ستة قتلى وعشرات الإصابات إثر تجدد القتال القبلي بالنيل الأزرق السودانية

ستة قتلى وعشرات الإصابات إثر تجدد القتال القبلي بولاية النيل الأزرق السودانية..إضافة إلى موجة نزوح كبيرة.. حيث أفادت مصادر محلية ، السبت، باتساع نطاق القتال القبلي الدائر لليوم الثالث في مناطق الروصيرص، ليصل محطة الدمازين عاصمة الإقليم.
وقال شهود عيان :إن الدمازين عاشت يومًا داميًا السبت، بعد أن انتقلت إليها الاشتباكات القبلية، مشيرين إلى أن المدينة شهدت فوضى عارمة وحرب شوارع استخدم فيها الأسلحة النارية والبيضاء.
و بحسب شهود العيان، فإن عشرات القتلى والجرحى سقطوا جراء هذه الاشتباكات، وسط موجة نزوح واسعة للسكان من مناطق النزاع.
وقال أحد سكان الدمازين لمراسلي وكالات الأنباء ، إن عناصر من القبائل المتصارعة انتشرت في شوارع المدينة، مؤكدًا أنها تمارس عمليات قتل عشوائية لكل من يجدوه ينتمي للإثنية” التي تتقاتل معهم.
وأوضح المواطن، الذي رفض كشف هويته: “ظللت داخل بيتي منذ الأمس، ومعي مجموعة من منسوبي القبائل المتصارعة احتموا بي .. الوضع سيئ للغاية ولا نشعر بالأمان مطلقاً”.
وفيما قال حاكم إقليم النيل الأزرق أحمد العمدة إن حكومته ستبذل ما بوسعها من أجل استتباب الأمن مرة أخرى في المنطقة، أكد أن بلاده بحاجة إلى قوات إضافية لفض النزاع الدائر حاليا بولايته.
ستة قتلى وعشرات الإصابات إثر تجدد القتال القبلي بالنيل الأزرق السودانية
وكان النيل الأزرق فرض حظرا للتجوال في مدينتي الدمازين والروصيرص من السادسة مساء وحتى السادسة صباحا، ومنع التجمعات والمواكب لمدة شهر، ضمن جهود احتواء الصراع القبلي.
وتدور الاشتباكات بين قبيلة الهوسا ومكونات قبلية أخرى في ولاية النيل الأزرق منذ ثلاثة أيام في مدينة الروصيرص.
وتعود أسباب القتال وفق روايات متطابقة، إلى مطالبة قبيلة الهوسا بنظام إدارة أهلية خاصة بها، بينما ترفض مكونات قبلية أخرى يتزعمها البرتي ذلك، مؤكدة أن سلطة الإدارة الاهلية تعطى لأصحاب الأرض وأن الهوسا لا أرض لهم بالمنطقة.
وتحدثت مصادر طبية عن أوضاع حرجة في مستشفيات الدمازين والروصيرص بعد أن وصلها عشرات الجرحى، وسط مخاوف من نفاد الأدوية والمعينات الطبية.
شح الأدوية
وفي بيان صادر عنها السبت، قالت لجنة أطباء السودان المركزية، إن مستشفيي الدمازين والروصيرص يشهدان انعدامًا في المعينات الأساسية والأدوية المنقذة للحياة وأدوية الطوارئ، مشيرة إلى أن الأطباء وعموم الكوادر الصحية يعملون في ظروف معقدة.
ودعت اللجنة وزارة الصحة إلى التدخل العاجل وضرورة فتح جسر جوي مع ولاية النيل الأزرق لتلبية معينات العمل وإجلاء المرضى الذين يحتاجون خدمات طبية متقدمة.
وطالب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بالسودان فولكر بيرتس في بيان صحفي بإجراءات ملموسة للسير نحو تعايش سلمي، داعيا إلى وقف الأعمال الانتقامية.
ولفترة طويلة، ظلت النيل الأزرق الولاية السودانية الوحيدة التي لم تُكو بنيران الصراعات القبلية؛ فهي لم تسجل أي نزاع قبلي خلال المدى القريب نظرا للتماسك الاجتماعي فيها والمشتركات بين الإثنيات التي تقطنها.
لكن بعد خروج “النيل الأزرق” من حرب أهلية طويلة بين الحكومة والتمرد بفضل اتفاق جوبا للسلام في السودان، باتت مهددة بفيروس الصراعات القبلية، وسط مساع لاحتواء هذه الأحداث.
وكانت السلطات السودانية أعلنت الجمعة، سقوط 31 ضحية وإصابة 39 آخرين في اشتباكات بولاية النيل الأزرق جنوب شرقي البلاد، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء السودانية “سونا”.
وذكرت الوكالة أن “قوة من الشرطة بإسناد من القوات المسلحة والدعم السريع، تمكنت من السيطرة على الاقتتال وضبط بعض المشتبه بهم، وأن الأحداث في مدن قيسان، وأمورا، وبكوري، وأم درفا، والروصيرص قنيص، نتج عنها وفاة 31 شخصاً و39 جريحاً وإتلاف 16 محلاً تجارياً”.
و دعت لجان المقاومة في عدد من مناطق الإقليم إلى تحكيم صوت العقل ووقف النزاع القبلي، متهمة القوات النظامية بالتقصير في السيطرة على الاحداث، ومنح اتفاق سلام جوبا الحكم الذاتي لإقليم النيل الأزرق، من دون المساس بوحدة السودان.
المصدر: وكالات