العناوين الرئيسيةصحة وجمال

كيف تحترف فن اللامبالاة؟

 

كيف تحترف فن اللامبالاة؟ خصوصا في ظل الظروف المحيطة بنا والكم الهائل من الضغوطات النفسية والمادية على الإنسان الحالي الذي يجد نفسه عاجزا عن تحمل همومه فكيف بهموم العالم.. لذلك كان  لابد من أن نتعلم فن اللامبالاة الذي بدوره يجعلنا أقوياء. 

ومع أن اللامبالاة هي حالة وجدانية سلوكية معناها أن يتصرف المرء بلا اهتمام في شؤون حياته أو حتى الأحداث العامة، وكذلك قد يبدي الكسل وعدم الحساسية. وبهذه الحالة يمكن أن تبدو اللامبالاة شيئاً سيئاً، لكن حسب خبراء علم النفس  عند استخدامها بشكل مناسب يمكن أن تكون سلاحاً بارعاً ضد أكثر الشخصيات البغيضة أو الوقحة أو المستبدة .

كما يمكن للامبالاة أن تعيننا على الألم في الحياة. أحيانًا تكون اللامبالاة أشبه باللعبة التي يمكن أن نلعبها مع الحياة والكون، فعندما تكون أحزاننا الصغيرة مهيمنة على عقولنا، مطبقةً على أنفاسنا يمكن أن ننظر إلى سعة الكون وغموضه لنلتمس العزاء بأن هناك كونٌ شاسعٌ يدور فيما نظن بأنّ كل شيء متوقف في لحظة الألم والحزن تلك.

أما إن أرهبتنا سعة العالم وشعرنا بالتعب من تناهي عقولنا أمام هذا اللامتناهي أمكننا أن ندير ظهورنا بلامبالاة صارخة تجاه كل ما في الكون لننشغل بشؤوننا الصغيرة التي قد تحقق بمحدوديتها شيئًا من الرّاحة والأنس.

كيف تحترف فن اللامبالاة
“مشهد طبيعي مع سقوط إيكاروس”

يصور بيتر برويغل في إحدى لوحاته الشهيرة “مشهد طبيعي مع سقوط إيكاروس” كيف تقع كارثة سقوط إيكاروس وغرقه في البحر دون أن يلحظ ذلك أحد، حتّى إنّه يعمد إلى رسمه في زاوية اللوحة حيث بالكاد تظهر قدماه على سطح الماء فلا أحد من الأشخاص الذين يتوزّعون في أرجاء اللوحة ينظر إليه، فلا الفلّاح الذي يحرث الأرض يلتفت لما حدث ولا راعي الأغنام ينظر باتّجاه إيكاروس بل إنه يسير بالاتّجاه المعاكس، وحتّى الصيّاد الّذي يبدو قريبًا جدًّا من الواقعة لا يلتفت ولا يبدي أيّ اهتمام، وكذلك السّفينة الّتي تبدو على مقربةٍ قد فتحت أشرعتها لتسير باتّجاه المحيط دون أن تعبأ بما حدث.

هذه اللامبالاة القاسية هي ما أصبحت فيما بعد موضوعة قصيدة الشّاعر الأمريكي أودن التي رثى فيها لحال الإنسان الحديث حيث غدت اللامبالاة سمة أساسيّة في حياته.

كيف تحترف فن اللامبالاة؟

إلّا أنّنا جميعًا نعرف بشكلٍ أو بآخر أنّ هذا النوع من اللامبالاة يكون نتاجَ قسوة الحياة والإحساس بالعجزِ والضآلة أمام كمّ المعاناة والظلم الّتي نراها من حولنا ولا نملك إزاءها أن نفعل أي شيءٍ للتخفيف منها. يُضاف إلى لامبالاة البشر ما صوّرته اللوحة من لامبالاة الطّبيعة؛ فأمواج البحر تضرب الشاطئ برتابةٍ والشّمس تشرق وستظلّ تشرق مع كلّ ما يجري من أهوالٍ على الأرض، هل يمكن إذًا أن نعتبرها نقطة قوة عندما نتمكن من تجاوزِ الألم الذي يتولد عن رؤية الظلم؟ أم أنها لا تعدو كونها طريقة لغضّ الطّرف عن المآسي والفظائع لتسيير شؤون الحياة؟ لابدّ وأن اللامبالاة تتخذ أشكالاً أخرى مختلفة.

ما هي حقًّا تلك اللامبالاة التي تكسبنا القوة؟

كان الفيلسوف ديوجين الكلبي يعيش في برميل ويتجوّل في أثينا في وضح النهار حاملاً فانوساً مضاءً، يبحث عن رجل حقيقي، وأنبلُ الرجال بالنسبة إليه هم الذين يحتقرون الثروة والمجد والسرور ويسيطرون على الفقر والغموض والألم والموت.

إن  الفيلسوف ديوجين مارس فلسفتَه ولم يدوّنها أو ينظّر لها، وقد أراد بحمله المصباح في النّهار وبحثه عن الإنسان أن يُظهر أن البشر أشقياء حتى لو لم يبدُ ذلك عليهم صراحةً، وأنه لم يعثر على الإنسان الذي يدرك معنى العيش ببساطة بل كان يرى بشرًا تعساء تكبلهم الأعراف والقوانين التي وضعوها لأنفسهم، إنّ لامبالاته التي قد تبدو متطرفة جدًا تحمل في طيّاتها معنى ما نحتاج إلى ممارسته في حياتنا اليومية عندما نواجه النّاس والمجتمع، فهنالك قدرٌ كبير من اللامبالاة تتطلبه مواجهة مواقف حياتية يومية لا تحصى لا يجدي معها سوى اللامبالاة!

وحتى الآلام الكبيرة يمكن أن تُواجه باللامبالاة التي تكون صورة من صور الموضوعية التي يمكن أن نتعامل بها مع المصائب والأحزان الجسيمة.

كيف تحترف فن اللامبالاة؟ 

ذكر عالم النفس الشهير سيغموند فرويد  وسائل الدفاع التي يستخدمها الانسان ويلجأ اليها لينقذ نفسه من الوقوع بالأمراض والمشاكل والاضطرابات النفسية..

ومن هذه الوسائل اللامبالاة :وهي جزء من الوسائل الدفاعية التي تدافع بها الأنا عن ذاتها حيث تقترن مع الهروب من الواقع ، فالفرد يجب أن يمتلك عتبة الإحباط وهي القدرة على تحمل الصعوبات التي تواجهه وهي بنفس معنى اللامبالاة وبالتالي يحمي نفسه من الضغوط النفسية والاضطرابات النفسية التي قد تواجهه .

كيف تجعلنا اللامبالاة أقوياء؟

– تعزز روح التأقلم مع الأوضاع الخارجية أو الداخلية

– التغلب على مواضيع تسبب قلقاً أو تعباً نفسياً مثل التنمر

– عدم الشعور بالتعب أو المرض بسبب وجود أشخاص يحملون هذه الطاقة السلبية والذي ينعكس علينا بشكل وهمي

– عدم التمسك بالأشياء أو الحزن عند فقدانها، لأنه في الحقيقة كل شيء فانٍ

كيف تحترف فن اللامبالاة؟

وفيما يلي 10 نصائح بسيطة لكي تكون محترفا في “فن اللامبالاة”، والتي تسديها عالمة النفس ماندي كلوبرز لموقع “لايف هاك”.

1) رأي الناس
ارقص على إيقاعك الخاص حتى لو تصرفت بشكل أحمق في بعض المناسبات ولكن لا تأخذ في الاعتبار ما يعتقده الآخرون عنك لأنها حياتك وقراراتك وخياراتك.

هناك بعض الأشخاص المتمرسين في إصدار الأحكام على الآخرين، فلا تلتفت لهم لأنك الوحيد الذي تعرف نفسك، لذا دعها تكون مستمتعة إذا كان ذلك سيشعرك بالسعادة، وتذكر جيدا أنك عندما تهتم كثيرا بآراء الآخرين فأنت تعيش حياتك من أجلهم وليس لنفسك.

2) أخطاء الماضي

كلنا نرتكب أخطاء وهذه هي طبيعة الحياة والبشر، إذا لا تكن قاسيا على نفسك وجلادا لذاتك طوال الوقت، وتعلم أن تسامح نفسك كثيرا.

3) الفشل

يخشى الجميع كلمة “الفشل” لكن هذا يتوقف على مفهومك الخاص للفشل، فإذا كان تعريفك له هو عدم تحقيق الكمال فستظل بائسا طوال حياتك.

إن فكرة الفشل الأكثر واقعية هي “الاستسلام”، وإذا لم تستسلم فأنت لن تفشل، كذلك احرص على أن تتعامل مع الفشل كمنحنى تعليمي وتجارب تستفيد منها.

4) ما ليس لديك

يركز البعض منا على ما ليس لديهم في الحياة وهو ما يسبب لهم الشعور بالحرمان المتواصل، لماذا تريد أن تعذب نفسك بكل الأشياء التي لا تملكها، إذ لن يفيدك هذا النوع من التفكير بأي طريقة مثمرة على الإطلاق، ويجب أن نعلم أنه دائما سيكون هناك أشخاص يملكون المزيد وآخرين يملكون القليل، ولكن يجب أن ترضى بما لديك.

وتقول الدكتورة ماندي كلوبرز أنها دائما ما تنصح مرضاها بالتفكير دائما في إيجابيات ما يملكونه وسلبيات ما لا يملكونه.

كيف تحترف فن اللامبالاة؟

5) “ماذا لو”

من المرجح أنك ستصاب بجنون القلق إذا ظللت تفكر فيما يخبئه المستقبل لك لأنه لا يمكن لأحد أن يتنبأ به ولا فائدة من تعذيب نفسك دون داعٍ بشأن أشياء قد لا تتحقق أبدا.

ذكّر نفسك أن هذا النوع من القلق يهدر الطاقة ويشتت انتباهك، وإذا كان في إمكانك فعل شيء في الوقت الحاضر لمواجهة قلقك فافعله في الحال إذا لم يكن الأمر كذلك قم بإلهاء نفسك وخفف مخاوفك.

6) “سأكون سعيدا عندما…”

عندما تعتقد أنك ستكون سعيدا بمجرد حدوث شيء ما فإنك ستجعل معلقة حتى يتحقق ذلك الأمر مثل “الانتظار لشراء سيارة جديدة أو السفر إلى مكان ما”، وتصبح حياتك الحالية مضيعة ثمينة للكثير من اللحظات سعيدة التي تمر بها.

قلل اهتمامك بالسعادة في المستقبل وقرر أن تكون سعيدا في الوقت الحالي، فالسعادة ليست وجهة وإنما وسيلة للسفر، كما تقول ماندي كلوبرز.

7) الشعور بالذنب

الندم هو جزء من الحياة ولا يمكن التراجع عن الماضي، لذلك من المفيد النظر إلى ما قمت به في الحياة فلسفيا: هل تعلمت أي دروس منه؟ وإذا تعلمت عدم فعل ذلك مرة أخرى مطلقا أو تجربته بأسلوب مختلف، فقد انتهى بك الأمر بنتيجة إيجابية.

تقبّل ما حدث سابقا، وكذلك فكرة أن البشر خطائين بطبعهم وامضِ يحياتك.

8) الرفض

يخشى الكثير منا التعرّض للرفض سواء في وظيفة أو علاقة جديدة، لدرجة أننا نفضّل البقاء في مناطق الراحة الخاصة بنا ولا نخاطر أبدا بأي مجازفات، لكن لابد عليك أن تجازف وتهيئ نفسك لإمكانية التعرض للخطر، لأنك كلما اختبأت أكثر من الخوف كلما زاد خوفك.

اثبت لنفسك أنه يمكنك التعبير عن مشاعرك والتعايش مع العواقب، وبالتالي ستتغلب على خوفك من الرفض وستشعر بمزيد من اللامبالاة، وحتى إذا كانت نتيجة فعلك غير المتوقعة فستدرك أنها لم تكن سيئة كما توقعت وأنه يمكنك التعامل معها، كن شجاعا وانظر إلى الحياة كمغامرة.

9) أحبّ نفسك

عندما تحب نفسك وتتقبّل ذاتك كما هي وتتصالح معها فأنت لست في حاجة إلى إثبات نفسك لأي شخص، لا تنخدع بصور الشباب المثالية على مواقع التواصل الاجتماعية التي يظهرون فيها بجسد ومظهر مثالي لأن غالبا ما يتم تعديلها ببرامج “فوتوشوب” والتي تقودنا إلى الاعتقاد بأننا يجب أن نكون جميعا مثاليين.

حب نفسك وتقبّل عيوبك لأن قبول الذات هو الحرية الحقيقية، بحسب ماندي كلوبرز.

10) لا تعذب نفسك

نحن نعيش في عالم تنافسي، وإنه أمر صحي أننا ترغب في التحسن والنمو كأفراد في المجتمع، ومع ذلك يصبح الأمر غير صحي عندما تدخل على أذهاننا أفكارا سلبية حول كيف أننا لسنا جيدين بالشكل المطلوب.

ودائما ما يمثل هذا النوع من التفكير تحديا لنا ما، ولكن أين كتاب القواعد الدولية الذي يوضح ما هو “جيد بما فيه الكفاية”؟ طالما أنك تشعر بالسعادة من نفسك وبما حققته حتى الآن.

المصدر: وكالات +صحف+ مواقع

صفحتنا على فيس بوك  قناة التيليغرام  تويتر twitter

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى