مثابرة الوعي .. سعد ناجي علوان

|| Midline-news || – الوسط …
.
تبدو عملية تكوّن الوعي مسألة شخصية في المقام الأول؛ قبل التفاعل مع محيطها وحدوث التأثير المتبادل. من هنا تبرز أهمية المسألة وخطورتها في ذات الوقت لأنها صورة الفرد التي يتمثلها بمختلف تفاصيل حياته.
يشير المخرج الروسي تاركوفسكي إلى أهمية تلك العلاقة بين الفرد وصانع الأفلام في تبلور رؤية مشتركة حول العمل السينمائي. يؤكد ذلك في مقدمة كتابه “النحت في الزمن”. وهو موجود في “جوجل” تعضيداً للعملية الفنية الخاصة به.وكجزء من ذلك ينقل بعضا من الرسائل التي وردته من الجمهور حول فيلمه “المرآة” وهو كذلك موجود في تطبيق “سينمانا”.
نموذج للاستسلام الثر، لفرح المخرج لما يخلقه جمهوره من وعي وفهم وتذوق إزأء الأعمال المعروضة عليه. ويتألف هذا الجمهور من طبقات المجتمع المختلفة (ربات بيوت، عامل مصنع، فنان، معلم، مهندس، إذاعي، طالب مسائي)… لتبدو صورة مثابرتهم واضحة في المثال الذي يرد في الكتاب لسيدة لجأت إلى ابنتها كي تكتب لمخرجها رأيها الخاص بعمله لأنها لا تحسن ذلك.
وبياناً على عرفانه ينقل تاركوفسكي بامتنان بعض كلامهم:
١- إن سبب كتابتي لك أنني أعيش الفيلم.
2- الفيلم يساعد الفرد على تحرير النفس من القلق.
3- ذهبت إلى السينما لأعيش حياة واقعية.
تبرز هنا صورة مسؤولية الفرد ومساهمته في تطوير الإبداع المجتمعي بعد مغادرته حالة التلقي، إلى دور الممارس والمساعد على تأثيث فضاءات المشهد الثقافي العام.
ليعود تاركوفسكي ثانية إلى مقدمة الكتاب، للمراهنة على أهمية رأي الفرد التي تجعله -تاركوفسكي- يهمل آراء النقاد ونظرياتهم الأكاديمية ويفضل آراء جمهوره.
فالفهم هنا، هو كيف تعيش الحياة وتتذوقها مع جميع الفنون وليس السينما فقط.. فذلك ما يجعل الحياة أجمل وأصدق ماهي عليه. ولن يحصل ذلك إلاّ بين هؤلاء الناس.
.