مرايا

في خطوة طال انتظارها , مراسلو وسائل الإعلام الأمريكية والغربية ينقلون وقائع الحرب في سورية بلا قيود

شذى عواد – واشنطن ..

|| Midline-news || – الوسط  ..

كان أمراً مثيراً للدهشة أن تغرد قبل يومين مديرة مكتب صحيفة نيويورك تايمز الأميريكية «آن برنارد» على تويتر بتحية الصباح لدمشق و للرئيس السوري بشار الأسد مصحوبة بصورة لجانب من العاصمة السورية، و نشرت مقالاً لها في صحيفة النيويورك تايمز تحت عنوان «الأسد شخصياً ، واثق ، ودود ، و غير نادم» مرفقة بصورة الرئيس الأسد غداة لقاء ضم الصحفية الأمريكية وزملاء لها في الإعلام الأمريكي والبريطاني بالرئيس بشار الأسد أعلن فيه استمراره في الحكم حتى نهاية ولايته الرئاسية .

واليوم الخميس وصل الى حلب عدد من الصحفيين الأمريكيين والغربيين لتغطية الأحداث هناك من شبكات وصحف بي بي سي – ونيويورك تايمز – و سكاي نيوز – ولوس انجلس تايمز وغيرها ، وذلك في خطوة غير مسبوقة وطال انتظارها منذ بداية الحرب في سوريا ، دعت فيها الحكومة السورية الصحافيين الأجانب لزيارة دمشق هذا الأسبوع بعد فك القيود التي كانت مفروضة على دخول الصحافيين الأجانب .

بيتر كينيون ، و اليسون ميوز من إذاعة «إن بي أر » كانا من بين الصحفيين الذين حصلوا على فيزا لزيارة دمشق ، و تحدث كينيون في برنامج صباحي على إذاعة « إن بي أر » عن زيارته الحالية إلى دمشق التي كان قد زارها عام ٢٠٠٨ .

  • كيف تغيرت البلاد منذ زيارتك الأخيرة ؟
  • بالتأكيد هناك مرحلة مختلفة ، و لكن يتوجب علي القول إن البلاد ما زالت حية و الحياة فيها مستمرة ، و هناك بون شاسع بين الواقع هنا و بين الفيديوهات و التقارير التي تبث عن حلب و مناطق أخرى . في حلب هناك أزمة ومعاناة لدى الناس . أما هنا في دمشق و على الرغم من انتشار الجيش و نقاط التفتيش حول المدينة ، و قيام الجيش بتفتيش السيارات ، إلا أن الوضع مختلف تماماً ، كل شيء متوفر ، الطعام و الكهرباء ، و الماء و مما لا شك فيه أن الاقتصاد تأثر بشكل كبير بسبب العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا ، و تقول الحكومة السورية إن ذلك أثر على الكثير من مفاصل الحياة الاقتصادية مثل أعمال البنوك الأجنبية التي تمنع تحويل المال من الخارج خشية العقوبات التي ستطالها ، و أيضاً توقفت الكثير من الأعمال التجارية الخاصة.
  • لماذا سمحت الحكومة السورية للصحفيين الأجانب بزيارة سوريا الآن ؟
  • أعتقد أن الحكومة السورية ترغب بالكشف عن واقع ما يحدث في سوريا اليوم ، و ربما أدركت أنها ارتكبت خطأً بأنها لم تفعل ذلك من قبل . يصر المسؤولون السوريون على القول إن بلدهم اليوم تخوض معركة ضد الإرهاب ، ويؤكدون أن الغرب يدعم الإرهاب . و اليوم هناك انتقادات كثيرة لوسائل الإعلام الغربية و كيفية تغطيتها للحرب على سوريا . و باعتقادي أن هذه الخطوة بالسماح للصحفيين الأجانب بدخول سوريا ليرووا ماذا يحدث سيعطي صورة أوضح عما يجري هنا، و هذا صحيح . و من جهة أخرى فإن الحكومة السورية ترغب بالحديث عما سيجري لاحقاً ، ويضيف كينيون ، ” خلال حديثي مع ايليا سمعان، المستشار في وزارة المصالحة السورية أخبرني عن برنامج الحكومة السورية بإقناع المسلحين بالتخلي عن معاقلهم ، البعض منهم سلم سلاحه واستجاب للعفو العام ، و البعض اختار التوجه إلى شمال سوريا . و قال سمعان إن مشروع التسوية هذا نجح في بعض المناطق ، و لكن في حلب التي ينتشر فيها عدد كبير من المسلحين الأجانب يبقى التحدي كبيراً بالنسبة لنا فالوضع هناك مرعب . « في حلب عدد هائل من المسلحين الأجانب ، و هذا معقد . الجماعات المسلحة المتواجدة هناك هي جماعات جهادية متطرفة ، و سيستمرون في القتال حتى آخر سنت يدخل جيوبهم ، و بناء على ذلك المشكلة الرئيسية في حلب تتعلق بالدعم المالي للمسلحين ، و هذه مشكلة كبيرة ، و طالما أنهم يحصلون على المال من قطر و السعودية ، و مصادر أخرى ، لا أعتقد أن حظوظنا بالنجاح كبيرة».
  • ما مدى أهمية وجود وزارة للمصالحة في سوريا ، و مدى صعوبة هذه المهمة ؟
  • بالفعل إنها مهمة صعبة ، و لم تبدأ فعلياً بعد ، هذا النقل للمسلحين و الذي تسميه الحكومة مصالحة نابع من خوف السوريين في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة ، و لكن الحكومة مصرة على المضي قدماً به ، و لكن لا يبدو أن لدى الحكومة السورية خيارات أخرى ، و آفاق الحل بالنسبة لحلب تبدو بائسة إلا إذا توفرت جهود دولية لإحلال السلام هناك ، تستطيع القيام بالمصالحة بعد وقف إطلاق النار فقط ، و بعد ذلك يجب إقرار دستور و انتخابات ، و لكن متى سيحدث لايمكن التكهن بذلك .
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى