مرايا

لؤي جلاد : الإذاعة لا تتراجع وهي مدرسة للإعلام المرئي .. يجب تطوير البرامج التفاعلية وزيادة عددها

|| Midline-news || – الوسط  ..
حوار : بادية الكيزاوي ..
واحدة من أقدم وسائل الاتصال الجماهيرية هي البرامج الإذاعية ، أو الإذاعة إن أردنا اختصارها . لا يمكن لأحد أن ينكر أن الإذاعة واحدة من أقوى الوسائل التي يمكن أن تؤثر في مختلف شرائح المجتمع .
استطاعت الإذاعة ، منذ البث الأول قبل ما يزيد على مائة عام ، أن تكون مصدر معلومات قوي لتعبئة التغيير الاجتماعي ، ونقطة مركزية لحياة المجتمع ، وعلى الرغم من أن الاذاعة تواجه بشكل عام تحديات كثيرة في الوقت الحاضر مع انتشار وسائل اعلام أخرى ، مثل الفضائيات ومواقع الانترنت ، التي تجتذب قطاعاً واسعاً من الجماهير ، غير أن الاذاعة تظل بالنسبة لكثيرين صديقاً وفياً يشتاقون لسماعه ، ويرون فيه وسيلة مريحة لتلقي الأخبار ومتابعة البرامج في أي وقت .
ضيفنا يمتلك عشق خاص للإذاعة ، ويعمل ضمن استديوهات الإذاعة السورية منذ أكثر من ثلاثة عقود ونصف بشغف المحب :
  • اعطنا نبذة عن لؤي جلاد :
دخلت المجال الاعلامي ٢/١/١٩٨٢ ومازلت على راس عملي ، طبعاً كنت في بداية عملي منفذ فترات على الهواء ، وتدرجت في العمل الفني حتى حصلت على صفة مخرج اذاعي .
  • حدثنا عن بدايتك وكيف دخلت المجال الإذاعي ؟
كان المعهد الصناعي يشترط للنجاح المشاركة بمعسكر انتاجي ( فترة تدريبية ) في إحدى مؤسسات الدولة ، وأنا اخترت الإذاعة والتلفزيون لتنفيذ هذا المعسكر ، ومن هنا بدأ تعلقي بالإذاعة وعشقي للعمل الإذاعي ، وأنا مازلت اعتبر نفسي هاوٍ للعمل ، بمعنى أخر ، لا أعتبرة عمل او وظيفة بل هواية .
  • ماهي مسؤولية المخرج عندما يكون على الهواء ؟
طبعا مسؤلية كبيرة لان الخطأ على الهواء ممنوع من الجانب المهني ، فيجب على المخرج التحضير الجيد للنص وسيناريو البرنامج واختيار المواد الفنية المكونة له ، من أغانٍ وموسيقى ومؤثرات وتقارير ورسائل صوتية وغير ذلك من مستلزمات تخدم البرنامج وتسهم في كسب مستمعين ومتابعين .
  • هنالك من يقول بأن البرامج التفاعلية مع الجمهور مثل برامج المسابقات أو غيرها ، تكون مرتبة مسبقاً من قبل طاقم العمل ؟
البعض يظن أن اتصالات البرامج التفاعلية مفبركة ، بالطبع هذا كلام غير صحيح ، لكن ضغط الاتصالات يوحي بذلك ، وكل البرامج التي اخرجتها أنا وزملائي كانت بتواصل حقيقي ، مثل برنامج ” مسابقات على الهوا ” للإعلامي طالب يعقوب ، وبرنامج ” أغاني وتهاني ” للزميله فيوليت بشور ، وبرنامج ” صوت السهارى ” للمرحوم علاء الدين الأيوبي ، ومجموعة أخرى كثيرة من السهرات الرمضانية وغيرها على الهواء لعدد كبير من المذيعين .
