ليز تراس في مواجهة عواصف كثيرة منذ وصولها إلى داونينغ ستريت
تواجه رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس، التي أعلنت إقالة وزير مالها كواسي كوارتنغ في محاولة منها لاستعادة الثقة، عواصف كثيرة منذ وصولها إلى داونينغ ستريت في السادس من سبتمبر.
في السابع من يوليو أعلن رئيس الوزراء بوريس جونسون استقالته، في الأيام التالية، أعلن ثمانية مرشحين محافظين ترشّحهم لخلافته، أُقصي ستة منهم في عمليات تصويت متتالية من قبل النواب المحافظين الذين اختاروا المرشحَين النهائيَين: وزيرة الخارجية ليز تراس البالغة 47 عاماً، ووزير المال السابق ريشي سوناك البالغ 42 عاماً.
شارك المرشّحان في مناظرات وتجمّعات خلال الصيف بينما كان أعضاء الحزب المحافظ، الذين يعود إليهم اتخاذ القرار، يصوّتون عبر البريد.
وفازت ليز تراس التي بنت حملتها على خفض الضرائب لإحياء النمو، بأصوات أعضاء الحزب بحصولها على 81326 صوتاً مقابل 60399 صوتاً لريشي سوناك. وباتت بذلك مُنتخبة من قبل 0,2 في المائة من الناخبين البريطانيين.
وباتت رسمياً رئيسة للوزراء بعد لقائها الملكة إليزابيث الثانية التي طلبت منها تشكيل حكومة جديدة.
وأعلنت ليز تراس أمام البرلمان تجميد أسعار الطاقة، غير أنّ وفاة الملكة إليزابيث الثانية طغت على إعلانها تماماً، لا سيما أنّ الحياة السياسية توقّفت مدى عشرة أيام من الحداد الوطني.
كما أعلن وزير المال كواسي كورتنغ “ميزانية مصغّرة” للخروج من الأزمة على أساس تخفيضات ضريبية مموّلة عبر استدانة المليارات.
ودخلت الأسواق المالية في حالة من الذعر، في 26 سبتمبر، عندما أعيد فتح الأسواق، انخفض الجنيه الاسترليني إلى أدنى مستوى تاريخي.
وفي مواجهة الذعر المالي، أعلن بنك إنكلترا التدخل العاجل في سوق السندات في مواجهة “خطر كبير على الاستقرار المالي للمملكة المتحدة”.
إلى ذلك أعلن معهد استطلاعات “يوغوف” تقدّم حزب “العمّال” المعارض بـ33 نقطة، الأمر الذي لم يحدث منذ نهاية التسعينات. كذلك، أفادت استطلاعات أخرى عن كارثة انتخابية للمحافظين، قبل عامين من الانتخابات التشريعية.
وخلال مؤتمر حزب “المحافظين” الذي اتّسم بالتوتر والخلافات، أُجبرت ليز تراس وكواسي كوارتنغ على إجراء أول تغيير في موقفهما والتخلّي عن إزالة الشريحة الضريبية الأعلى، وهو إجراء مثير للجدل للغاية في “ميزانيّتهما المصغّرة”.
وقالت تراس لمؤتمر الحزب “لقد فهمت، لقد سمعت”. وأضافت “نمو، نمو، نمو” من دون أن تتمكّن من طمأنة المتشكّكين في حزبها والأسواق المتوترة.
في 10 أكتوبر أعلن كوارتنغ تقديم موعد الإعلان عن خطته للميزانية المتوسطة المدى إلى 31 أكتوبر، بعدما كان مقرّراً في نوفبر، لشرح كيفية موازنة الحكومة للحسابات.
كما استبعدت تراس أمام النواب أيّ تخفيضات في الإنفاق العام بينما وعدت بالإبقاء على التخفيضات الضريبية، ما زاد من الشكوك حول سياستها.
وبدأ بعض المحافظين الحديث عن لائحة من الأسماء المتداولة لتحل محلّها في “داونينغ ستريت”.
وقال كواسي كوارتنغ من واشنطن حيث كان يشارك في الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي، إنه متأكد من أنهما سيكونان في منصبيهما بعد شهر.
وعاد كوارتنغ إلى لندن بشكل عاجل وتوجّه إلى “داونينغ ستريت”، وبعد فترة وجيزة، أعلن عبر “تويتر” أنه تمّت إقالته، وسط هذه الأجواء، أعلنت تراس تعيين جيريمي هانت وزيراً للمال، وهو المرشّح السابق في السباق الى رئاسة الوزراء.
كما عقدت تراس مؤتمراً صحافياً مدّته سبع دقائق بدت فيه كئيبة للغاية، وأعلنت عن تحول جديد في خطة ميزانيّتها، متراجعةً عن وعد حملته بالحفاظ على الضريبة على الشركات عند 19 في المئة، على أن ترفع هذه الضريبة إلى 25 في المئة، بناء على خطط الحكومة السابقة.
( أ ف ب )