فوز ميسون القاسمي … تكريم للمرأة والإبداع والإصرار على العطاء

فوز ميسون القاسمي ... تكريم للمرأة والإبداع والإصرار على العطاء
فوز ميسون القاسمي -مؤخراً- بجائزة الشيخ زايد للكتاب في فرع الآداب- لدورة هذا العام 2022، عن كتابها “مقهى ريش.. عين على مصر”. تصدر ليس الترند وحده ووسائل الإعلام ووسائط التواصل الاجتماعي فقط. بل تصدر قلوب كل متابع ومحب لإبداعها الأدبي ومكانتها الثقافية وحضورها الإنساني. إذ بدا هذا الفوز وساماً مشتركاً تتزين به القاسمي وكل شغوف بمنجزها. خاصة أنها أول إماراتية تحصل على الجائزة في فرع الآداب.
لهذا عبرت الشيخة ميسون صقر القاسمي، شيخة الشعر والرواية وفن التشكيل والثقافة، عن الأبعاد المتداخلة لفوز كتابها، من خلال إهداء فوزها إلى “دولة الإمارات الوطن الأم- وإلى مصر أم الدنيا- وإمارة لشارقة الذاكرة الأولى- والعاصمة أبوظبي مكمن الاكتشاف والوعي والتعلم”. وعبرت عن سعادتها واختلاف وقع الجائزة في وجدانها، كونها تحمل اسم الشيخ زايد -رحمه الله- الشخصية العربية الأصيلة مؤسس دولة الإمارات.
وقبل الانتقال إلى الكتاب الفائز.. لا بد من التأكيد على أن القاسمي تُكرّم الكتاب والكتب بفوزها ذاك. وليس فقط الدول هي من تُكرّم! لأن القاسمي ساهمت خلال عقود من اشتغالها بالمجال الثقافي على الصعيدين الرسمي والشخصي، في تثقيف وتنوير أبناء مجتمعها، وقامت بدور فعّال في التنمية وبناء الإنسان عن طريق إصدار الكتب وإقامة الفعاليات والأمسيات والمعارض لتكريس الفعل الثقافي وحصد نتائجه الإيجابية.
.

فوز ميسون القاسمي
أورد موقع جائزة الشيخ زايد للكتاب، عن كتاب “مقهى ريش- عين على مصر” أنه:
“ينتمي إلى عالم الكتابة الأدبية المنفتحة على أشكال أدبية مختلفة، ولاسيما ما يعرف بسرد الأمكنة، إذ أن لمقهى ريش في مدينة القاهرة تاريخاً ثقافياً عريضاً وإرثاً إبداعياً واجتماعياً واسعاً. وقد قام الكتاب على جهد يجمع بين التاريخي والسردي الذي يجعل الكتاب سيرة تاريخية موثقة من جهة، وإبداعية من جهة أخرى. كما أنه يقدم توثيقا لحقبة مهمة من التاريخ الثقافي لمصر من خلال تتبعه لتحولات ثقافية واجتماعية في التاريخ المصري الحديث والتوقف عند أبرز المثقفين والمبدعين المرتبطين بالمقهى وبتاريخ الحياة الفكرية في مصر”.
أما ما تورده القلوب عن الأديبة والتشكيلية ميسون القاسمي، أنها ولدت في الإمارات عام 1958، وتخرجت من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية- جامعة القاهرة. ثم عملت رئيسة لعدة أقسام في “المجمّع الثقافي- أبوظبي”. و(عاصرتها كاتبة هذه السطور)، ولَمَستْ علمها وثقافتها ولطفها وحسن تعاملها مع روّاد المركز من ضيوف مشاركين وإعلاميين ومتعطشين لفعاليات الثقافة والفنون.
إبداعات وجهود القاسمي لم تقتصر على الكتابة والنشر، بل أقامت مهرجان الطفولة الأول والثاني في أبوظبي. كما قدمت عدة أعمال سيناريو للأطفال وأخرجت بعضاً منها.
فيما حياتها مع الحرف قوية، تربطها به علاقة حميمة، فقد أنهت تجميع وتحقيق الأعمال الكاملة لوالدها الشاعر الشيخ صقر بن سلطان القاسمي -رحمه الله- في أربعة أجزاء، استلزم منها جهداً استمر لفترة طويلة. فضلاً عن أكثر من 15 كتاباً، بغالبية للمجموعات الشعرية، وروايات بعضها يحمل ملامح روحها: الريحانة، واللؤلؤة.
ومن حدود البعد الجغرافي، نبارك للشيخة ميسون صقر القاسمي فوزها المستحق.
.