كريستوفر بلاك Christopher Black: سورية وجرائم الحرب الأميركية .. الحساب قادم
قال كريستوفر بلاك – Christopher Black المحامي الكندي المختص بقضايا جرائم الحرب البارزة في العالم أن الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وعصاباتهم الارهابية ارتكبوا عددا لايحصى من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في سورية منذ عام 2011 عندما بدأوا بالتحريض على /الانتفاضة / ضد الحكومة السورية ومن ثم قدموا الدعم اللامحدود للجماعات الإرهابية الموالية لهم في هحماتها ضد الجيش والمدنيين في سورية لتستتبع هذه الدول ذلك بفرض عقوباتها غير القانونية على الشعب السوري.
بلاك استذكر في مقاله بيانا لممثل بريطانيا فيما يسمى ” الآلية الدولية المحايدة المستقلة للمساعدة في التحقيق مع الأشخاص المسؤولين عن أخطر الجرائم في سورية ومقاضاتهم منذ آذار 2011 ” قال فيه دون أي شعور بالحرج أو الخزي ” يجب أن نضمن أن أولئك الذين ارتكبوا أخطر الجرائم بموجب الرأي العام الدولي لا مكان لهم للاختباء. يجب ألا يكون هناك إفلات من العقاب على الأعمال الفظيعة التي تحدث بشكل يومي في سورية. يجب أن تكون هناك عدالة للضحايا “.
وعلق بلاك قائلا .. إن تاريخ الحرب ضد سورية من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل وحلفائهم معروف للجميع .. من عمليات قصف جوي وهجمات صاروخية و اغتيالات وأعمال تعذيب إضافة إلى الاحتلال غير المشروع لمرتفعات الجولان من قبل إسرائيل بدعم مطلق من الولايات المتحدة وأخيرًا الغزو الأمريكي لسورية الذي بدأ عام 2015 بغارات عديدة شنتها القوات الخاصة الأمريكية على أراضي هذا البلد خلال ذلك العام والعام الذي تلاه ومن بعدها الدخول الرسمي والصريح للقوات الأمريكية إلى الأراضي السورية في 8 آذار 2017 والمستمر حتى يومنا هذا.
وتحدث كاتب المقال عما ترافق مع الدخول الأميركي من ويلات وجرائم ضد الإنسانية موضحا انه وفي صيف ذلك العام دمرت القوات الأمريكية مدينة الرقة بعد أن أمطرتها بالقصف الجوي المكثف وبالمدفعية الثقيلة واستخدمت قذائف الفوسفور الأبيض المحظورة بموجب القانون الدولي و قتلت مئات المدنيين لتصبح الرقة اليوم في حالة خراب..كما دمر حلفاؤهم الإرهابيون حلب ودمشق والعديد من المدن والبلدات والقرى السورية الأخرى بوحشية يُعرف بها إرهابيو هذه الجماعات تماما كما يُعرف بها مدربوهم الأميركيون .
كريستوفر بلاك – Christopher Black
ولفت كريستوفر بلاك إلى أن الأمريكيين قدموا مختلف أنواع الذرائع والحجج التي لم يكن أيا منها صحيحا .. ولم يمنحهم أي منها الاسس القانونية لتبرير عدوانهم لأن مافعلوه في الواقع هو اعتداء مباشر ووحشي على دولة ذات سيادة في انتهاك لمبادئ نورمبرغ التي وُضعت أسسها عام 1946 وفي انتهاك لميثاق كيلوغ – برياند لعام 1928 الذي التزمت بموجبه جميع هذه الدول بعدم مهاجمة أي دولة أخرى .. وكذلك في انتهاك لميثاق الأمم المتحدة ، الذي تخضع له جميع هذه الدول المعتدية بموجب القانون الدولي وقوانينها المحلية .
ووصف بلاك الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما الذي أمر بغزو سورية بأنه مجرم حرب مضيفا أن خلفه دونالد ترامب أعلن عام 2019 عن سحب قواته من سورية إلا أنها في واقع الأمر لا تزال تحتل الأجزاء الشمالية الشرقية من البلاد وفيما لا يُعرف عددها الدقيق لكنه لا يقل عن ألف ، وربما يكون أعلى من ذلك ، حيث يواصل الأميركيون بناء قواعد تتحكم في حقول النفط المهمة التي توفر الكثير من احتياجات سورية من الطاقة والنقود للصادرات ، فضلاً عن مناطق إنتاج القمح الحيوية بالنسبة لبقاء الدولة السورية وشعبها.. وفي هذه الأثناء يواصلون تقديم حججهم المعتادة لهذا الوجود مثل “مكافحة الإرهاب” و”احتواء النفوذ الروسي في الشرق الأوسط ، أو دعم القوات الكردية .
ففي العاشر من كانون الثاني الجاري كرر ويليام روبوك الذي يحمل لقب نائب المبعوث السابق للتحالف الدولي ضد داعش في حديث لمجلة ” ديفينس ون” كل هذه الذرائع لتبرير الغزو الأمريكي لكنه زاد عليها بدعوته إلى تواصل الغزو قائلا “”إن وجودنا يمنع أيضًا تعزيز روسيا لمهمتها العسكرية في سورية مما يقوض أحد المصادر الرئيسية لمكانة موسكو المتينة بشكل مدهش في المنطقة وبالتالي يقدم الدعم لجهودنا في السياسة الأوكرانية ” رابطا بذلك وبشكل غريب الغزو والاحتلال الأمريكي لسورية بعدوان الولايات المتحدة والناتو على روسيا في أوكرانيا.
وأورد كريستوفر بلاك شكاوى سورية بشأن الممارسات والجرائم الأميركية على أراضيها حيث كشف وزير النفط والثروة المعدنية السوري بسام طعمة في 13 كانون الثاني أن الاحتلال الأمريكي لأجزاء من الأراضي السورية بما في ذلك المواقع النفطية والعقوبات غير القانونية التي تفرضها واشنطن على البلاد يتسببان في معاناة كبيرة للشعب السوري.
ووفقًا لوزارة النفط فإن المجموعات التي تقودها الولايات المتحدة تصدر بشكل غير قانوني ما يصل إلى 66 ألف برميل من النفط يوميًا مضيفة ان سرقة الاميركيين للنفط السوري بلغ ذروته ما تسبب بتفاقم الوضع الانساني حيث يواجه ملايين السوريين نقصًا في الطاقة والغذاء والمياه .
ولفت كاتب المقال إلى أن جميع هذه الممارسات هي جرائم حرب يرتكبها الاميركيون دون أن ينبس الغرب الجماعي بكلمة دفاعا عن سورية .. وبما أن الأمريكيين لن يرحلوا إلا في حال أجبروا على ذلك فستكون هذه مهمة الجيش السوري لطرد الغزاة إلا أن ذلك قد يكون أمرا معقدا بسبب استمرار عمليات التوغل والاحتلال لأجزاء من شمال سورية من قبل الأتراك.. ومن المؤمل أن تؤدي المحادثات بين أنقرة ودمشق بمشاركة روسيا إلى حل هذه القضية حتى تتمكن سورية بمساعدة حلفائها من اتخاذ إجراءات أخيرًا ضد القوات الأمريكية الغازية.
وختم كريستوفر بلاك – Christopher Black بالقول ان واشنطن وحلفاءها في حلف الناتو يتشدقون طوال بالحديث عن “جرائم الحرب الروسية” في أوكرانيا ويدعون إلى محاكم دولية بينما هم الذين يجب أن يخضعوا للمحاكمة والعقاب على جرائم الحرب التي ارتكبوها على مر السنين بما في ذلك الهجمات النووية على اليابان عام 1945 والتي لم يُحاسب الأمريكيون عليها حتى الآن.. وسقوط ملايين القتلى على يد القوات الاميركية وحلفائها في كوريا وفيتنام ويوغوسلافيا وأفغانستان والعراق واليمن والصومال وغيرها.
وتساءل ” من سيحاكم هؤلاء ومن سيقدمهم للعدالة .. وحده المستقبل يمكن أن يقدم إجابة محددة .. لكن الحساب قادم وهذا ما نحن واثقون منه .
Global Research