د.محمد عامر المارديني … يحلق بجمهور محاضرته إلى فضاءات العلم والأدب

د.محمد عامر المارديني … يحلق بجمهور محاضرته إلى فضاءات العلم والأدب
منذ نحو ثلاثة أعوام، شكّل حضور د.محمد عامر المارديني، في عالم الأدب، مفاجأة سارّة للساحة الثقافية، خاصة أن أدبه (قصص ومقالات وكتب علمية وروايات) أعاد لينبوع الكتابة الساخرة؛ الجاف، جريانه.
جريان بماء عذب مكرر غير متكرر. فتفرّد بلونه الساخر الساحر، واستقطب إلى جانب القراء، العديد من مراكز الثقافة والعلم، التي خطبت ودّ إبداعه في الكتابة والرأي والفكرة والفكر.
لذا، بعيداً -نوعاً ما- عن الأدب الساخر الذي تميزت به تجربته، حلّق بالأمس د.محمد عامر المارديني بجمهور محاضرته إلى فضاءات العلم والأدب، التي استضافها المركز العربي الثقافي- أبو رمانة، بدعوة من “جمعية أصدقاء دمشق”، واختير للمحاضرة عنوان جاذب ومعبر عن أجوائها “رحلة بين العلم والأدب”. وسط حضور لوجوه ثقافية وعلمية وأكاديمية، وباقة من الإعلاميين وروّاد المركز.
.

ارتكز قوام محاضرة الأستاذ الدكتور محمد عامر المارديني؛ على تجارب رواد وكتّاب جمعوا المجد من طرفيه “العلم والأدب”. وقدّم لها عناية الأستاذ مازن حمور. وتحدث خلالها المارديني؛ عن حالات وتجارب لأدباء يعملون أساساً في مجالات الطب والعلوم التطبيقية مثل الكاتب عبد السلام العجيلي من سوريا، وعالمياً الطبيب تشيخوف الذي ذاع صيته، وارتبط اسمه بأبرز الشخصيات الأدبية في العالم كله، وأسماء أخرى لمعت في المجالين معاً.
كما وضّحت المحاضرة عبر شرائح فيلمية تقدمتها مقولة الشاعر معروف الرصافي “أدب العلم وعلم الأدب … شرف النفس ونفس الشرف”، كيف يخاطب الأدب العاطفة، والعلم يخاطب العقل.. ناهيك عن نظرة كل منهما للمرأة، وعن محاكاة ومحاكمة الأمور بطريقة مختلفة بينهما.
.

ولا يخفى على القارئ أن د.محمد عامر المارديني؛ هو في أعلى قائمة الأطباء والعلماء الأدباء المعاصرين، بوصفه دكتوراً في الصيدلة وأستاذاً جامعياً ورئيس جامعة علمية، وكذلك هو أديب شهير دخل عالم الأدب عبر مجموعات قصصية كانت كالكنوز المخبوءة. لذا شكّلت المحاضرة رحلة حقيقية بين العلم والأدب، كون المارديني قطع مراحل طويلة في المراتب الأكاديمية التعليمية والرسمية. ما جعله على تماس مباشر بالأدب والعلم معاً.
.