديد من المتون والشروحات.
كما اعتمد الشاعر الأحمد في مجموعته على عدة إسقاطات من عصر الأدب الجاهلي، وتاريخية، وسياسية، ودينية روحية؛ كتلك الصرخة التي اقتبسها، وجيّرها لصالح نصّه: أنكرتني قبل صياح الديك/. المقولة التي أطلقها قبل 2000 عام السيد المسيح.
.

*روعة يونس

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى