العناوين الرئيسية

عمرو أبو زيد: ثمة نمطية واستهانة بالمرأة لدى د. سعاد الصباح !

|| Midline-news || – الوسط …
(هنا فسحة لنقد الآخر، يسبقة النقد الذاتي)
.

أنا الشاعر الذي لديه في أحيان كثيرة؛ ثغرة ما في نصوصه، تحديداً فيما يخص المرأة. أشعر أنني مهما كتبت عنها وبها وحولها، ثمة غبن في وصف ما تستحقه من مقام. أجدها دائماً أكبر وأكثر. أقول في نصٍ لي لا أحبه لأنه لم يرضني:

“دخلت أنا وحياتي العديد من الحروب
خسرتها جميعاً!
وربحت الغبار ربحت الزفرة الطالعة من حفرة التجربة
وكتبت سمكتي النحيلة فغاب البحر وجاء الرفاق
جاءوا يحملون رائحة النساء
و يضعون على الطاولة أكياس الحب
أما أنا شبعت!
فزوجتي تدوسني وهي خارجة من باب الحب
و أنا حتى الآن أحضنها عندما تعود متأخرة مِني”
آخذ على نفسي الهروب من الكتابة عن المرأة خاصة، لأنني دائماً أبحث عن الفكرة المختلفة والصياغة المختلفة. وفي ختام نصي أعلاه، حاولت جاهداً أن أصل بالمرأة إلى الصورة العكسية (يصورها الأدب غالباً مغلوبة على أمرها تدوسها الظروف والمجتمع الذكوري) فجعلتها في النص هي الفاعل هي الأعلى التي تدوس الشخص الذكوري في النص. فقط من باب (استبدال المواقع).
لكنني بذلك لم أنصفها كما رغبت! لأنني محبوس في مفرداتي التي أعرفها ولم أستطع حتى الآن استبدال أو الاستعاضة عن المفردات القديمة بأخرى جديدة، لأن الأمر بالنسبة لي في غاية الصعوبة فكيف بعدما ألِفت الغبار والمشانق و البارود والذئب أن أنتقل لمفردات جديدة دون أن تنال مني وأنال منها، وتليق بالمرأة! ربما في فترة ما يسعفني الوقت و أنجح في ذلك، لأنني مصرّ على المحاولة في أن أكون (مختلف لا نمطي) في كل نصوصي،خاصة تلك التي تخص المرأة. لكن المهم هنا، أنني لم ولا ولن أكتب أن المرأة مستلبة ومهانة وضعيفة ومفعول به!


***

في المقابل، ثمة العديد من النصوص لدى الشاعرة الدكتورة سعاد الصباح، بدءاً من عنوان أحد دواوينها “امرأة بلا سواحل” تستهين بالمرأة من خلال تصويرها لها هشة ضعيفة. ويتم (تداول) مفردة المرأة في نصوصها بنمطية في الأفكار، على أنها مغلوبة على أمرها. تقول:

ليست الديمقراطية أن يقول الرجل رأيَه في السياسة
دون أن يَعترضَه أحد
الديمقراطية أن تقول المرأة رأيها في الحبّ
دون أن يقتلَها أحد
فلماذا كانتِ اللغات؟..
إذا كنتُ لا أستطيع أن أصرخ: (أُحِبُّكْ)
وما جدوى فمي؟
من جهتي أرفض تماماً ولا يعجبني تصوير  د.الصباح للمرأة على أنها ضحية أو ذبيحة أو كائن غبي، صامت، لا يجرؤ، ولا يعبّر عن رأيه.
فالصباح نفسها قالت رأيها في الحب وكتبت الكثير في الحب. وهي وإن كانت خليجية، لكنها وكثيرات غيرها رائدات في مجالات عديدة، من ضمنها الشعر والرواية والقصة. فلمَ تلك النمطية والإصرار على فكرة أن المرأة مهمشة؟!

فكرتي الناقدة تقول: إن المرأة شريك فعلي في الحياة ككل. لذا أعيب أن تصوّر أديبة مثل د.سعاد الصباح “المرأة” بأنها ضعيفة ومكممة وتعيش منساقة ولا تستطيع التعبير عن الحب، بينما لديها عشرات دواوين الحب، التي كتبتها بمطلق الحرية دون قيود.
.

*عمرو أبو زيد- شاعر مصري
*دكتورة سعاد الصباح- شاعرة كويتية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى