حوارات الأزمات في سويسرا .. نفاقٌ وإنفاق !
فراس المارديني – موسكو ..
|| Midline-news || – الوسط ..
الاجتماعات حول أزمات العالم من سوريا إلى اليمن إلى أوكرانيا إلى البحرين ، لا تغيب عن المدن السويسرية كجنيف ولوزان بين الفينة والأخرى ، حتى لا يكاد يمضي شهر دون أن يحدث اجتماعاً خاصاً للبحث في آخر التطورات ، وعند كل اجتماع يتبادر إلى ذهني تساؤل حول الأسباب الخفية لعقد هذه الاجتماعات ، ولماذا في تلك المدن الواقعة في الكانتون الفرنسي من سويسرا ؟ ، لماذا لا تعقد في العاصمة السويسرية بيرن أو بازل على سبيل المثال؟
آخر تلك الاجتماعات عقد مساء السبت الخامس عشر من أكتوبر شاركت فيه وفودٌ من روسيا برئاسة وزير الخارجية سيرغي لافروف ، وامريكا برئاسة وزير الخارجية جون كيري ، وسبع دول أخرى عربية وإقليمية ممثلة بوزراء خارجياتها ، وعدد كبير من الصحفيين .
بلغ عدد المشاركين قرابة الألف شخص ، ما بين دبلوماسيين ومساعدين ومسؤولين وصحفيين ، وبالنظر إلى نتائج هذا الاجتماع والذي انتهى طون أية نتائج تذكر ، والذي كان بالإمكان أيضاً بحث ما تطرق إليه من مواضيع عمومية عبر الهاتف كما يجري عادةً بين كيري ولافروف ، علما أن اجتماعاً آخر حصل في لندن وبمشاركة وفود أخرى أوروبية لبحث ذات الملف .
السؤال الهام محوره اجتماع لوزان .. لماذا حدث وماذا في خلفياته ؟ إذا نظرنا إلى المسألة بعين مغايرة لنظرة الصحفي أو السياسي ، نعرف أن غالبية تلك الوفود والمشاركين والمنظمين و ..الخ وعلى اختلاف مستواياتهم بحاجة لوسائل الراحة والتخديم من مطاعم وسيارات نقل وفنادق وحراسة ، وإذا علمنا أن جميع تلك النفقات في بلد مثل سويسرا ، ستكون مدفوعة الأجر وعلى حساب الوفود المشاركة في بلد يعتبر من أغلى دول العالم على الإطلاق ، وخاصة في تلك المقاطعه ، عندها نستنتج مدى أهمية إقامة مثل تلك الإجتماعات واللقاءات ، نظرا للمبالغ الضخمة التي تدخل إلى حسابات القطاعات الخدمية في سويسرا وكم الضرائب اللتي تجنيها ، عدا عن الملايين التي تذهب إلى الأمم المتحدة كون لها النصيب الأكبر من تلك الضرائب ونسبة من العائدات لتمويل صندوق الأمم المتحدة .
فعلى سبيل المثال نورد المقاربة التالية ، سندويشه شاورما مع عبوة كولا تساوي 15 دولار ، وتذكرة ركوب الباص تقريبا 5 دولار ، وفنادق الدرجة الثانية ابتداءاً من 150 دولار للشخص الواحد ، ومن هذه المقاربة البسيطة يمكن أن نتخيل مدى إنفاق الوفود الرسمية على خدمات الدرجات الخاصة بالشخصيات الهامة ، ونسبة الأمم المتحدة منها .
وعطفاً على ذلك يمكن التشديد على ضرورة عدم الاستغراب من استمرارية عقد هذه المؤتمرات والاجتماعات ، فربما أصبحت وسيلة أخرى للمتجارة بالازمة السورية ،
وفي دليل آخر ، مؤتمر جنيف2 الخاص بالأزمة السورية ، والذي عقد بمشاركة 32 وزير خارجية دولة ، وقرابة 1700 صحفي ، تم نقله بأكمله إلى مدينة مونتروا والتي تبعد حوالي ساعة من الزمن عن جنيف بسبب تعارضه مع توقيت معرض الساعات الدولي ، ما فسر آنذاك بأن معرض الساعات أكثر أهمية ومدخولاً من مؤتمر السلام الخاص بالأزمة السورية ..
لكم أن تتخيلوا حجم الإنفاق على مأساة تلك البلاد ، عوضاً عن وضع تلك الأموال في خدمة جهد حقيقي لإنهاء معاناة ملايين اللاجئين والنازحين ممن يعانون اوضاعا إنسانية مآساوية .