ما بعد القراءة .. أحمد علي هلال

Midline-News | الوسط…
.
لعل الـ (ما بعد) من شأنها أن تحيلنا، إلى زمن آخر سيتطير إلى ارتدادات ما بعد الحداثة، تندرا ! ولعل الـ -ما بعد- بما تنطوي عليه من انتظار رجيم ستشي بما يمكن للعقل الإبداعي أن يذهب إليه أكثر، ليلتقط القارئ ما يعينه على أن يحيا النص من جديد وكأنما النص قد كُتب له في زمن آخر..
نقول دائماً إن تعدد القراء هو ثراء للنص، أياً كان مستواه وفي هذا التعدد ينبني تأويل لا متناهٍ، فكل فهم كما تقول الفلسفة هو تأويل جديد، لكن ما معضلة التأويل اليوم؟.
بحساب نتائجه ومقدماته وجوهره المكنون فيه والذي يشع على أفق التلقي والقراءة، بدلالات لا تذهب إلى اعتباطيتها، وأكثر من ذلك بحساب أن القارئ/ الضمير، هو من يلتقط القيمة ويسارع لبنائها تبعاً لاستجابته العاطفية/ الجمالية.
وهذا يعني أنه ما من مطلق رواية أو مدونة شعرية وغير ذلك إلا وتصطفي قارئها النجيب، والنجابة هنا ليست سرعة الوصول أو تسارعها في آن إلى ما يريده الكاتب/ المبدع، لأن ذلك رهن بتداول الأثر وبكشوفات شعريات عابرة، لا ينبغي اختزالها بالشعر وبجملة فقيرة هي (شعرية السرد أو النثر) أو بشعرية الأسئلة، ذلك أن حياتنا تمضي إلى ايقاعاتها المختلفة، وبما تشع به من شعريات محتملة ليس آخرها شعريات العزلة، التي نضّد كتاب مدائح جمة فيها، وليست شعريات التأمل وانزياحات المزاج العالي التي تفيض من شقوق الأزمنة وأرض الورق…
إنها شعريات الحياة حينما تتأملنا وهي تمضي على عجل، لكن مأثرتها أنها تبدأ حينما تنتهي، فهل كانت صنيع بناة الأرواح في الأزمنة الغابرة وربما اللاحقة، أولئك الكتّاب ومنهم الروائيون أنموذجاً، الذين أبقوا قوة مثال الروح على ما بعد الحياة، ليأتي قراء محتملون ويعيدون سيرة النص وسيرة الكاتب.. إنها الصيرورة الأزلية.
.
*كاتب وناقد فلسطيني- سوريا