العناوين الرئيسيةحرف و لون

حين خطفتُ الشّعر .. رماح بوبو

لوحة: اسماعيل نصرة

|| Midline-news || – الوسط
.

قلت سأصطاده
أعرف مسكنه في الزقاق النّاحل
بين سروة البكاء و عاصفة الغضب
أعرف طبعه
يمشي متكئا على مايراه
ناسياً تمتماته على شفتيه
والنحلة بين حاجبيه
أعرف قميصه المشجّر
وتعرّق كفيه أمام الجمال
و كل عاداته اعرفها
كيف يأكل أصابعهٍ
ينام بنصف إغماضة
ويصعد في الليل سراً
إلى القمر القريب
و…..
كمنت له
خطفته
و حضنته
الطّفلُ الطويلُ ابو
الغمازتين سكرتين
والمشية العرجاء اللذيذة
تقصّف تحت أصابعي كغلاف أغنية في قطار
وبكى
مايبكيك يا زهرة الثلج انت
ويا ارتشاح موسيقا العتب؟
قال
سرق الأشرار دمعتي
وكاد يضيع من دمي السؤال
لست محارباً
لكنهم ناولوني سيف “عنترة”
فكدت
أفقأ عين الإله .
-وماذا فعل !؟
فقط ابتسمَ ،
فتصافينا
وأمام جوقة الأكوان -وقد وقف على رؤوسها الطير-
تزاجلنا معبوداً لعابد !.
قلت
أولِم لي نورك و فتنة الهمس
فتردد
وحيياً مال بعنقه واعتذر
لا أفتُّ المجد على نوافذ مجدليات المجاز
أنا أصلاً لا أقرأ
حواسي
كل دروبي الى طاحونتي وحدي
فلا تفرشي لي بسط نخلتك
وتأملي الرَطب .
تململت حزناً او شغفاً
مسّني مايمسُّ النّائم في رذاذ الكوابيس من فرحٍ قصيرٍ
وكي اكحِّل عين خيبتي قلت
إذا لك الأسئلة
ولي محاولة الجواب ،
ف..انهمَر
-هل الليل زوج الرّيح حقاً ؟
-هل أنجبا ودياناً و سبع شموس ؟
-هل قاطفات الغنج حوريات ؟
– أين أبحر أبولو بحبيباته الميوزات الملهمات ؟.
ورحتُ أعلو في الغياب
في كل التفاتةٍ منه يأخذني دواراً
تسكنني رائحة الهيل
يشفُّ جسدي كنسيم من رغوة الصابون
وصوتي يصير فراتاً حزيناً
ناداني لأفتح النوافذ
ففتحت !
حمّلني حيرته كبائع توابل غريب
ورحل
كوحش بهيٍّ في الأحراش رحل
يداه تنبشان شقوق الوقت
وعلى عصاه صرّة نظرات كسيرات!
ولوّحت له
صرتُ نافذةً و صار مدار
هو غيمٌ
هو امتدادٌ في سُبحة النوم
ورق الخسّ في الظهيرة
وفستق الغفلة !
و رحت كرِق الوصايا أتبع صداه
فهو الشّرهُ النبيلُ
يبتلع الكون بلقمةٍ
ثم
في بحيرة دمك
يرمي
نواه
و يمضي
ساهماً دون أن يلتفت إلى
دوائر فضحتك.
دون
أن
يدري
ما فعلت

يداه !
.

*شاعرة من سورية
*(اللوحة للفنان التشكيلي اسماعيل نصرة- سورية)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى