اقتصادالعناوين الرئيسية

عودة النمو إلى الاقتصاد البريطاني تهدئ مخاوف الركود  

حقق الاقتصاد البريطاني نمواً في يناير (كانون الثاني) الفائت مما هدأ مخاوف من الركود المتوقع قبل كشف جيريمي هانت وزير المالية عن موازنة الربيع.

ونقلت وكالة الأنباء البريطانية “بي آيه ميديا” عن مكتب الإحصاء الوطني أن الاقتصاد البريطاني نما بمعدل 0.3 % في يناير(كانون الثاني)  عقب تراجع حاد بواقع 0.5 % في إجمالي الناتج المحلي في ديسمبر (كانون الأول) السابق عليه.

غير أنه بالنظر إلى الصورة الكبرى كان إجمالي الناتج المحلي ثابتاً في الأشهر الثلاثة حتى نهاية يناير (كانون الثاني) فيما تفادت المملكة المتحدة بشق الأنفس الانزلاق في الركود نهاية العام الماضي.

وكانت أكبر قوى دافعة وراء النمو في يناير هي قطاع الخدمات الذي نما بواقع 0.5 % بعد التراجع بواقع 0.8 % في ديسمبر (كانون الأول) بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

وأضاف مكتب الإحصاء أن هناك مجالات أخرى مثل التعليم دعمت إجمالي الناتج المحلي حيث عاد الأطفال إلى الفصول المدرسية بعد عدد مرتفع بشكل غير عادي من الغياب في الفترة السابقة على عيد الميلاد.

وعاد قطاع النقل والتخزين إلى تحقيق نمو فيما تعافت خدمات البريد جزئيا من تأثيرات إضرابات ديسمبر (كانون الأول).

وارتفع الجنيه الاسترليني مقابل الدولار واليورو بعد إعلان البيانات التي أظهرت أن ذلك النمو جاء مدفوعاً بالكامل من الخدمات وأغلبها يرجع إلى قفزة استثنائية في قطاع التعليم.

كما قدم قطاع الترفيه بدعم من عودة مباريات الدوري الممتاز لكرة القدم بعد كأس العالم 2022 دفعة أخرى للاقتصاد لكن في مؤشر على عمق مشكلات الاقتصاد شهدت أنشطة التصنيع والتشييد انكماشاً.

ومن غير المرجح أن تتسبب البيانات في تغير جذري في النقاش الدائر في بنك إنجلترا بشأن رفع أسعار الفائدة مجدداً خلال اجتماع للبنك هذا الشهر.

وقال جيريمي هانت وزير المالية الذي من المقرر أن يقدم الميزانية السنوية بعد أيام: إن الاقتصاد البريطاني أثبت أنه أكثر قوة مما توقع كثيرون، لكن هناك طريقا طويلا يتعين قطعه.

وأوضح مكتب الإحصاء أن نصف نسبة النمو البالغة 0.3% تأتي من قطاع التعليم نتيجة العودة إلى المدارس بعد تراجع كبير في الحضور في ديسمبر.

من جهة أخرى استقبل إيمانويل ماكرون في باريس ريشي سوناك الذي وصفه بأنه “صديق” في قمة تهدف إلى تجديد التحالف الأساسي بين فرنسا والمملكة المتحدة بعد أعوام من الخلافات.

وقبل 15 يوماً من زيارة دولية سيقوم بها ملك بريطانيا تشارلز الثالث إلى فرنسا في أول رحلة له إلى الخارج عانق الرئيس الفرنسي رئيس الوزراء البريطاني على درج قصر الإليزيه قبل بدء محادثات لتعزيز مكافحة الهجرة غير الشرعية والتعاون في مجال الدفاع والمساعدات العسكرية لأوكرانيا.

وقال ريشي سوناك في بيان: إن تاريخنا الطويل وتجاورنا ورؤيتنا المشتركة للتحديات العالمية تعني أن الشراكة الوثيقة بين المملكة المتحدة وفرنسا ليست مهمة فحسب بل أساسية.

وفي تصريحات قد تبدد الغيوم المحيطة بـ”الاتفاقية الودية” التي تحدد العلاقات الفرنسية – البريطانية أضاف: بينما نواجه تهديدات جديدة وغير مسبوقة فمن الضروري تعزيز أسس تحالفنا لنكون جاهزين لمواجهة تحديات المستقبل.

ونادراً ما كانت هذه العلاقات جيدة بين ماكرون وبوريس جونسون رئيس الوزراء السابق وشهدت مزيداً من التراجع في عهد ليز تراس القصير خلفا لجونسون ولا سيما مع رفضها لبعض الوقت أن تحدد إذا ما كان الرئيس الفرنسي صديقاً أو عدواً للمملكة المتحدة.

وحسم ريشي سوناك الأمر في مقابلة مع صحيفة “لوفيغارو” بالقول: إن ماكرون صديق عظيم بالتأكيد وتحدث عن تبادل رسائل نصية حول كرة القدم.

وكانت أزمات كثيرة عطلت لخمسة أعوام تقليد مؤتمرات القمة السنوية من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إلى الجائحة والخلافات الحادة بشأن التحالفات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

وقد تم تجاوز معظمها ولا سيما أن ريشي سوناك أبرم للتو اتفاقاً مع الاتحاد الأوروبي بعد أشهر من المواجهة لذلك ستعطى الأولوية إلى إعادة الاتصال من أجل استئناف عادات العمل المشتركة بين الرئيس الفرنسي ورئيس الوزراء البريطاني اللذين يرافق كل منهما سبعة وزراء على حد قول الإليزيه.

ويولي الجانب البريطاني الاهتمام الأكبر لمحاربة الهجرة السرية القضية التي تشكل مصدر توتر بين ضفتي نهر المانش.

وتتفاوض باريس ولندن على “تعزيز” تعاونهما ولا سيما على الوسائل المخصصة للسيطرة على موجات تدفق المهاجرين من فرنسا في إطار معاهدة ساندهرست الموقعة في 2018 واتفاقية جديدة أبرمت في نوفمبر (تشرين الثاني).

وقال رئيس الوزراء المحافظ لصحيفة “لوفيغارو”: إن كسر دائرة العصابات الإجرامية للمهربين أمر أساسي هذا هو الواقع تسهل منظمات إجرامية حركات الأشخاص.

وتأمل رئاسة الحكومة البريطانية مواصلة تعزيز الدوريات من أجل وقف مزيد من القوارب والعمل مع الفرنسيين لمنع عمليات العبور والخسائر في الأرواح في المانش بينما وصل أكثر من 45 ألف مهاجر بشكل غير قانوني إلى السواحل الإنجليزية في 2022 في زوارق هشة.

وسيتم التطرق إلى هذا الموضوع بعد أيام قليلة من طرح الحكومة البريطانية الثلاثاء مشروع قانون مثير للجدل لتقييد الحق في اللجوء بشكل كبير أدانته الأمم المتحدة بشدة لكن باريس قللت قبل القمة من أهميته بينما تراجعت لندن عن انتقاداتها السابقة لبعض التقاعس الفرنسي عن العمل على الحدود البحرية.

من جهة أخرى سيتم إبرام شراكة استراتيجية حول الطاقة النووية واستثمارات متقاطعة أعلنت عنها شركات من البلدين إلى جانب القضية المشتركة المتمثلة في إزالة الكربون من الاقتصاد لمكافحة الاحتباس الحراري.

المصدر: الاقتصادية

صفحتنا على فيس بوك  قناة التيليغرام  تويتر twitter

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى