غضب في فرنسا بعد استهزاء الجمهور التركي بالنشيد الوطني الفرنسي

|| Midline-news || – الوسط …
وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تصفير المشجعين الأتراك على النشيد الوطني الفرنسي في المباراة التي جمعت منتخب بلاده بالمنتخب التركي السبت الماضي بـ”الفعل غير المقبول”.
وذكر بيان صادر عن قصر الإليزيه، أن “رئيس الجمهورية تأثر بصافرات الاستهجان، وأبلغ رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، نويل لوغريت، بامتعاضه من السلوك الذي بدر من المشجعين الأتراك”.
وفق صحيفة “لوفيجارو”، فإن ردود السياسيين بعد التداول الواسع للواقعة في مواقع التواصل الاجتماعي في فرنسا، كانت سريعة حول الموضوع، وكانت ماري لوبان زعيمة حزب التجمع الوطني اليميني من أول المتفاعلين.
وقالت لوبان في تغريدة على “تويتر”، إن “التصفير على نشيد وطني، النشيد الفرنسي في هذه الحالة، هو عار وإهانة لقيم اللعب النظيف”، مضيفة أنها “تنتظر من الفيفا معاقبة الاتحاد التركي لكرة القدم”.
وتبنى الرئيس السابق لمنطقة إيل دو فرانس، فاليري بيكريس، دعوة مارين لوبان مطالبًا الفيفا بتحمل مسئولياته، وحظر إقامة مباريات على الاستاد التركي الذي شهد الواقعة.
بيكريس أوضح أنه من غير اللائق التصفير خلال عزف النشيد الوطني للخصم “فرنسا”، معتبرًا أن سلوك الجماهير له معنى سياسي، قائلًا: “نحن ندين سياسة إردوغان في تركيا ولدينا الحق في ذلك”.
الأمر لم يكن مقتصرًا على الصافرات أثناء عزف النشيد الفرنسي فحسب، بل صاحبت كل لاعب فرنسي يلمس الكرة صيحات استهجان طوال المباراة، فيما حاول رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، نويل لوغريت، التقليل من الحادث أمس الإثنين قائلًا: “لم يتم الترحيب بـ”البلوز” بشكل جيد من قبل عدد من المشجعين الأتراك ولكن تم استقبالهم بشكل جيد للغاية من قبل الآخرين، لذلك بالنسبة لي لا توجد مشكلة”.
في حين وصفت “لوفيجارو” ردة فعل لو جراييه بـ”الساذجة”، لافتة إلى أنها لا تتماشى مع إشارات العداء تجاه فرنسا من قبل الجمهور التركي بتحريض من رئيسهم إردوغان، الذي يدعوهم إلى احتقار أوروبا باسم الإسلام المُحارب والغازي.
وفي ضوء هذا الاحتقان الفرنسي، لم يكلف إردوغان نفسه عناء الرد على ماكرون أو حتى تقديم اعتذار عما حدث خلال المباراة، بل أنه احتفى بفوز منتخب بلاده، ناشرا صورة من احتفالات اللاعبين، مع عبارة “تهاني لتركيا”
بحسب مراقبين، فهناك ثلاث ملفات تسببت في تصاعد الأزمة بين نظام إردوغان وفرنسا، على رأسها يقع موقف باريس الرافض لطمس المذابح التي ارتكبها العثمانيون في حق الأرمن، والتي تسببت في إبادة مليون ونصف المليون شخص في بداية الربع الثاني من القرن الماضي.
إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الرابع عشر من أبريل يوما وطنيا لإحياء ذكرى الإبادة، مثل شكل صفعة على قوية على وجه أنقرة التي لطالما دفنت رأسها في الرمال.
فيما وجد الأليزية في القمع الذي تمارسه سلطات إردوغان ضد المعارضين في البلاد في أعقاب محاولة الانقلاب المزعوم صيف 2016، سببا كافيًا لحرمان تركيا من الحصول على مقعد داخل الاتحاد الأوروبي.
ومرة أخرى يظهر ماكرون ليخرج لسانه في وجه إردوغان، يلتقي الأكراد في عاصمة النور وهو يشد على أيديهم، مؤكدا وقوف فرنسا معهم في خندق واحد، ضد مخططات أنقرة الرامية إلى بسط النفوذ التركي على مناطقهم، وتكرار سيناريو عفرين.
إبادة الأرمن
أكثر القرارات التي أزعجت أنقرة من باريس، كان تخصيص فرنسا 24 أبريل من كل عام يومًا وطنيا لإحياء ذكرى مذبحة الأرمن، في اعتراف بمجازر العثمانيين التي حصدت نحو 1.5 مليون أرمني (1915- 1916) عن طريق سلسلة من الجرائم البشعة التي استخدم فيها الأتراك مختلف وسائل التعذيب.
التحرك الفرنسي جاء في إطار وفاء ماكرون بوعد قطعه في حملته الانتخابية، فيما حاول المتحدث باسم الخارجية التركية، حامي أقصوي، قلب الحقائق، زاعمًا أن الأرمن هم من تآمروا على الدولة العثمانية، وأن بلاده كانت في موضع الدفاع عن النفس، قائلا : “لابد من اتباع نهج موضوعي بغية إدراك كل جوانب فترة سقوط الدولة العثمانية التي شهدت مقتل أكثر من 500 ألف مسلم من قبل المتمردين الأرمن”.
المصدر : موقع عثمانلي