رسائل ومواقف عربية بارزة في لقاءات مؤتمر ميونخ للأمن
البرنامج النووي الإيراني وصعود مؤشر العلاقات بين السعودية والصين وروسيا، وموقف دول الخليج من الحرب في أوكرانيا كانت من أهم نقاط جلسات نقاش دارت في مؤتمر ميونخ للأمن.
هيمنت حرب أوكرانيا على نقاشات مؤتمر ميونخ للأمن في نسخته التاسعة والخمسين خصوصا في غرف ومنصات فندق بايرشه هوف الفسيحة حيث الحضور الإعلامي.
لكن قضايا أخرى كانت محل نقاش بين صناع القرار في غرف أصغر من الفندق الواسع، فالقضايا العربية كانت حاضرة، موضوع “حل الدولتين” والصراع الإسرائيلي الفلسطيني، إيران والعلاقة مع دول الخليج، العراق والدور الإقليمي الذي يمكن أن يلعبه، والصعوبات التي يعاني منها بسبب تغوّل الفساد.
مؤتمر ميونخ للأمن
حتى في جلسات النقاش غير المتعلقة بالحرب في أوكرانيا كانت تطرح أسئلة أولا حول الحرب هناك ثم يعود جو النقاش إلى الهدف الأصلي من الجلسة.
في حوار حول “الدور الجيوستراتيجي لدول الشرق الأوسط” شارك فيه كل من الشيخ سالم الصباح وزير الخارجي الكويتي ووزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، جرى افتتاح الحوار بسؤال للوزير الكويتي حول سبب قرب الموقف الكويتي من الموقف الغربي تجاه قضية الأزمة الروسية الأوكرانية.
وفي معرض رده، قال الوزير الكويتي: “الكويت تبني موقفها لسببين، الأول أن بلاده ضد أي احتلال وتغيير الحدود بالقوة من حيث المبدأ، وثانياً لأن الكويت نفسها تعرضت لتجربة (الغزو) قبل أكثر من ثلاثين عاماً من العراق وتعلم ماذا يعني الغزو بالنسبة للناس ولذا فإن موقف الكويت مبني على المبدأ والخبرة بهذا الشأن”.
من جانبه نفى الأمير فيصل بن فرحان آل سعود أن يكون هناك موقف مختلف للسعودية عن مجلس التعاون الخليجي وعن القانون الدولي حول الحرب في أوكرانيا.
لكنه لم يتردد في الإعلان بوضوح عن موقف المملكة بالقول “مازلنا نحافظ على حوار مفتوح مع روسيا لأننا في مجلس التعاون نؤمن أن علينا الحفاظ على هذا الاتصال لأنه يسهل الحوار كما أن لنا علاقات مع روسيا من خلال أوبك بلاس… فهدفنا هو الحفاظ على سوق مستقرة للنفط. نريد الحفاظ على علاقات طيبة مع كل القوى المؤثرة على الصعيد العالمي”.
عودة الحوار مع سوريا
في نفس اليوم، أشار الأمير فيصل بن فرحان آل سعود إلى إن إجماعا بدأ يتشكل في العالم العربي على أنه لا جدوى من عزل سوريا وأن الحوار مع دمشق مطلوب “في وقت ما” حتى تتسنى على الأقل معالجة المسائل الإنسانية بما في ذلك عودة اللاجئين.
ووفقاً لخبراء، فإن تصريحات الأمير في منتدى ميونخ للأمن تمثل تغيراً في السياسة بالمقارنة مع السنوات الأولى للحرب على سوريا المستمرة منذ ما يقرب من 12 عاماً، عندما دعمت دول عربية من بينها السعودية تنظيمات ما تسمى “المعارضة المسلحة”.
وقال الأمير فيصل: “سترون أن إجماعا يتزايد ليس فقط بين دول مجلس التعاون الخليجي بل في العالم العربي على أن الوضع الراهن غير قابل للاستمرار”.
وأضاف أنه في ظل غياب سبيل لتحقيق “الأهداف القصوى” من أجل حل سياسي فإن نهجا آخر “بدأ يتشكل” لمعالجة مسألة اللاجئين السوريين في دول الجوار ومعاناة المدنيين خاصة بعد الزلزال المدمر في سوريا وتركيا.
وقال الأمير فيصل “لذلك، ينبغي أن يمر ذلك عبر حوار مع الحكومة السورية في وقت ما بما يسمح على الأقل بتحقيق الأهداف الأكثر أهمية خاصة فيما يتعلق بالزاوية الإنسانية وعودة اللاجئين وما إلى ذلك”.