هل تعيد صحيفة “القبس” الكويتية إحياء ذكرى ناجي العلي؟! بقلم: أحمد علي هلال

|| Midline-news || – الوسط…
.
مضى 34 عاماً على استشهاد رسام الكاريكاتير الفنان ناجي العلي.. تتواتر الذكرى بما يتصادى بها من ذاكرة تعيد ناجي العلي حدثاً وقضية طازجةً للتو، فهو قوة المثال لقضية حية تبادل وحنظلة وقائع الحياة لا وقائع الموت الذي أريد له..
ظل ناجي يعيش في ذاكرة المقهورين والمهمشين والمغلوبين والحالمين، عمراً أكثر ممن أرادوا له موتاً عاجلاً بطلقات كاتم الصوت، فهو مدرسة فيما اجترح من تقنية وأسلوب فني وخصوصية للونين الأبيض والأسود، وكأنهما جهر كثيف بالمسكوت عنه، وتعرية لفائض الألوان/ الأقنعة.
وحسناً فعلت صحيفة “القبس” الالكترونية العام الفائت في استحضارها ذكرى الشهيد والشاهد ناجي العلي، عبر استدعاء يومياته ومحكيات رسوماته الكاريكاتورية، بعد أن انتقل إلى الكويت مغادراً جريدته “السفير” والتي توسل البعض أن تطلع –السفير آنذاك- بصفحة سوداء، فمكان ناجي العلي ما يزال شاغراً، لحساسية موضوعاته وجرأته الفادحة ومغازيها الرجيمة، والتي يمكن لها أن تكون السبب البعيد والقريب بآن، ليتم اغتياله في عاصمة الضباب –لندن.
أفلام وثائقية عديدة تحدثت عن فنه العابر والمخترق لأزمنته، لعلها تحدثت بوضوح عن زمن ناجي العلي في سياقه التاريخي وبعده الإنساني، وما انطوى عليه كاريكاتيره من دلالات مازالت قابلة للتأويل حتى اللحظة، وبوصف تلك الرسومات وثيقة تاريخية لن يطويها الزمن أو تسقط فكرتها بمرور الزمن، بل مازالت تتوالد في حقل دلالي أوسع.
تحدثت سعدية مفرح الأديبة والكاتبة في “القبس” عن انفجاراته التشكيلية التي ترسم خريطة المعنى في مسار تحولات القضية الفلسطينية وأنماط المدافعين عنها. وتحدث جاسم أشكنان، ود. حامد العجلان، من كتّاب “القبس” وغيرهم بالتأكيد عن ناجي العلي بما يشبه استحضار ذاكرة مديدة كانت تشكل لدى القبس قيمة مضافة بالمعنى الفني وبالمعنى التثويري، فاستعادة المثقفين لذكرى ناجي العلي هي أبعد من مغامرة جديدة في ما ضارعه –العلي- من أنساق ومفاهيم وأفكار ووقائع ودفع لذلك كله ثمناً تراجيدياً يليق بشخصية جعلت استقبال ذلك الفن استقبالاً إشكالياً في تأويله وانكشافه معاً…
ناجي الأبقى حياً بحنظلة لحظة استدارته لتكون القضية هي الأيقونة الكبرى والتي مازالت بدورها حية في الضمير والوجدان واليوميات الفلسطينية.
ولا عزاء لسؤال فادح بالضرورة من قتل ناجي العلي، وليتواتر السؤال مجدداً لمَ قُتل ناجي العلي؟!
.