هل تشهد القمة العربية عودة سوريا إلى الحضن العربي من البوابة السعودية؟
“تفادياً للانقسام العربي” حسمت سوريا العام الماضي، الجدل حول دعوتها لحضور اجتماعات القمة العربية في الجزائر، وسط انقسام عربي موجود فعلياً على أرض الواقع حيال عودتها لمقعد جامعة الدول العربية الذي جمد منذ بدء الحرب عليها عام 2011 إلى اليوم.
اليوم ومع قرب انعقاد مؤتمر القمة العربية لهذا العام والتي تستضيفه المملكة العربية السعودية، في مايو / أيار المقبل، وفقاً لأحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، عادت التساؤلات لتطرح من جديد حول حضور سوريا للقمة العربية في السعودية، خاصة بعد الحديث عن اقتراب تطبيع الدول العربية معها، والتواصل العربي مع القيادة السورية عقب كارثة الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا في السادس من شباط الماضي، فهل تكون تلك الخطوة بدايةً فعلية لانتهاء الأزمة السورية بقرار وتوافق عربي هذه المرة؟.
سوريا والقمة العربية في السعودية
في هذا الصدد، يرجح متابعون للشأن السياسي والدبلوماسي، عدم اكتمال عوامل البنية السياسية التي تؤدي إلى هذا التقارب “السوري – العربي” إذ ما زال الشرخ قائماً رغم تدني حدة التوتر مع دمشق وكسر طوق العزل الذي فرض عليها عبر علاقات رسمية وغير رسمية تحدث بين الفينة والأخرى، من أبرزها زيارات عالية المستوى بين دمشق وأبو ظبي وتطبيع اقتصادي مع دول عربية وأجنبية.
وبالرغم من ارتهان بعض القرارات العربية ما بين المحاور الأجنبية الإقليمية إيران وتركيا و”إسرائيل” وبين المحاور الدولية، وتخوف العرب من الولايات المتحدة التي لم تعط الضوء الأخضر بعد، إلا أن تطورات لافتة شهدتها العلاقات “السورية – العربية” خلال الفترة الماضية، بدت أكثر وضوحاً مع دول عربية عدّة، من خلال التضامن مع دمشق عُقب الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد، على حين يرى خبراء أن هناك مؤشرات سعوديّة في مسار الانفتاح السياسي مع سوريا بالتزامن مع قرب انعقاد القمة العربية في الرياض، والتي يرجّح البعض حضور دمشق فيها.
في هذا السياق، يقول عبدالقادر عزوز، المستشار في رئاسة مجلس الوزراء السوري، إن “الظروف والمعطيات الإقليمية والدولية تستدعي تجاوز الخلافات” مؤكداً في حديث خاص لموقع “العين الإخبارية” الإماراتي، على ضرورة “تصويب الأوضاع، والبحث في آليات التعاون العربي سواء على المستوى الثنائي، أو متعدد الأطراف”.
ورداً على إمكانية مشاركة سوريا بالقمة العربية المقبلة بالسعودية، قال إن “سوريا ترحب بأي جهد عربي، وأي مبادرة تجاه تصويب الأوضاع، وتفعيل التضامن العربي، ومشاركة دمشق بفاعلية في أنشطة جامعة الدول العربية وأنشطة العمل العربي المشترك”.
ونبه المسؤول السوري إلى أن “دمشق مع أي مبادرة عربية من أي دولة شقيقة لجهة تفعيل عمل عربي مشترك، وإعادة تصويب الأمور من جديد”، ومشاركة سوريا بفاعلية في أعمال جامعة الدول العربية والمشاركة في مؤتمر القمة المقبلة”.
انقسام عربي
وفقاً لخبراء في الشأن السياسي، فقد كثرت المحاور في الجسم العربي، ومن المستغرب والمؤسف أن لكل دولة عربية محاورها الخاصة بحسب ما تقتضيه المصلحة، وهو ما بتنعكس سلباً على القضايا العربية وخاصة الأزمة السورية، التي يتطلب حلها حسب مسؤولين في الجامعة العربية “توافق عربي”.
إزاء ذلك يسارع الأردن إلى إيجاد مبادرة لحل الأزمة السياسية في سوريا بعد أن تلقى نصيباً ضخماً من أعداد اللاجئين عقب اندلاع الأزمة في سوريا.
سعت عمان إلى وضع مبادرتها ضمن جدول أعمال القمة العربية الماضية، في وقت أعلن العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني عن حشد بلاده لدعم دولي وإقليمي باتجاه حل سياسي للأزمة السورية، وقال: “الأردن يريد حلاً يحفظ وحدة سوريا أرضاً وشعباً ويضمن عودة آمنة للاجئين”.
التصريحات السعودية لم تقل نشاطاً وحماساً عن التحركات الأردنية، حيث قال وزير الخارجية السعودي، إن زيادة التواصل مع سوريا قد يمهد الطريق لعودتها إلى جامعة الدول العربية مع تحسن العلاقات بعد عزلة تجاوزت عشر سنوات، لكن من السابق لأوانه في الوقت الحالي مناقشة مثل هذه الخطوة.
وجدد الوزير السعودي التأكيد على أن الإجماع يتزايد في العالم العربي على أن عزل سوريا لا يجدي وأن الحوار مع دمشق ضروري خاصة لمعالجة الوضع الإنساني هناك.
وبرغم ما سبق يبقى مقعد سوريا شاغراً في الجامعة العربية، فهل تستطيع قمة السعودية المقبلة، كسر طوق العزلة عن دمشق، وإعلان عودتها إلى الحضن العربي من البوابة السعودية، أم أن لواشنطن والغرب رأياً مختلفاً؟.
المصدر: وكالات
صفحتنا على فيس بوك – قناة التيليغرام – تويتر twitter