إضاءاتالعناوين الرئيسية

زمن ما بعد المفارقة! .. أحمد علي هلال

زمن ما بعد المفارقة! .. أحمد علي هلال

على الأرجح أن سمة حياتنا المعاصرة، الأبرز هي المفارقة…
نحن الآن في زمن ما بعد المفارقة، التي تعيد تشكيل ذاتها غير مرة بعيداً أو قريباً من إرث شكسبيري ينوس بين حدين الملهاة أو المأساة، فهل استنفدت –المفارقة- أدواتها لتصبح شيئاً عادياً أو كتلة ما تدفع سديماً غامضاً؟
لذلك التجليات أكثر من أن تحصى، يكفي أن تعيشها فحسب حتى تدرك المفارقة بأي نكهة ستأتي، ومعها ستدرك ما انطوى عليه العصر الرقمي بتحدياته الهائلة على غير مستوى، لا سيما الإبداع اتصالاً أو انفصالاً بثورة معلوماتية هائلة اجتاحت العالم وصيرت أكوانه إلى جزر معزولة، ربما لم يعد العالم كما قيل قرية واحدة، وأبعد مما يعتقد البعض «بموت الكتابة أو موت القراءة».

يمكن القول ان مستقبل الكتابة أصبح من التحدي بمكان فمن المفارقة وأدبياتها، إن جاز التعبير، أُشيع منذ زمن أن الحواسيب إذا لُقّمت بأحرف مختارة من معجم بوسعها أن تكتب قصيدة، فما بالك أيها القارئ إن كتبت هذه الأجهزة العجيبة قصيدة ما، ترى كيف ستخمن شعورها وحساسيتها وخيالها، وأنت مازلت تفترض أو تضارع «موت الخيال»، وماذا عن الرواية أو المسرحية أو الأغنية، وسوى ذلك كثير؟

زمن ما بعد المفارقة!
سيتحول المرء إلى متفرج فحسب في مواجهة ذكاء الآلة وقدرتها على الاختراق، فالعالم «الما بعد حداثي»، تجاوز ارهاصات كثيرة ليس أقلها غزو المريخ، أو اعادة الاعتبار لجاليليو الذي افترض يوماً أن الشمس هي محور الكون وليست الأرض، وعوقب بما يكفي لتعود فرضيته بأشكال مختلفة، أبعد من قابليتها للتصديق إلى فرضية الإنسان ذاته، الذي يكابد حياة افتراضية من أجل أن يعبرها بسلام، ويستنبت من الكتابة جيناتها وسلالاتها في «مدارياته الحزينة» والقلقة، تطيراً إلى فرح افتراضي بمعنى ما!.

.

*كاتب وناقد فلسطيني- سوريا

-لمتابعتنا على فيسبوك: https://www.facebook.com/alwasatmidlinenews

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى