كأس العالم 2022.. “اليوم الخامس – دوري المجموعات”
الكثيرون من عشّاق المُستديرة يعتبرونه يوم افتتاح مباريات كأس العالم!.. يكفي أنه اليوم الذي يلعب فيه راقصو السامبا الحاصلون على كأس العالم خمس مرّات، والبلاد التي لم تغب شمسها أبداً عن أيّة بطولة لكأس العالم!.
البرازيل كانت على الموعد، وظهرت كما يتمنّاها أغلب المشجّعين حول العالم، وبالفعل فكأنّما تشجيع البرازيل هو بالفطرة كيفما ولّيت وجهك في أرجاء المعمورة..
عرض ساحر، ضغط متواصل، إمتاع وإبداع، مهارة وقوة، انتشار وسيطرة، واستحواذ وخلق فرصٍ مباشرة وتحقيق أهدافٍ هي الأجمل في المونديال بالتأكيد.
وعلى المقلب الآخر أيضاً، كانت البرازيل باسمها حاضرة في المباراة الثانية التي جمعت البرتغال وغانا!.. كل من الفريقين يحمل لقب البرازيل، البرتغال.. برازيل أوروبا، وغانا.. برازيل أفريقيا، لكن أين الثرى من الثريّا؟
وفي تفاصيل المباريات:
البرازيل × صربيا 2 – 0
☆ أجمل مبارايات البطولة ☆
▪︎ الشوط الأول:
▪︎ مباراة من العيار الثقيل بين فريق يحسن الانتشار وخطوطه مترابطة ويتناقل الكرة بإنسيابية محاولاً كسر الدفاع الصلب للصرب الذين قطعوا الماء والهواء عن “فينيسيوس” و”نيمار” رغم تنويع لعب البرازيليين بين اللعب على الأجنحة ومن المنتصف..
حتى الدقيقة 27 التي يخرج فيها حارس صربيا و ينقذ الكرة بقوة.. البرازيل أظهر روح البطل والإصرار والعزيمة، ولكنه لم يستطع فك طلاسم الدفاع الصربي، لإيجاد الطريق إلى مرمى صربيا.. المباراة نارية سريعة، مثيرة، ولن يجمّلها ويجعلها أكثر حماساً سوى تسجيل هدف كاد أن يتحقق في الدقيقة 30 بعد رأسية “كاسيميرو” وينقذها الدفاع ويخرجها إلى ركنية تلعب بذكاء عرضية وينقذها الحارس المتألق حتى هذه اللحظة.. اللعب من طرف واحد هو البرازيل وفريق صربيا صامد يلعب بعزيمة ويعتمد على المرتدات السريعة محاولاً مباغتة البرازيل بهدف بعكس مجريات اللعب، حيث السيطرة المطلقة كاملة للبرازيليين.. في الدقيقة 34 يضيع “رافينيا” كرة هدف محقق من تمريرة بينية رائعة من “كاسيميرو” يلعبها بين يدي الحارس ز.. والمباراة “نااار يا حبيبي نااار” والكرة لا تهدأ ولا تتوقف.
سرعة اللعب وعدم توقفه جعلت ساعة الوقت بدل الضائع تمنح الفريقين دقيقة واحدة فقط!.. أجمل شوط في البطولة، ولا ينقصه سوى الأهداف، بهذا السياق والمعنى جاءت معظم تعليقات المتخصصين والنقاد الرياضيين والمهتمين.
الشوط الثاني:
فريق صربيا المكافح الذي، ربما، يستحق الانتقال للدور الثاني قياساً إلى أدائه في الشوط الأول أمام فريق مدعّم بالنجوم.. وجد نفسه في الشوط الثاني، وجهاً لوجه، أمام تسونامي برازيلي لا يرحم!.
منذ الدقيقة الأولى يكشر منتخب البرازيل عن أنيابه ويعلن، بما لا يدع مجالاً للشك، رغبته وإصراره على التسجيل.. في د 48 “نيمار” ينطلق كالسهم وعرقلة قريبة من خط مربع العمليات 18، لم يتأثر بها “نيمار” ويسدد في رأس المدافع لتخرج الكرة نحو المرمى ركنية.. “فينيسيوس” ينطلق كعادته مثل “اوسين بولت” ويرفع عرضية رائعة بالدقيقة 53 ينقذها المدافع.. عرضية أخرى بعد دقيقة من ملك المباراة “جونيور” وعرضية يرميها “نيمار” خارج المرمى.
في د 57 يباغت الجناح الأيسر الصربي ويرفع عرضية خطرة يطيح بها “تياغو سيلفا” خارج المرمى لتتحول إلى ركنية.. يسدد “أليكساندرو” من 30 م وتصطدم بالقائم الأيسر وكانت هذه أخطر الفرص.. “كاسيميرو” أفضل لاعب في المباراة، ينطلق بهجمة في الدقيقة 62 ويمررها لـ “نيمار” الذي يراوغ، فيسددها “جونيور” لترتد من الحارس، ويسددها “ريشارليسون” في الشباك ويفرح القلوب بهدف مستحق.
وتأتي لحظة الفرج في الدقيقة 73 ومن عرضية الخطير الملك “جونيور” يسجل “ريشارليسون” أجمل أهداف البطولة بنصف دبل كيك على يمين الحارس الصربي الذي لاحول ولا قوة في التصدي لها!، ليخرج “جونيور” الملك بتبديل، وتبديل آخر لهداف المباراة “ريشارليسون” ربما لحمايته من أية إصابة بعد أن اطمئن قلب المدرب، ويحل مكانه لاعب رائع أيضاً “جيسوس”.. تسديدة في الدقيقة 81 للتعزيز من قبل “كاسيميرو” ــ الأفضل في المباراة ــ تصطدم بالعارضة، وتليها تسديدة “فريد” الخطرة بعد أقل من دقيقة تذهب خارج المرمى.
ويستمر العزف البرازيلي على وتر المستديرة، ويستمر معه رقص عشاق البرازيل إلى أن يطلق حكم المباراة صافرة النهاية، ويعلن عن انتهاء السيمفونية البرازيلية التي ستستمر في المباريات القادمة، على ما يرى كثيرون.
أهداف المباراة:
ريشارليسون في الدقيقة 62.
ريشارليسون في الدقيقة 77.
البرتغال × غانا 3 – 2
رغم الأسماء الكبيرة التي يمتلكها فريق البرتغال، إلا أنهم انتظروا الأخطاء الدفاعية في الشوط الثاني، ليسجلوا على منتخب غانا 3 أهداف مستفيدين من 3 أخطاء دفاعية، وفي المقابل، منتخب غانا لم يكن خصماً سهلاً أبداً، إذ استطاع دك مرمى البرتغال بهدفين، وكاد أن ينهي حلم البرتغال في المونديال..
منتخب البرتغال، رغم فوزه وتسجيله 3 أهداف، يبدو متواضعاً نسبياً قياساً إلى منتخبات أخرى، ذلك أن أهدافه الثلاثة جاءت نتيجة أخطاء دفاعية، استثمرها لاعبو البرتغال أهدافاً، وفي مقدمتهم رونالدو بضربة جزاء.
عموماً هي مباراة متوسطة الأداء في شوطها الأول، ومثيرة في شوطها الثاني المليئ بالأهداف!.
أهداف المباراة:
كريستيانو رونالدو في الدقيقة 65.. البرتغال.
جواو فينكس في الدقيقة 75.. البرتغال.
لياو في الدقيقة 79.. البرتغال.
آاوا في الدقيقة 72.. غانا.
موكاري في الدقيقة 88.. غانا.
تقديم القسم الرياضي في صحيفة الوسط
التحليل الفنّي للأستاذ الجامعيّ الدكتور كارلو مقدسي.
#صحيفة_الوسط_القسم_الرياضي