حواءات التفاح نصوص ناعمة.. لكنها تهدد بجهنم !
لمى الحسنية تقطف تفاح الشعر بيد ثابتة وعين ثالثة
حواءات التفاح نصوص ناعمة، كما يقول العنوان.. إنما رغم حلاوتها هي لاسعة، نعومتها لا تعني سوى قوة. ضمّها كتاب شعر قطفته الفنانة الفوتوغرافية الشاعرة السورية لمى الحسنية، وصدر قبل فترة عن “الهيئة المصرية العامة للكتاب” ضمن سلسلتها الشهرية “الإبداع العربي” التي تُعنى بإبداع الكتّاب العرب غير المصريين.. وهو الأول لها.
سيجد القارىء في حواءات التفاح نصوص ناعمة، هذا صحيح.. لكن نحذّر من يقرأ الكتاب الذي اختارت له الحسنية عنواناً لافتاً؛ وهو “حوارات التفاح” ألاّ يلسع أصابعه بما تركته الشاعرة من “جهنم صغيرة” أهدتها بطلة النص إلى حبيبها. وتستدرجه -على قول أحد الأدباء النقاد “إلى حفلة شعر يصطلي فيها بلهيبه” كما اصطلى الحبيب!
تقول في “هديتي لك”:
هديتي لكَ جهنَّمُ صغيرة
تتَّسِع فقط لقلبَيْنا المشتعلينن
أنا بفتيل الحبِّ، وأنتَ بالنظر إليه..
**
وقبل الذهاب للنَّوم
أناولك عودَ ثقابي الوحيد المتبقِّي لتُشعِلَ به فتيل قلبي..
**
لكنَّكَ أكثرُ حِرصا على الفتيل المشتَعِل منه على قلبي المحترق..
بذا، تقدّم لنا لمى الحسنية تجربتها الشعرية الأولى تحت عنوان رئيس دلالته واضحة في إسقاط حكاية حواء والتفاحة! وغلافه الرائع الحامل لتوقيع الفنانة التشكيلية المبدعة د.فاطمة اسبر. لغةً نثرية-شعرية؛ مختلفة ومتفردة ويصعب التقاطها، فالنثر صعب، وكل الذين أجادوا به -رغم قلتهم- وجدوا أنه يتطلب تقنيات ذكية وأساليب متطورة ولغة مختلفة وأفكار مبتكرة، فلقصيدة النثر (المتحدة بالشعر من خلال بعض الأوزان والقوافي) إيقاعها الخاص وموسيقاها الداخلية، التي تعتمد على تلاحق المفردات وجودتها وجدتها، والصور والشعرية وسحرها. وهذا ما أدركته الحسنية التي قضت زمناً في عالم التصوير الفوتوغرافي، وأقامت أكثر من معرض، ما دعاها أن تلتقط لنا النصوص بيد ثابتة كما التقطت لنا الصور من قبل بعين ثالثة صائبة. فمنذ النص الأول تصحبنا بجرأة إلى عوالمها الملونة وفضاءاتها الواسعة.. فنمضي معها إلى نصوصها نتعرف على حواءاتها، ومنها:
(أبواب المدينة الأخرى، الحب كائن برمائي، لا شيء يجمعنا، ضجيج السكون، قبلة السماء، سراديب القلب، أنا امرأة السراب، رقصة الإلهام، مخاض حب، نارنجة فضائلك). مع تضمينها لتقنية جديدة تتصل في تركيبة العناوين.
ما يجدر توضيحه هنا، أننا الآن أمام شاعرة وجدت في “الشعر” هذا النوع الإبداعي فرصة لتُخرج إلينا صورها ومشاعرها ورؤاها؛ كتابةً، بعد أن كانت تُدخل علينا صوراً التقطتها كاميرتها.. أي أن الساحة الثقافية كسبت صاحبة تجربة ثنائية، تملك قلباً يُصدّر الشعر ويُدخل إليه الصور.
*روعة يونس
.
-لمتابعتنا على فيسبوك: https://www.facebook.com/alwasatmidlinenews