أرشيف الموقعاقتصاد

وزير الطاقة المغربي السابق: أوروبا تعتقد أنها مركز العالم

أعلن وزير الطاقة المغربي السابق عزيز رباح أن بلاده منفتحة على تنويع الشراكات مع جميع دول العالم في إطار “رابح- رابح” والتأكيد على السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.

وتحدث وزير الطاقة المغربي السابق في تصريح لوكالة سبوتنيك عن العديد من الملفات المرتبطة باستقالته من حزب “العدالة والتنمية” ومبادرة “الوطن أولاً ودائماً” وكذلك علاقة حزبه السابق بأي نظام أو تنظيم دولي وكذلك عن توجهات المغرب الاستراتيجية والاقتصادية.

النموذج التنموي الجديد

وحول النموذج التنموي الجديد في المغرب قال رباح: المغرب منذ عقدين من الزمن يتقدم في كثير من المجالات وبالنظر لجميع المؤشرات في المغرب تؤكد العمل الجبار الذي جرى لعقدين وبعد ذلك جاء قرار صياغة النموذج التنموي الجديد الذي طالب به الملك ويهدف للانتقال لسرعة أخرى وإنجازات أفضل في كل المجالات بالمدن والعالم القروي، بناء على المؤهلات المحلية وعلى المستوى الاقتصادي في إطار جذب الاستثمار الوطني والدولي في كافة الصناعات.

وأضاف: من الناحية الدبلوماسية فإن المغرب اشتغل على تنويع شراكاته منذ مدة رغم أن أوروبا شريك استراتيجي إلا أن المغرب اتجه نحو تنويع الشركاء خاصة تجاه الصين وروسيا وآسيا والدول العربية وكذلك العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية كما عمل على تعزيز علاقاته مع الدول الإفريقية وأقول إن كأس العالم الأخير كان فرصة كبيرة للمغرب ويحتاج لقراء من العديد من الأبعاد الثقافية والاقتصادية والرياضية وبعد الظهور بهذا المستوى للمنتخب الوطني أصبح المغرب مطلوباً في جميع المجالات كما نلاحظ أن هناك تواصلات عدة من جهات مختلفة من أجل الشراكات والاستثمار مع المؤسسات الوطنية.

قطاع الطاقة

وحول ما حققه المغرب في قطاع الطاقة قال رباح: فاتورة الطاقة في المغرب تصل لنحو /9/ مليارات دولار كنا نستورد نحو 80% منها باعتبار أن المصدر الأهم يتمثل في الطاقة الأحفورية وهو تحد كبير من حيث نوع الطاقة المستعملة والارتباط مع الأسواق الخارجية ومن حيث الميزان التجاري والمساهمة في العجز التجاري بالمقارنة بين الواردات والصادرات.

وأضاف: في عام 2010 أطلق الملك محمد السادس سياسة الطاقة الجديدة المبنية على الطاقة النظيفة والمتجددة وتنويع مصادر الطاقة وجرى إعداد برامج جديدة ويتم العمل على تطوير السياسات المرتبطة بالطاقات المتجددة وكل ما يتعلق بالغاز والهيدروجين وكذلك إعداد الطاقات البحرية وللمغرب مؤهلات هامة في هذا المجال وهناك مشروعات مهمة في هذا الإطار حيث يبلغ حجم الاستثمارات بين ما أنجز وما هو قيد الإنجاز نحو /10/ مليارات دولار والجزء الأهم فيها يذهب نحو إنتاج الكهرباء كما انتشرت الطاقة المتجددة في العديد من القطاعات والمجالات الصناعية والفلاحية.

كما أن المغرب يريد أن يذهب بعيدا في مجال الطاقات المتجددة بحيث يكون من المراكز الهامة لاستقطاب الاستثمار في صناعة الطاقة خاصة في ظل الإمكانية لإنشاء مصانع للألواح الشمسية والمكونات الذاتية ومصانع للبطاريات والصناعات الأخرى.

العلاقات الروسية – المغربية

وحول مستقبل العلاقات الروسية – المغربية  قال رباح: قرر الملك قبل فترة أن ينفتح على الدول الكبرى والصاعدة وأن ينوع الشركاء وهناك حرص على تنويع الشراكات كما تقوم بهذا كل دول العالم وهو أمر مشروع وضروري وأرى أن العلاقات المغربية- الروسية قابلة للتطوير في المستقبل خاصة أن المغرب في النزاعات دائماً يكون دوره الحياد وهو دائماً يعبر عن رفضه للصراعات ورفض الحركات الانفصالية كما أن المغرب يؤمن بالسلم ويفتح الباب أمام جميع القوى للتعاون والشراكات في إطار “رابح-رابح” مع التأكيد على احترام السيادة ووحدة التراب الوطني.

