لم يخبروني … حسام محمد غزيل

لم يخبروني … حسام محمد غزيل
لم يقل لي أبي يوما بأنه سيموت أيضاً..
ربما كان يعتقد أنه من المسلمات التي لابد أدركتها باكراً.
لم يقل لي الكثير ممن سافروا بأنهم مسافرين، لكن كل ما كان يجول من حولنا، كان يعلن ذلك.
عندما حادثت هيثم لآخرة مرة، لم ينبئني بأنها آخر مرة! الغريب في الأمر أنه أنبئتي بأنه قريب من الملعب وسيخرج في مهمة. لما كانت هذه المفارقة أن تكون لعبته لعبة قدرية وأني سأنتظر كثيراً عودته ليخبرني كيف جرى الأمر ومن فاز وكيف كانت تفاصيل اللعبة بسخريته المعهودة.. وأنه حفظ أغنية جديدة لنرددها معها.
لم يخبروني بموعد خروجنا مما نحن فيه لأستعد جيدا للحياة.. فخرجت مذهولاً، ولا كيف أعود. وبقيت رغم اتزاني مصاباً بعطب في القلب.
وأنت.. أنت. لم نتفق على أن أحبك أبداً.. جئتك صديقاً، تريدين مني أن أكون صديقاً. فمن منا خان الآخر وجعل ما بنا يصير حباً؛ من نوع لا يعترف بالنهايات ولا يرضى برصاصات كاتم الصوت، ليظل حياً نديا كقبلة في أوج نشوتها.
لم تخبرني أمي بموعد فطامها لي فبقيت مشتاقاً.
وونشرة الأخبار لم تخبرني الحقيقة، حاتم علي رحل دون أن يخبرني عن سقوط غرناطة، ناجي العلي أيضاً رحل دون أن يجعل حنظلة يلقي علي ولو بنظرة.. وكثر كثر ممن أحببتهم لم يخبروني الحقيقة!
بقيت أنا بكلي باحثاً عنك.. سائلاً إياك: متى يارب ملقى الحقائق وبلوغ الغايات؟ متى يعود من رحلوا، وأجد إجابات الأسئلة؟
.
*كاتب وفنان مسرحي- سوريا
- لمتابعتنا على فيسبوك: https://www.facebook.com/alwasatmidlinenews/