رشا الشوفي: الموهبة دونما صدق وإحساس لن تصل إلى المتلقي

|| Midline-news || – الوسط …
روعة يونس
.
هل الحياة ثنائيات فقط؟!
خير وشر، حب وكره، كرم وبخل، قلب وعقل… أم أنها بكل الألوان؟
الاطلاع على لوحات الفنانة الشابة رشا الشوفي يقدم إجابة مقنعة. فالحياة التي تضم في عطفاتها كل شيء وكل لون، يمكن للفنان أن يحوّل عتمتها إلى نور. ويبدد الظلام بالضوء.
هذا ما تقوله لوحات الشوفي، التي تتميز أصلاً بصوت جميل وهي تمارس هواية الغناء وتتألق في الفعاليات الثقافية الفنية. وهو لون من قوس قزح مواهبها.. لكننا هنا نرصد فنون الرسم بالأبيض والأسود لديها.
.
.
يتصف الفن الذي تقدمه الشوفي بالذكاء. واستخدامها في معظم لوحاتها لـ اللونين الأسود والأبيض، لا يأتي من قبيل الاختبار والتجريب. بل لتمرير رأي فني، وفكرة إنسانية.
فالأسود حين يمدّ أجنحته في معظم فضاء لوحتها، لأنها تتقصد أن يحلّق الأسود. كما في “بورتريه” تغيب فيها الملامح. في دعوة من الشوفي للمتلقي كي يشاركها الاحتمال وتخيل ملامح صاحب البورتريه، وتكريس بُعد إنساني يخص العالم كله. لذا لا يعرف المتلقي جنس وجنسية شخصية البورتريه. وعليه التخمين من خلال الأسود، هل الشخصية حزينة أم سعيدة أم متألمة أم منتصرة أم مريضة أم طموحة أم قاسية أم لطيفة؟
.
.
كذلك، لا يشعّ الأبيض مجاناً من لوحة الشوفي! إذ له دوره الفعال في نشر الضوء.. والضوء لا يتمثل فقط باللون. بل بالفكرة، ففي لوحة العازف المستوحاة من صورة لعازف البيانو، تتقدم فكرة أن الموسيقا ضوء وإشعاع ورقي وإبداع، بحيث يبسط الأبيض (الذي يمثل الموسيقا) حضوره في كامل اللوحة، دحراً للأسود الذي قد يكون هنا رمزاً للنشاز..
وفي العديد من لوحاتها يشعر المتلقي بالذهول أمام أنيقة الخط التي تنشر خطوط لوحاتها كما تنشر الشمس أشعتها.. إذ تقوم لوحة كاملة على مجرد خط يمتد بأنامل رشا من بداية المساحة إلى نهايتها.. وأقول مساحة، لأن لوحتها ذات حين: أرض.
.
.
“الوسط” التقت بالشوفي، التي يمكن اعتبارها نجمة فنون الظل والخيال “Silhouette” وهي لعبتها الأحب- إن صحت مفردة لعبتها!
وقفنا معها أمام تقنيات تستخدمها للتعبير عن حالتها الفنية.. لكنها بداية ربطت الفن بمناقب مهمة.
تقول: “حين يكون الكذب موجود لدى الفنان رسام كان أو مطرب أو عازف أو ممثل أو شاعر أو كاتب أو… يكون مثلبة مقززة وليس مجرد صفة! وفي هذه الحالة فإن الكذب يترافق مع قلة الإحساس المفترض أن يكون أكثر منقبة تميزه. لهذا أرى أن الموهبة دونما صدق وإحساس لن تصل إلى المتلقي، وأكثر من ذلك ستبعد المتلقي عن صاحبها”.
.
.
تستخدم الشوفي مجموعة مواد تنفذ من خلالها تثنيات الرسم التي تعتمدها، تقول في ذلك:
“أستخدم مجموعة مواد تختلف عن مواد اللوحات الزيتية، مثل (أحبار وقلم حبر وطبشور وفحم أبيض وكانسون وكرتون أسود وأبيض). وبالطبع أستخدم مواد لاصقة للحفاظ على هيئة اللوحات. وحالياً معظم اللوحات هي بقياس 30×35 وأنجزتها في العامين 2020- 2021”.
.
.
لفتت الشوفي إلى أمر مهم، حيث لا تقتصر فنونها على نمط “الظل” إذ قدمت خلال السنوات الماضية -وماتزال- العديد من اللوحات (بالألوان) أو التي يداخلها اللون في الكتل أو أطراف اللوحة. ولا تقتصر لوحاتها على البورتريه والإنسان، بل أيضاً تشمل الجماد والحيوان والطبيعة والعواصف، حيث تقيم حوارات معهم عبر المواد الخام، أو -كما تقول- تمرر فكرتها ورسالتها من خلالهم.
إنما، لاشك لدى فنانتنا ولدينا الكثير للتعبير عنه.. لكن فرصة اللقاء كانت خلال فعالية فنية حرمتنا من الاسترسال في الحديث.. لكن “الوسط” تتابع جميع الفنانين وتهتم لنشر إبداعاتهم. وفي القادم من الأيام ستكون لنا وقفة أطول خلال فعالية أو معرض أو تجربة تخوضها رشا الشوفي.