مارادونا الساحر .. ملك القلوب ..

“نحن نحبك، لكننا نحب إيطاليا أكثر”
كانت هذه الكلمات التي رفعها الجمهور الإيطالي العاشق لمارادونا ضمن اللافتات بمباراة إيطاليا والأرجنتين بعام ١٩٩٠، وبالتأكيد لن يقف أحد مع أي لاعب أجنبي ضدّ منتخب بلاده إلّا في حالات الجنون، وهذا ما حصل فعلاً عندما تعالت الصيحات والصفير واضطراب القلوب الذي بدى واضحاً من الجماهير عندما تكون الكرة بين أقدام مارادونا
فأيّ ساحر هو ذلك الذي ملك القلوب؟
دييغو مارادونا، قائد منتخب الأرجنتين بطل كأس العالم بمونديال المكسيك، والذي تمّت تسميته بمونديال مارادونا، وذلك بعد الأداء الخياليّ المُبهر من هذا اللاعب، والذي استطاع تسجيل عدّة أهداف لاتزال حتى اللحظة عالقة في الذكريات، مع تمريرات حاسمة كانت الأروع في تاريخ كرة القدم، وفوق ذلك كانت المتعة في المراوغات التي كانت تحدث الفارق بكلّ مباراة وكانت توقف قلوب الجماهير.
مارادونا، الساحر الذي شارك بالمونديال رغم الإصابة في قدمه والتي كان يعالجها طبيب المنتخب الأرجنتيني بطرق بدائية بسبب قلّة الإمكانيات حينها، لكن هذا الألم الشديد لم يكن عائقاً عند الاسطورة، بل كان يدفعه للمزيد من الإبداع بسبب شغفه بالكرة وحبّ الوطن، وظهر ذلك جليّاً بالمباراة الشهيرة التي جمعت الأرجنتين وإنكلترا، بعد أن سجّل الساحر أروع أهداف كرة القدم في التاريخ بعد أن راوغ وتلاعب باللاعبين البريطانيين لوحده من منتصف الملعب حتى تسجيل الهدف
وألحقه بأغرب هدف في العالم بعد أن سجّل الكرة بيده بغياب أعين الحكّام، ليخرج بعدها مارادونا بتصريحه الشهير: “إنها يد الله”، ومردّ ذلك الأمر قول مارادونا نفسه في كتابه “أنا الملك” بأن اللعبة مع انكلترا كانت ساحة حرب بالنسبة إليه.
مارادونا تحامل على الألم لأجل فقراء الأرجنتين وليرسم على وجوههم البسمة، وبذات الوقت لأجل الثأر لشهداء الأرجنتين بعد حرب فوكلاند بين بريطانيا ووطنه، ليحفر الساحر بعد هذا الإنجاز اسمه كأسطورة فريدة ربما لن تتكرّر لوقتِ طويل!، وليبقى الارتباط الأبدي في عالم المستديرة الأجمل، لمجرد أن تذكر كلمات مثل “الاسطورة، الملك، الساحر، الثائر” ليكون الجواب إنه “دييغو آراماندو مارادونا”.
* سيكون لنا وقفة مطوّلة عند هذا اللاعب وكتابه الشهير في عدة حلقات نتناول فيها أعظم لاعبي كرة القدم.
المحرر الرياضي في الوسط