
لويس إيناسيو لولا دا سيلفا جاء من رحم الفقر والتهميش إلى الرئاسة!.. عبر مسيرة خارجة عن المألوف ليصبح أحد السياسيين الأكثر نفوذاً واستمرارية في أمريكا اللاتينية.. ورجل الدولة ذو اللسان الفضي الذي أشاد به باراك أوباما ذات مرة باعتباره “الرئيس الأكثر شعبية على وجه الأرض”.
في الأول من يناير /كانون الثاني 2023 أدى لولا دا سيلفا، اليمين الدستورية رئيسا للبرازيل، من مقر البرلمان البرازيلي، بعد أن احتفل البرازيليون بنشوة الانتصار وعودة اليسار إلى السلطة بفوز لولا في انتخابات الرئاسة بفارق ضئيل على منافسه الرئيس المنتهية ولايته جايير بولسونارو، مرشح أقصى اليمين.
وهكذا أصبح لولا رئيسا للبرازيل للمرة الثالثة في تاريخه.. ليقع على عاتقه مهمة صعبة وهي إعادة بناء و توحيد الأمة التي تعرضت للضرر والانقسام المرير بعد أربع سنوات من سياسات بولسونارو اليمينية المتطرفة.
و هذه ثالث فترة رئاسية له، بعد أن حكم البرازيل في السابق لفترتين متتاليتين بين عامي 2003 و2010.
مسيرة خارجة عن المألوف.. من السجن إلى القصر
من النادر جداً أن يخطط سياسي حُكم عليه بالسجن للعودة إلى المعترك السياسي، خاصة وإن كان أعلى منصب في البلاد. إلا أن سيناريو البرازيل قد يكون فريدا من نوعه.
أُرسل لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الرئيس البرازيلي السابق وأيقونة اليسار في أمريكا اللاتينية، إلى السجن عام 2018 عندما أدين في تحقيق فساد واسع النطاق يتعلق بشركة النفط الحكومية، وهو ما أدى إلى انهيار سمعته.
وبدأ يقضي عقوبة بالسجن لمدة 12 عاما لكن المحكمة العليا ألغت الحكم، مستشهدة بأخطاء إجرائية وأطلقت سراحه ليخرج من السجن في 9 تشرين الثاني /نوفمبر 2019 بعد أن قضى فيه أكثر من عام ونصف العام.
وغداة خروجه، توجه “لولا” إلى مقر نقابة عمال الحديد في ساو باولو التي ترأسها سابقا. ولدى وصوله إلى مقر النقابة، احتشد مناصروه وتهافتوا لمعانقته ومصافحته.
ترشح للانتخابات الرئاسية البرازيلية في تشرين الأول/ أكتوبر عام 2022.. وفاز بها للمرة الثالثة في تاريخه.

لولا في الحكم (2003-2010)
“لويس إيناسيو لولا دا سيلفا” رئيس البرازيل الخامس والثلاثون. انتخب رئيسًا عام 2002، ثم أعيد انتخابه سنة 2006
تسلم الرئاسة في 1 كانون الثاني/ يناير 2003 وحتى 1 كانون الثاني /يناير 2011..
اختير كشخصية العام في 2009 من قبل صحيفة لوموند الفرنسية، وصنف بعد ذلك في السنة التالية حسب مجلة التايم الأمريكية كالزعيم الأكثر تأثيرا في العالم.
كما لُقّب بأشهر رجل في البرازيل من الجيل الحديث، بل ولُقّب بأشهر رجل في العالم. قدم دا سيلفا العديد من برامج الإصلاح الاجتماعي لحل مشاكل كالفقر؛ من خلال إيقاف عمليات تصنيع الأسلحة، وقد لعب دا سيلفا دورًا هامًا في تطور العلاقات الدولية، بما في ذلك البرنامج النووي لإيران ومشكلة الاحتباس الحراري.
ووصف بأنه «رجل صاحب طموحات وأفكار جريئة من أجل تحقيق توازن القوى بين الأمم». في 1 تشرين الأول /أكتوبر 2011 أُصيب دا سيلفا الذي كان من المدخنين لأكثر من 40 عاما بورم خبيث وخضع للعلاج الكيميائي حتى تعافى من المرض بشكل كامل، وعاد للحياة السياسية.. في يوم 12 تموز/ يوليو 2017
البرازيل خلال حكم لولا دا سيلفا
قدمت الحكومة البرازيلية خلال رئاسة لولا دا سيلفا في (2003-2010) سيناريو يسترشد بالدبلوماسية المرتبطة باحترام القانون الدولي وتتخللها البراغماتية والتعددية. وهذا الوضع المتوازن في الأمم المتحدة، على سبيل المثال، جذب انتباه واحترام قادة العالم.
وبرز دور “لولا” السياسي خلال قمة مجموعة العشرين عام 2009، حيث أسفرت المفاوضات آنذاك عن إعلان طهران الذي وقعته بعد عام من قبل البرازيل وتركيا وإيران ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، مما أعاد تأكيد التزام إيران بمعاهدة عدم انتشار الأسلحة وحق الجمهورية الإسلامية في البحث وإنتاج واستخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية.
من جهة أخرى، يعتبر ملف القضية الفلسطينية أحد القضايا التي تعكس مدى عمق الاختلاف بين المرشحين لرئاسة البرازيل من حيث الدبلوماسية الدولية. ففي افتتاح الجمعية العامة للأمم المتحدة كل عام، عادة ما يكون رئيس الدولة البرازيلي هو أول من يتحدث. ولطالما تناول الممثلون البرازيليون القضية الفلسطينية وقدموا الدعم لحل عادل لمشكلة الاحتلال الإسرائيلي وتعويض حقوق الشعب الفلسطيني.
كسر سلفه جايير بولسونارو هذا التقليد ولم يُشر إلى الصراع في فلسطين في المناسبات الأربع التي تحدث فيها في الأمم المتحدة. فيما حافظ “لولا” خلال فترتي ولايته على خط الدفاع عن حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني وحل الدولتين مع حدود عام 1967 المعترف بها دوليا.
وفي العديد من المحافل الدولية، اتخذ موقفًا للمطالبة بمزيد من المشاركة المجتمع الدولي – الأمم المتحدة على وجه الخصوص – في حل إنهاء الاحتلال العسكري الإسرائيلي وانتهاكاته المستمرة لحقوق الشعب الفلسطيني.
لولا دا سيلفا من رحم الفقر والتهميش إلى الرئاسة!
حياته:
لولا دا سيلڤا متحدر من أسرة فقيرة من شمال شرقي البرازيل. و”لولا”، {تعني بالبرتغالية” الحبار” وهو نوع من الكائنات البحرية}.. يعد من أبرز الزعماء السياسيين الذين خرجوا من رحم الفقر والتهميش إلى قمة هرم السلطة في بلادهم.
وُلد “لولا” في 27 تشرين أول /أكتوبر 1945، بمدينة كارانيونس الواقعة في ولاية پرنامبوكو الفقيرة شمال شرقي البرازيل، حيث عاش الهنود الحمر آلاف السنين، قبل أن يأتي البرتغاليون، ويختلطوا معهم، ويتزوجوا منهم.
واليوم، تتكون أغلبية سكان الولاية من مستيزو (الخليط الأسمر). لكن توجد أقليات بيضاء وسوداء وحمراء..
وحسب كتاب “لولا البرازيل”، الذي كتبه ريتشارد بورن، كانت طفولة “لولا”، كما في عنوان الجزء الأول من الكتاب: “قاسية وصعبة”. اجتماعيا، لأنه ولد في منطقة فقيرة.. وعائلياً، لأنه ولد في في أسرة فقيرة وغير مستقرة يعمل فيها الأب في الزراعة والأم خياطة.