مبادرة “الوطن أولاً ودائماً”

وعن الآلية التي يمكن من خلالها تشغيل مبادرة “الوطن أولاً ودائماً” قال رباح: هذه المبادرة والتي جاءت بعد اعتزالي للعمل الحزبي، كانت نقطة التقاء لعدد من الكفاءات داخل الوطن وخارجه ومنذ سنوات ونحن نفكر في كيفية إطلاق ديناميات جديدة في وطننا كما هي حاجة العديد من الدول لمثل هذه الديناميات بعيدا عن الصراع الأيديولوجي والتقاطبات السياسية غير الإيجابية.

وأضاف: لقد اخترت الانتقال من العمل الحزبي إلى العمل المدني التنموي، الذي يهدف ليكون قوة اقتراح وتأطير بما يعني اقتراح مبادرات وإصلاحات ومشروعات اعتماداً على أفكار ورؤى الكفاءات من الأعضاء وعلى أن يكون قوة تأطيرية في المجتمع من خلال التمكين الاجتماعي والاقتصادي وأن نعمل بكل الوسائل التي يتيحها القانون المغربي خاصة أن هناك العديد من البرامج الحكومية تبحث عن شركاء في حين أن المجتمع المغربي هو شريك أساسي كما نص الدستور ويدل على ذلك الواقع وهناك العديد من المؤسسات غير الحكومية يمكن أن نتعاون معهم إضافة للبرامج التي نقترحها والبرامج الدولية الهادفة للدعم والتنمية المستدامة.

هجوم البرلمان الأوروبي على المغرب

وعن رؤيته للهجوم من البرلمان الأوروبي على المغرب في الفترة الأخيرة قال رباح: مع الأسف الكثير من القوى الأوروبية السياسية وغيرها، لم تستوعب أن العالم تغير وأنه لم يعد بالإمكان أن يملوا على الدول العربية أو غيرها ما يريدون وأن يلزموا العالم بقيمهم وتوجهاتهم الثقافية وقراءتهم للأشياء.. هم يؤمنون بالديمقراطية و يخالفونها ويؤمنون بالتعدد و يخالفونه، وهنا أقول: إن العالم متعدد ثقافياً وسياسياً واقتصادياً وهم دائما يرون أنهم المركز وهناك نخبة إفريقية ترى أن الإرث الأوروبي الاستعماري هو أحد أسباب معاناة إفريقيا، وأن الشعوب الإفريقية والقارة لم تستفد بالشراكة مع أوروبا رغم وجود الشركات الأوروبية بشكل كبيرة منذ عقود وهنا أشدد على أن استعمال النواب في البرلمان الأوروبي هي واحدة من وسائل الضغط وابتزاز الدول وهناك مطالب قوية الآن لأوروبا بضرورة مراجعة طريقة عملها مع العالم، وخاصة مع إفريقيا وبالتحديد في المغرب، كما أن بعض القوى الأوروبية لا تنظر بعين الرضا لتوجه المغرب وتنويع شراكاته.

وأضاف: بالتأكيد لدينا بعض النواقص في الداخل كما هو الحال في أوروبا والعديد من دول العالم ولكن لا يمكن أن تكون وسيلة للضغط وأنا أرى أنه علينا الاستمرار في المطالبة بالوضوح بشأن سيادتنا وأمننا ووحدتنا وعدم التدخل في الشأن الداخلي وأشير هنا إلى أن عمليات الابتزاز والضغط لن تتوقف سواء كانت هناك نواقص أم لا، وللأسف تأتي بعض هذه الخرجات من دول تدعي الصداقة مع المغرب.

ملف الصحراء

وحول تأثير ملف الصحراء ووحدة المغرب على العلاقات مع أوروبا أو غيرها من الدول قال وزير الطاقة المغربي السابق: يجب أن نميز بين التبادل التجاري العادي وهو يتم بين الدول حتى المتخاصمة والأمر الثاني ما يرتبط بالشراكات الاستراتيجية وأنا أرى أن قضية الصحراء والوحدة الترابية هي المعيار الأساسي للعلاقات الاستراتيجية، خاصة أن المغرب لديه ثلاثة مقدسات في علاقاته الدولية: سيادة الدولة ووحدتها وأمنها ولذلك مع الدول التي تعاندنا فإن المغرب لا يمارس نفس الأسلوب الذي تمارسه هذه الدول، حيث يحرص على الإبقاء على الثلاثية التي هي أساس لأي شراكات استراتيجية.

المصدر: سبوتنيك

صفحتنا على فيس بوك  قناة التيليغرام  تويتر twitter

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى