فؤاد أبو عساف: إجابات أسئلتكِ أو نبأ موتي.. انشري أيهما يصلكِ أولاً!
رحل أيقونة النحت السورية تاركاً اسمه محفوراً على البازلت..

…صحيفة الوسط – midline-news
روعة يونس
.
صحيح أنه كان متفائلاً، صامداً يواجه المرض وتبعات العلاج بصلابة تشبه صلابة الحجر الذي ينحته ويحوّله من جماد إلى جمال. لكنه كان يأنس إلى صلوات وأدعية الأحبة والأصدقاء له، ويلوح بكلمات عن القدر وثنائية الحياة والموت.
لم يكن الفنان الكبير النحات المبدع فؤاد أبو عساف الذي فقدناه بالأمس بعد صراع مع مرض عضال (إنسان يائس بائس)، كان شجاعاً قوياً متصالحاً مع نفسه، يقرأ ثنائية أخرى “الداء والشفاء” بوعي واقتناع وبمنظور المبدع الاستثنائي في كل شيء، وصولاً إلى فلسفته ورؤاه وتعاطيه مع الحياة. لذلك حين حدثته للمرة الثانية عن إجراء حوار معه ننشره في “الوسط” رحّب موافقاً بعد اعتذار سابق، وكتب مع أيقونة ضاحكة (!) “إجابات أسئلتكِ أو نبأ موتي.. انشري أيهما يصلكِ أولاً”!
.
.
أضفى فناننا الراحل بصمة متفردة في الفن السوري (نحت البازلت) تاركاً أكثر من خمسة آلاف عمل فني، بمقاسات مختلفة منها أوزانها عشرات الأطنان. فضلاً عن مشغله الذي كان قبلة ومزاراً في السويداء. ويُعدّ متحفاً دائماً، ومقصداً لأصحاب الفكر والأدب والفنانين من داخل سورية وخارجها، للاطلاع على روائع أعماله. والذي تخرّج منه الكثير من الطلاب والمتدربين..
ولعل إطلاق لقب “الأيقونة السورية” على الفنان الراحل، يحمل التأكيد على إبداعه اللافت وتفرد أسلوبه وغنى أعماله وموضوعاته وتنوع خاماته وأهمها (البازلت) الذي لم يخذله بالأمس، وغداً سيذكر اسمه المحفور عليه إلى الأبد.
.
.
وهكذا.. كما منحوتته وصورته أعلاه، أغمض فؤاد أبو عساف عينيه ونام. لكنه مستمر في يقظتنا ووجداننا وتاريخ الحركة الفنية العربية، بفنه الأخّاذ المغاير. فهو منذ تخرج من قسم النحت في “كلية الفنون الجميلة” بجامعة دمشق عام 1991 كان متفوقاً متمياً ومبدعاً شغوفاً، فعمل أستاذاً لقسم النحت في “كلية الفنون” وكذلك في “معهد الفنون التطبيقية والتشكيلية” وهو يشارك في العديد المعارض والملتقيات الفنية داخل وخارج سورية.
كما انتشرت أعماله في الكثير من دول العالم، والعديد من مؤسسات ووزارات الدولة، وزينت العديد من الشوارع والحدائق والأماكن العامة ومنها نصب الشهيد الطالب الموجود في كلية الحقوق بجامعة دمشق بارتفاع أكثر من ستة أمتار، ومنحوتات (العشاء الأخير- شجرة التفاح- مذكرات طفل سوري- حبة القمح- روزا وحجر الصوان-وسيزيف السوري- ليدا والأوزة) وكذلك منحوتة المرأة السورية التي تزين إحدى ساحات المحافظة، شامخة سامقة كذكراه الخالدة في قلوب الزملاء والأصدقاء والجمهور العاشق لفنه الرائع.
.
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك:https://www.facebook.com/alwasatmidlinenews