كان واحد من سبعة صبيان وبنات. وبعد أسبوعين من ولادته، سافر والده، مع ابنة عمه، إلى ساو پاولو (عاصمة البرازيل التجارية) بحثاً عن عمل.. وعندما طالت المدة، ولم يعد، ولم يرسل أخبارا، اعتقدت الوالدة أنه عثر على عمل، وانتقلت، مع الأولاد والبنات إلى ساو پاولو. لكنها فوجئت بأن زوجها تزوج بنت عمه، وعرفت أنهما كانا يعيشان قصة حب سرية منذ سنوات.
اضطرت العائلة أن تسكن في غرفة واحدة في منطقة فقيرة في المدينة، غرفة خلف ناد ليلي، تنبعث منه موسيقى صاخبة، وشتائم سكارى.
أسهمت الأم أريستيديس بشكل كبير في تربية وتكوين شخصية دا سيلفا، ولذلك يعترف “لولا” قائلا «لقد علمتني أمي كيف أمشي مرفوع الرأس وكيف أحترم نفسي حتى يحترمني الآخرون».
بدأ “لولا” دراسته في سن مبكرة، غير أنه توقف عن التحصيل الدراسي في مستوى الخامسة من التعليم الأساسي، بسبب المعاناة الشديدة والفقر الذي أحاط بأسرته، الأمر الذي اضطره إلى العمل كماسح للأحذية لفترة ليست بالقصيرة بضواحي ساو پاولو، وبعدها صبيا بمحطة بنزين، ثم خراطا، وميكانيكي سيارات، وبائع خضار، لينتهي به هذا الحال كمتخصص في التعدين، بعد التحاقه بمعمل «فيس ماترا» وحصوله على دورة لمدة ثلاث سنوات.
وفي سن الـ 19، خسر “لولا” أصبعه الصغير في يده اليسرى في حادث أثناء العمل في مصنع قطع غيار للسيارات، الأمر الذي دفعه للمشاركة في اتحاد نقابات العمال ليدافع عن حقوقه وحقوق زملائه.

في أوائل العشرينات من عمره دخل “لولا” العمل النقابي وتفوق فيه بفضل أخيه فريرا دا سيلفا. واستطاع لولا أن يحتل منصب نائب رئيس نقابة عمال الحديد جنوب ساو باولو بدلا من أخيه الذي انسحب من منصبه عام 1967.
وفي عام 1978 انتخب “لولا” رئيسا للنقابة والتي كانت تضم آنذاك 100 ألف عامل، من معظم مرافق صناعة السيارات في البرازيل مثل فورد، فولكس فاغن، تويوتا، مرسيدس بنز، وغيرها.
لولا دا سيلفا من رحم الفقر والتهميش.. إلى الرئاسة!
العمل النقابي
اقتداءً بشقيقه، انضم “لولا” إلى حركة العمل عندما كان يعمل في ڤيلاريس للصناعات. سرعان ما تدرج “لولا” في المناصب، وانتخب عام 1975، واعيد انتخابه عام 1978، رئيساً لنقابة عمال الصلب في ساو برناردو دو كامپو وديادما.. و كلتا المدينتين تقعان في إقليم إيه بي سي، مركز مراكز صناعة السيارات في البرازيل (مثل فورد، فولكسڤاگن، تويوتا، مرسيدس بنز ومصانع أخرى) وكانت من بين أكثر الأقاليم الصناعية في البلاد.
في أواخر السبعينيات، عندما كانت البرازيل تحت الحكم العسكري، ساعد “لولا” في الأنشطة التنظيمية للنقابة، بما فيها الإضرابات الكبرى.. إلاَ أن محاكم العمل وجدت الإضرابات غير قانونية، وسجن لولا لمدة شهر. نظراً لذلك، ومثل المعتقلون الآخرون لأنشطة سياسية تحت الحكومة العسكرية، منح لولا بعد سقوط النظام معاشا مدى الحياة.
بدأت حياة “لولا” السياسية حينما دفعه حبه ونشاطه في العمل النقابي إلى تأسيس أول حزب عمالي في العاشر من شباط/ فبراير 1980 برفقة العديد من المثقفين والسياسيين، وهو حزب دوس “ترابالهادوريس” أو حزب العمال، وهو حزب يساري ينتمي للأفكار التقدمية التي تفجرت في خضم الديكتاتورية العسكرية في البرازيل، لكنه اعتقل في العام نفسه لمدة شهر بسبب الإضرابات التي قامت بها النقابة العمالية.
وفي عام 1984 انضم “لولا” للحملة التي تطالب بإجراء تصويت شعبي مباشر لانتخابات الرئاسة البرازيلية آنذاك، حيث كان الرئيس في ذلك الوقت ووفقا لدستور عام 1967، ينتخب عبر الكونغرس، وقد نجحت الحملة وتم إجراء أول انتخابات عام 1989 بالاقتراع الشعبي المباشر.
وحصل “لولا” على مقعد في الكونغرس في انتخابات عام 1986، ومنه دخل المنافسة على منصب رئيس للجمهورية في انتخابات عام 1989، غير أنه انهزم أمام منافسه فرناندو كولور .
هزيمة “لولا” عام 1989 دفعته للمنافسة مجددا لكنه فشل أيضا في الوصول لهذا المنصب الرفيع أعوام 1994 و1998. إلا أن عدم نجاحه في الانتخابات الرئاسية ثلاث مرات متتالية، لم يثنه عن التقدم للترشح مرة أخرى.. إلى أن انتُخب رئيسا للجمهورية في تشرين الأول/ أكتوبر 2002، بعد حصوله على أكثر من 51 مليون صوت (62%)، ليصبح أول رئيس يساري ينتخب منذ إنشاء جمهورية البرازيل في 15 تشرين الثاني /نوفمبر عام 1889.
لولا دا سيلفا من رحم الفقر والتهميش.. إلى الرئاسة!
مع نهاية 2002 أُعلنت نتيجة الانتخابات الرئاسية في البرازيل لتُظهر فوز مرشح اليسار ورئيس اتحاد النقابات العمالية “لولا دا سيلفا”، وفى البداية سادت حالة من الخوف والترقب بين أوساط رجال الأعمال والمستثمرين المحليين من أن يتبنى الرئيس الجديد سياسات اقتصادية يسارية على خلاف مجمل الرؤساء المتلاحقين منذ بداية الحقبة المدنية في منتصف الثمانينات ومن قبلهم الحكومات العسكرية المتعاقبة.
أسباب المخاوف التي ساورت الطبقة الرأسمالية في البرازيل
حياة “لولا” الصعبة، أثارت مخاوف عديدة لدي الطبقة الرأسمالية.. حيث كان من المتوقع وبعد إيضاح خلفية هذا الرجل الدرامية، أن يتجه إما لانتهاج سياسات اشتراكية عنيفة بل وانتقامية من أصحاب المصانع ورجال الأعمال وأصحاب رؤوس الأموال بشكل عام، أو أن يغرق هو وحاشيته في الفساد في محاولة لتحقيق مكاسب شخصية بحتة، ولعل هذان هما النموذجان الشائعان في مناطق كثيرة من العالم على مدار العقود الماضية. لكن ما حدث كان أمرا مختلفا تماما.
كان من الواضح أن “لولا” بعد سنوات طويلة من العمل النقابي والدفاع عن حقوق العمال والحياة وسط طبقة الفقراء والنضال من اجل حياة أفضل لهم منذ الستينيات، وصل إلى درجة من النضج عند دخوله انتخابات 2002 وهو في السابعة والخمسين من عمره جعلته يدرك أن للأغنياء أيضا حقوق وللطبقة الرأسمالية مصالح ومطالب ، وقد أوضح هذا في لقاء تليفزيوني في 2010 وقبل انتهاء فترة رئاسته الثانية بشهور قليلة حين قال: (مقتنع بأنني يجب أن أعطى الأولوية للفقراء… والفقراء يحتاجون إلى الإعانات لتكون حياتهم أفضل… ومن جهة أخرى عندما تحصل على المال من الأغنياء فإنك بذلك تؤثر سلبا على رضائهم).
