فرنسا .. بين أوهام القوة .. والحنين إلى العهد الاستعماري
خاص -|| Midline-news || – الوسط – RK
صرح وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرو لوسائل الاعلام قبيل ذهابة الى موسكو يوم الخميس إنه سيخبر نظيره الروسي بأن الوضع الحالي في مدينة حلب السورية لا يمكن أن يستمر وأن التصرف الروسي “تهكم لم يخدع أحدا.”
مؤكدا بأن “هذا الوضع غير مقبول. وإنه صادم بشدة ومخجل. وفرنسا لن تغمض عينيها ولا تفعل شيئا.”
يبدو تصريح وزير الخارجية الفرنسي مزيجا من الغباء والغطرسة .
إلا إن كان أيرو يتخيل بأن الروس سيسحبون قواتهم من سوريا بمجرد أن ينطق بهذه الكلمات “التهديد” في عقر دارهم .
هنا .. وأمام هذا النوع من الاستعراض الفرنسي لا بد من طرح بعض الأسئلة …
ماذا بقي من الارث الديغولي المتوازن الذي طبع السياسات الخارجية الفرنسية في عهود بومبيدو وجيسكار ديستان و ميتيران بعد مشاركة الادارة الفرنسية باستصدار القرار 1559 والدور المتواطئ في حروب تموز وغزة وصولا الى الموقف من سوريا اليوم …؟؟
ماذا بقي من هيبة فرنسا العسكرية عندما تختار الانتقام من 80 مدنيا في قرى الغندورة وطوخان بمنبج قصفتهم طائراتها ردا على اعتداء نيس الارهابي ..؟؟
ماذا بقي من الفرنكوفونية وثقافتها وتأثيرها الناعم بعد أن تورطت فرنسا ومخابراتها ودبلوماسيتها بدعم جبهة النصرة وكتائب الفاروق في حمص بالسلاح والمال وأجهزة الاتصال الحديثة منذ بداية الأزمة السورية بحسب ما وثقه الصحفي الفرنسي جورج مالبرونو ..؟؟؟
هل بقي من يلتفت الى تصريح لرئيس فرنسي .. بعد أن قضت الادارات الفرنسية الثلاث السابقة ( شيراك – ساركوزي – هولاند ) فترات رئاستها وهي تردد ببغائيا منذ القرار 1559 أن النظام السوري آيل للسقوط .
الثابت .. أن الاشتباك الروسي الصيني الأمريكي في الشرقين الأوسط والأقصى أكبر من فرنسا و رؤسائها وهي لا تملك أدنى تأثير على صيرورة الأحداث .. وإذا كان أحدٌ لم يعد يصغي الى تصريحات رئيسٍ فرنسي … فمن سيلتفت إلى تصريحات “أيرو” .
وفي الحقيقة .. لم يبق من فرنسا الديغولية أو فرنسا جيسكار ديستان … أو بومبيدو إلا أوهام الادارات الفرنسية (المتحالفة ذيليا مع الولايات المتحدة) بقدرتها على التأثير فيما يجري في الشرق وحنينها الى دورها الاستعماري وقوتها الناعمة وفرنكوفونيتها التي انتهكها الانسياق خلف راعي البقر الأمريكي والإذعان لقيمه .