فرنسا.. ماذا فعلت وكالة “فيتش” يوم الجمعة؟

أثار قرار وكالة “فيتش” للتصنيف الائتماني تخفيض تصنيف فرنسا درجة واحدة إلى “إيه إيه سلبي” مقابل “إيه إيه” سابقاً قلقاً متزايداً بدأت تشهده الساحة الأوروبية عموماً، والتي تواجه-بمجملها- أزمة ارتفاع أسعار الفائدة وتفاقم مشكلة الديون.
بماذا بررت “فيتش” قرارها؟..
وبررت “فيتش” قرارها بالإشارة إلى عجز كبير في الميزانية وتقدم بسيط في مجال خفضه بعد ثلاثة أعوام من الإنفاق العام الكبير بهدف الحد من أزمتي التضخم و“كوفيد- 19”، واعتبرت الوكالة منح الديون الفرنسية درجة “إيه إيه” أنها “ذات جودة جيدة جداً” وتبقى بشكل عام مرغوبة من المستثمرين وآمنة بالنسبة إليهم، ولكنها خفضتها إلى الدرجة الأخيرة قبل المستوى “إيه” الذي يساوي ائتماناً بـ”جودة جيدة”.
وأشار محللون إلى أنه رغم كون تخفيض وكالة “فيتش” للتصنيف الائتماني لفرنسا يوم الجمعة الماضي غير جيد لها طبعاً، إلا أنه يبقى أقل تأثيراً من خسارتها درجة “إيه إيه إيه” في مطلع العقد الثاني من القرن الحالي (“موديز” و”ستاندرد آند بورز” حرمتا باريس من هذه الدرجة في عام 2012، و”فيتش” في عام 2013).
وتمنح وكالة “ستاندرد آند بورز” حالياً درجة “إيه إيه” مع نظرة مستقبلية سلبية لفرنسا، بينما منحتها “موديز” درجة “إيه إيه 2″، مع نظرة مستقبلية مستقرة، وبذلك تكون الوكالتان قد منحتا باريس ثالث أفضل تصنيف ممكن، على أن تحدّث “ستاندرد آند بورز” تقييمها في 2 يونيو/ حزيران المقبل.
وفي تقييمها عدّت “فيتش” أن التوتر الاجتماعي الشديد حول إصلاح نظام التقاعد يشكل خطراً على برنامج ماكرون للإصلاح، ومقارنة بكبرى الدول الأوروبية، تصنف فرنسا بدرجة منخفضة مقابل ألمانيا التي تحظى بدرجة “إيه إيه إيه” حسب الوكالات الثلاث الرئيسة، ولكن برلين تشكل استثناء.
“موديز” تهدد بخفض تصنيف إيطاليا..
وفي هذا الإطار تهدد وكالة “موديز” بخفض تصنيف إيطاليا بمقدار درجة واحدة لتصنف ديونها في فئة الاستثمارات غير المرغوب بها إلى حد كبير، فيما تصنف إسبانيا أيضاً بدرجة منخفضة مقارنة بفرنسا، بخلاف هولندا التي ما زالت تتمتع بأفضل تصنيف ممكن من وكالات “موديز” و”فيتش” و”ستاندرد آند بورز”، وبغض النظر عن تصنيفها، تواجه جميع الدول الأوروبية التحدي عينه منذ 2022، وهو ارتفاع أسعار الفائدة، ما يزيد من تكلفة الديون السيادية.
ويتمثل النشاط الرئيس لـ”فيتش” في تقييم قدرة الدول على سداد ديونها من خلال منحها درجة تتمثل بحروف، وذلك على غرار وكالتي التصنيف الرئيستين الأخريين “موديز” و”ستاندرد آند بورز”، حيث تعد درجة “إيه إيه إيه” الأفضل (ائتمان بجودة قصوى)، وتعد درجة “سي” أو “دي” الأسوأ (تخلف عن السداد) حسب الوكالات.
المصدر: الاقتصادية