من الواضح و باختصار شديد.. أمسك لولا العصا من المنتصف حيث تبنى سياسات يسارية لحل معضلة الفقر البرازيلي و لإنجاز تقدم قوي في تحقيق العدالة الاجتماعية، و من جهة أخرى انتهج سياسات ليبرالية تفوق كل أحلام شريحة الرأسماليين لحماية صناعتهم واستثماراتهم لدرجة جعلت هذه الطبقة أكثر تأييدا لحكم لولا من الطبقتين الوسطى والفقيرة التي كان يمثل لهم البطل ذو الشعبية المطلقة لدرجة أن شعبيته كادت تصل إلى 80% قبيل انتهاء فترة رئاسته الثانية وكان هناك مطلب شعبي عارم بتغيير الدستور لتمكينه من فترة رئاسية ثالثة إلا انه رفض وفضل دعم “روسيف” مرشحة حزبه ورئيسة وزراءه السابقة .
موقفه من العمال
ولأن “لولا” أصيب بسبب إهمال صاحب المصنع الذي كان يعمل فيه، ولأنه عانى حتى وجد علاجا، انضم إلى نقابة عمالية بهدف تحسين أوضاع العمال. ولأن البرازيل، في ذلك الوقت، في الستينات، كانت تحكمها سلسلة من العسكريين الديكتاتوريين، بالتحالف مع مجموعة من الرأسماليين، تحول دا سيلفا نحو اليسار. لم يكن شيوعيا، لكنه كان اشتراكيا، آمن بتدخل الدولة في النظام الاقتصادي لحماية الأطفال وكبار السن والمحتاجين وصار بسبب أجندته هذه أول رئيس برازيلي من حزب العمال.

ومثل كثيرين من السياسيين المتطرفين يمينا أو يسارا، اعتدل دا سيلفا في برامجه السياسية بعد أن صار رئيسا للجمهورية. لكن، سبب ذلك غضب الجناح اليساري في حزب العمال، وانقسم الحزب، وكون اليساريون حزبين: حزب العمال الاشتراكي، وحزب الاشتراكية والحرية.
السياسة الخارجية:
دولياً، يعد لولا الرئيس الأكثر نشاطا لمحاربة الجوع عالميا، ويعتبره الكثير من التقارير خبيرا في مجال الاقتصاد برغم افتقاره للخلفية الأكاديمية، وقد اقترح لولا تمويل برنامج لمكافحة الفقر من خلال فرض ضريبة على مبيعات الأسلحة في العالم، كما ينتقد باستمرار الاتجاهات الحمائية في التجارة، ويحمل الدول الصناعية الكبرى سبب الأزمة المالية العالمية الحالية، وقد دعاها إلى أن تتحمل مساعدة الدول الفقيرة من أجل تجاوز تداعياتها.
أما فيما يتعلق بسياسة لولا الخارجية، فهو يتبنى سياسة خارجية براغماتية، ويرى نفسه مفاوضا وليس أيديولوجيا، ونتيجة لذلك، فقد جمعته علاقة صداقة بالرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز، والرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش ، ثم تمتع بعلاقات جيدة مع الرئيس باراك أوباما، والرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد.
و كان حصول البرازيل على مقعد كعضو دائم في مجلس الأمن هدف لولا الرئيسي في السياسة الخارجية.
كما كان الالتفات نحو منطقة الشرق الأوسط، وتوطيد علاقاته مع العالم العربي، توجها رئيسيا لدى الرئيس لولا، ولذلك فهو يعتبر «مهندس قمة الدول العربية ودول أميركا الجنوبية» التي انطلقت في برازيليا عام 2005، وله العديد من المواقف الجيدة في دعم القضية الفلسطينية، وتنديده بالعدوان الإسرائيلي المستمر، وسعيه الدائم لأن يكون له دور أكبر في المساهمة في إحلال السلام في الشرق الأوسط.
لولا دا سيلفا من رحم الفقر والتهميش إلى الرئاسة.
النهضة في البرازيل
لعب الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا دوراً كبيراً في النهوض بالبرازيل وذلك من خلال الخطة الذي رسمها لذلك والمتمثلة في النهوض باقتصاد البرازيل وتحقيق العدالة الاجتماعية وتحديث الجيش.
