العناوين الرئيسيةحرف و لون

على درب الفجر، مع فلالا.. مريم الأحمد

لوحة: رامية سليمان

|| Midline-news || – الوسط
.

دقّقي جيداً يا حمارتي!
أرجوك يا “فلالا”!
نحن في أجمل بقعة سحرية على وجه الأرض.
لاحظي ما أهنأ العشب تحتنا!
و كيف نهيم على ضفاف النهر الطري وحدنا!
لاحظي استراحتنا الرخيّة… في وهدة السرخس الوبري.
ما أمتعها..!
لاحظي يا فلالا.
نتمدد معاً وتسير بنا سماء نجميّة بملايين الأضواء.
نسير بها نحن و نسيل مع النهر إلى مُندَفع السكينة الخالد.
فلالا!
لديك العليق الغض إن كنتِ جوعى. و اتركي لي بعضه.
فأنا هنيئة للغاية و لا رغبة لي بهدر الوقت الماجن الرباني بالمضغ و الاجترار.
لا وقت إلا للثم هذا النور في بقعتنا المنسحبة على أكتاف الخيال.
هنيئاً لقلبينا..
هنيئاً لله بنا ما أبهج روحينا!
كيف له ألا يغمرنا بقبلاته إذا نصل إليه بعد مليون عام؟
كيف له ألا يضمّنا كبقية خلقه التائهين؟
دعينا الآن نحصي ما لنا و ما علينا.
و إياكِ أن تنزلقي في الماء الشهواني تحتنا.
لا تعلمين مدى عمقه! مدى سواده يا فلالا.
إن كنّا قطرتي نور على كتف ورقة شجر، أو طرفي وشاح سرمدي على ظهر السماء الناعم..
فما علينا سوى الانكفاء المتناغم مع قلبينا المخروطيين على طريقة النسّاك و الزاهدين.
تسلّقي معي يا رفيقتي بيدر الشمس.
و إياكِ العبث بصحوها الطفولي..
الشمس لنا قلب ثالث.. و قبّة أولى.
هاتي الآن جرّة الماء.. سأشرب.
الحلم يحرق الحنجرة. و الماء سيلها الذي لا يتحقق.
الحبّ يرهق المخيلة. و الماء صدرها الذي لا يتشقق.
دعينا نحصي كم حفظنا من أغنيات.. و محونا من كلمات..!
دعينا لديننا يا فلالا… و دينُنا الغناء.
يا رحلتي الشاقة نحو الهباء!
يا رحلتي الضوئية في بنفسج السماء.
أنا و فلالا متعبتان، و نرجو التكرم علينا بنارٍ أو بنعيم.
أنا و فلالا حمارتي الصامتة الجليلة.. نريد أرضاً غير هذا النهر النفقي المضني.
نريد حشيشاً أخضر نغمر به روحين شفافتين هشّتين
نريد دمعة ماء في جرة حقيقية غير هذه الخرق اليابسة
نريد ان نتبع الضوء الرحيم حتى آخر شفّة
حتى آخر ذرة في روح الشفق
ساعدينا..
ساعدينا!
.

*شاعرة وكاتبة- سوريا
*اللوحة للفنانة التشكيلية رامية سليمان- سوريا

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى