من يوميات الحرب السورية
قمر الزمان علوش ..
خاص – || Midline-news || – الوسط ..
شاب مسلح تابع لاحدى تنسيقيات الثورة السورية طلب من رفيقه ” شاهد عيان ” ان يصوره مقطع فيديو وهو يطلق الرصاص من بندقيته عشوائيا في الهواء .
يبتسم شاهد العيان لسذاجة رفيقه ويقول له : لانستطيع ان نخدع المحطات الفضائية وهي تريد صورا حقيقية لكي تدفع الثمن ، في هذه الحالة المفروض ان يكون الهدف هو أحد الجنود في الجيش السوري .. أو العكس . اختارا العكس .
في اليوم التالي ارتدى الشاب المسلح زي جندي سوري نظامي واختطف مع رفاقه شابا التقوه مصادفة في الشارع ، وفي احد بساتين البلدة أفرغ الجندي الزائف رصاص بندقيته في جسد الشاب امام عدسة الكاميرا ، أرسل الشريط الى محطة الجزيرة وبث من استديوهاتها .
تصعق اسرة الضحية وهي تستقبل جثته وينفجر غضبها وهي ترى الشريط المصور المروع وتثورلديها غريزة الانتقام من الجيش السوري القاتل ، تذهب مجموعة من اسرة الضحية الى ساحة الكراجات العامة وتختطف ثلاثة جنود سوريين مجهولي الهوية قادمين في اجازات قصيرة يقضونها بين ذويهم ، وفي البساتين ايضا يرمونهم بالرصاص ويمثلون بجثثهم .
يحمل شبان الاسر المنكوبة السلاح ويلاحقون القتلة من ابناء بلدتهم ، تدب الفوضى ويكثر الموت ، ينقسم اهالي البلدة الى اطراف متحاربة وتبدأ سلسلة المذابح بينهم ، تغلق الأبواب والنوافذ وتخلو الشوارع من المارة ولم يعد يسمع في تلك الليالي سوى انين احتضار او نحيب على انسان ميت .
بعد مرور عام من القتل الثأري المتبادل تحولت البلدة الى منازل مهجورة يخنقها الظلام من الداخل وأفنيتها في الخارج تطلق الغبار والحرارة ، فالبلدة التي كانت تعج بالحياة خلت من شاغليها ، نصف شبانها دفنوا في مقبرتها وباقي الاهالي هجروها .
ثورة بدأت بكذبة من الطبيعي ان تنتهي بمجلس عزاء دائم ، لكن يبقى السؤال : ان كانت كذبة قد دمرت حياة بكاملها هل بامكان كذبة اخرى أن تعيد بنائها من جديد ؟
” قصة حقيقية لم نذكر اسم البلدة احتراما لمشاعر أهلها “