تمتع “لولا” بشعبية كبيرة بين البرازيليين خاصة الفقراء منهم؛ ولذلك كانوا يطلقون عليه «نصير المحرومين» أو «بطل الفقراء»، حيث استطاع أن يقنع العديد من رجال الأعمال والطبقة المتوسطة بالالتفاف حول الفقراء، كما وضع برامج اجتماعية أسهمت إلى حد كبير في التحسينات الأخيرة التي تشهدها البرازيل. لكنه أيضا واجه انتقادات كبيرة بسبب فضائح الفساد المتكررة والتي تستفيد بها مجموعات خاصة في الدولة وشخصيات من حزبه.
سنوات حكمه
وعن سنوات حكم حزب العمال، قال «في اختبار حكم العمال للدول، لم ينجح الحزب كثيرا، لكنه نجح قليلا. في جانب، و واجه اتهامات الفساد، وفي الجانب الآخر، صار واقعيا، وقلل من تطرفه، وتحالف مع غير العماليين».
وأضاف «ليست البرازيل جنة. تظل المناورات والتحالفات، ويظل التعاون المريب بين السياسيين ورجال الأعمال. في هذه الناحية، لم تتغير البرازيل كثيرا».
لولا دا سيلفا من رحم الفقر والتهميش إلى الرئاسة!
رئاسة 2022
في 31 تشرين الأول/ أكتوبر 2022، فاز لولا بعد جديد في رئاسة البرازيل وذلك بعد فوزه بالانتخابات على الرئيس المنتهية ولايته، جايير بولسونارو، وبفارق لم يتجاوز 1% في الجولة الثانية من الانتخابات، إذ حصل لولا على 50.9% من الأصوات، ونال منافسه 49.1%.
ونصب لولا (77 عاما) خلال حفل في الكونغرس أدى خلاله اليمين الدستورية، بعد 12 عامًا من ترك السلطة بعد ولايتين رئاسيتين (2003-2010).
وتمثل عودته إلى قصر بلانالتو خطوة استثنائية، وخصوصا أنه كان قابعا في السجن قبل أربع سنوات فقط لاتهامه بالفساد.
حياته الأسرية
حياة لولا الأسرية لا تختلف كثيرا عن معاناته السابقة فقد تزوج عام 1969 من ماريا دي، التي توفيت بسبب التهاب الكبد الوبائي عام 1970، لتنتهي بذلك حكايتهما معاً من دون إنجاب أطفال.
ثم تزوج المرأة الثانية «ماريسا ليتسيا لولا دا سيلفا» عام 1974 والتي أصبحت السيدة الأولى في البرازيل، وأنجب منها خمسة أبناء هم على الترتيب: ماركوس كلاوديو، لوريان، فبيلة لويز، سانترو لويس، لويس كلاوديو.
أصيبت ماريسا ليتيسيا في 24 كانون الثاني/ يناير 2017 بسكتة دماغية.. وتوفيت بعد عشرة أيام في 3 شباط /فبراير عن عمر يناهز 66 عامً
وفي 18 آيار/ مايو 2022.. قبل أقل من خمسة اشهر على الاستحقاق الرئاسي في البرازيل.. تزوج لويس إيناسيو لولا دا سيلفا من روزانجيلا دا سيلفا الأخصائية في علم الاجتماع التي تصغره بـ 21 عامًا.. ليصبح ثالث زواج لـ “لولا “الذي ترمل مرتين.

وزوجة لولا الجديدة المعروفة ب “جانجا” (55 عامًا) ناشطة في الدفاع عن حقوق المرأة والعضو منذ فترة طويلة في حزب العمال(يسار).
الإعداد: شهناز بيشاني
المصدر: وكالات+ صحف+ مواقع إلكترونية
اقرأ أيضا…رسمياً تنصيب لولا رئيساً للبرازيل للمرة الثالثة وعبوة ناسفة في حفل التنصيب