  • في برامجك الحيوية هل استطعت أن تخلق حالة من الصداقة والثقة بينك وبين المتصلين والمستمعين ؟
قليلاً ، لكن يوجد أصدقاء ومتابعين دائمين وشغوفين بالإذاعة والبرامج التفاعلية والاتصال والتحدث مع المذيعين ، لكل برنامج من برامج الاذاعة هنالك بعض الاشخاص الذين يتصلون بإصرار وصبر ليشاركوا ، وهم حريصون كل الحرص على المشاركة بشكل دائم.
  • هل تعتقد أنه من الضروري وجود ” كيميا ” بين المخرج ومذيع الفقرة التي يقدمها على الهواء كي تنجح الحلقة وتصل إلى المستمع بسلاسة و ” هضامة ” ؟
اكيد ، إذا لم تتوفر هذه الـ ” كيميا ” ، سيكون من الصعب أن يتميز البرنامج ، يجب على المذيع أن يفهم نظرات المخرج من خلف الزجاج العازل بينهما وبالعكس .
  • إلى أي مدى يخدم الإذاعة في برامجها التواصلية بأن يكون المستمع شريكا في العملية الإذاعية ؟
إلى حد كبير ، فالمستمع هو شريك حقيقي ومقياس نجاح الإذاعة في كسب مستمعين ومتابعين ، هو حضور المستمعين ببرامجها التفاعلية .
  • يقال أن المذيعين في الإذاعات الخاصة مهما بلغت خبرتهم فإنها تبقى ” ناقصة ” لأنهم يعملون في جانب واحد فقط من العمل الإذاعي وهو المنوعات ؟
المذيع الناجح يجب علية أن يكون مذيعاً شاملاً ، أخبار ، منوعات ، ثقافة ، ثم يتخصص بنوع من البرامج تتناسب مع قدراته .
  • الإذاعة الخاصة متهمة بأنها تجارية تسعى فقط للربح والمال ؟
الإذاعات الخاصة بمعظمها أنشأت على أساس مشروع تجاري هدفه الربح ، وأنا بتصوري لايمكن للإعلام المسؤول ، وصاحب القضايا ، والذي يحمل هموم الناس بصدق ، لا يمكن أن يكون مشروع تجاري .
  • هل واجهت أشخاصا أرادوا أن يضعوا لك العصي في العجلات أمام نجاحك ؟
هؤلاء الأشخاص موجودون في كل المجالات ، ويجب على الإنسان بشكل طبيعي أن يفرز هؤلاء عن محيطه وبيئة عمله كي لايعرقلوا مسيرة عمله ونجاحه .
  • ما هي الاعمال التي شاركت بها وتعبرها علامة فارقة في مشوار لؤي جلاد؟
برنامج ملاعبنا الخضراء مع الإعلامي الراحل عدنان بوظو عام / ١٩٨٨ / ، حيث كانت اذاعة دمشق أول إذاعة خرجت بمثل هذا البرنامج في الشرق الاوسط ، والعمل مع المخرج هشام شربتجي حين كان مخرجاً للبرنامج الإذاعي الصباحي ” معكم على الهواء ” عام / ١٩٨٤ / حتى عام / ١٩٨٦ / كنت أعمل معه بصفة ” مساعد مخرج ” ولقدعلمني وأضاف لي الكثير الكثير  ، وأعمال أخرى كثيرة حصلت على جوائز من مهرجانات هربية وعالمية مثل مهرجان القاهره ” سلام من صبا بردى ” عام / ٢٠٠٥ / و ”  شمس الزمان ” في مهرجان طهران / ٢٠٠٨ / وغيرها الكثير .
  • ما هي الصعوبات التي تواجهها في عملك كمخرج ؟
أهم الصعوبات هي التعامل مع الدخلاء على المهنة ، وكيفية منعهم من تغييب أو إلغاء المعايير المهنية الضرورية والصحيحة للعمل في هذه المهنة .
  • هل تؤمن أن الحظ والصدفة يلعبان دوراً في مسيرة الإنسان ؟
أحياناً ، لكن ليست قاعدة ، ولا يجب على الإنسان أن يعتمد على الحظ وبالأخص في العمل الإذاعي .
الاذاعة في وقت ما تراجعت عن مكانتها في ظل التلفزيون ، ما هي أساليب الجذب الواجب اتباعها حتى تعود الى ألقها ؟
لا لم تتراجع الاذاعة ، لكل إذاعة مستمعيها ، لكن لنزيد من نسبة الاستماع يجب إعداد برامج تواصل مباشر مع المستمعين .
  • ما الذي تعلمه الإذاعة للمذيع ؟
الإذاعة هي مدرسة وأم الاعلام المرئي والمكتوب ، ويمكن أن نقارن ببساطة بين المذيعين الذين بدأوا مشوارهم المهني في الإذاعة ، ثم انتقلوا إلى التلفزيون ، وبين من لم يتعامل قبل التلفزيون مع ميكرفون الإذاعه ، نجد أن هنالك اختلافاً كبيراً ، أما الصحفي الإذاعي فيكتب الخبر بجمل إذاعية رشيقة وقصيرة ، وليس مثل صحفيي الصحف الذين يعملون بشكل مختلف ، وهكذا.
  • في ظل الأزمة السورية هل تراجعت الإذاعة برأيك ، أم ترى أنها تقدمت في ظل الغياب القسري للتلفزيون والكهرباء ؟
الاذاعة لايمكن ان تتراجع ، بالعكس ، في ظل الأزمات يزداد عدد مستمعيها ، لأن الإنسان يستطيع متابعتها بسهولة أكثر من التلفزيون ، وفي أي مكان وزمان .
  • من هو مثلك الأعلى في المجال الإذاعي ؟
المخرجان هشام شربتجي ومروان قنوع .
  • ماهي رسالتك وهدفك ؟
رسالتي الى كل من يشتغل بالإعلام المسموع والمرئي والمقروء ، إننا نحمل أمانةً في أعناقنا جميعاً ، وهي مسؤولية تقديم المعلومة بمصداقية وشفافية ، والتحري عن صدق وصحة المعلومة في كل المجالات ، قبل تقديمها للمتلقي .
  • يلاحظ أن اللغة العربية الفصحى مغيبة في معظم الإذاعات الخاصة ، برأيك كيف لنا أن نحييها ونعيدها إلى الإذاعات الخاصة ؟
أنا حزين على لغتنا العربية من هذه الإذاعات ، وللأسف أن وظيفة المذيع أو المذيعة في الإذاعات الخاصة فقدت الكم الأكبر من معاييرها السليمة والصحيحة ، والبعض استسهلها لتصبح ” شغلة يلي مالو شغلة ” .
  • هل ترى ان الأجهزة والألات الموجود في الإذاعات السورية الحكومية متطورة وكافية لتلبية متطلبات هذا العمل ؟
أما بالنسبة للتجهيزات ، هنالك مثل شعبي يقول ” الـغـزَّالـة الشاطرة بتغزل على ذنب كلب ” ، المهارة باستخدام الأجهزة أهم من وجود أجهزة متكورة دون مهارات استخدامها ، أغلب أجهزتنا انتهى عمرها الإفتراضي ، ومازالت تعمل بجهد فنيينا ومهندسينا ، علماً نحن محاصرون حصاراً جائراً ، ولا يمكن شراء قطع غيار لغالبية الأجهزة .
لؤي جلاد .. شكراً لحضورك معنا ..
في رسالتها بمناسبة اليوم العالمي للإذاعة ، في 13 شباط قالت المديرة العامة لليونسكو ، إيرينا بوكوفا : « في هذا العالم الذي يتغير بسرعة ، علينا أن نستفيد إلى أقصى حد من قدرة الإذاعة على الربط بين الناس والمجتمعات ، وتبادل المعارف والمعلومات وتعزيز التفاهم » .
لا شك أن الإذاعة ستظل لها أهميتها في المجتمع ، بالرغم من تراجعها إلى المرتبة الثالثة بعد التلفزيون ، والإنترنت كوسائط اتصال في عالم اليوم ..
خاص -|| Midline-news || – الوسط  ..
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى