اقتصادالعناوين الرئيسية

حلول ترقيعية وانهيار جديد.. الليرة اللبنانية تحت رحمة المضاربين

سجلت الليرة اللبنانية في الساعات الأخيرة انهياراً جديداً أمام الدولار الأميركي، لتلامس مستوى 96 الف ليرة للدولار الواحد في السوق السوداء، وذلك بعدما شهدت البلاد العديد من القرارات والمواقف التي عززت هذا المسار.

فقد أعلنت جمعية مصارف لبنان العودة إلى الاضراب المفتوح اعتباراً من صباح الثلاثاء 14 مارس، فيما أعلن المرصد الأوروبي للنزاهة في لبنان، أن قاضية فرنسية ستصل إلى البلاد في الساعات القليلة المقبلة، لاستجواب حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، في الاتهام الموجه ضده بجرائم الاختلاس وتبييض الأموال والتزوير والإثراء غير المشروع.

ويأتي قرار عودة المصارف اللبنانية الى إضرابها المفتوح، بعد إصدار أحد القضاة في بيروت قراراً يقضي بأن يدفع بنك “ميد” مبلغ 210 آلاف دولار نقداً، لأحد مودعيه، تحت طائلة ختم المصرف بالشمع الأحمر، وهو القرار الذي رأت فيه جمعية مصارف لبنان أنه تعسفي.

ويقول الأمين العام لجمعية مصارف لبنان الدكتور فادي خلف، في حديث لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، إن عودة المصارف للإضراب سببه الأساسي “ازدواجية المعايير”، وبعض الخلل بتصرفات السلطة القضائية، حيث لا يمكن إلزام المصارف بقبول تسديد المقترضين لأقساطهم الدولارية، عبر شيك مصرفي أو بالليرة اللبنانية، حسب سعر صرف 1500 ليرة للدولار الواحد، في حين يتم إلزام المصارف من خلال أحكام قضائية، بتسديد الودائع للزبائن بالعملة الأجنبية نقداً.

وأشار إلى أن الوعود التي أُعطيت بتصحيح الوضع، والتي دفعت المصارف إلى تعليق إضرابها السابق، تبين أنها لم تؤخذ بعين الاعتبار، مع صدور قرارات قضائية جديدة تثبت عكس ذلك.

المصارف تحت القانون

وشدد خلف على أن المصارف اللبنانية تحت القانون، وهي تأمل تصحيح الخلل الحاصل لناحية “ازدواجية المعايير”، مشيرا إلى أنه في حال لم يتم التجاوب مع هذا المطلب، سيبنى على الشيء مقتضاه في حينه.

من جهتها تقول الصحفية المختصة بالشأن الاقتصادي سابين عويس في حديث لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، إن سعر صرف الدولار الأميركي مقابل الليرة اللبنانية في السوق السوداء، بات متفلت من أي ضوابط وخارج عن السيطرة، ولا يمكن وضع سقف له، مشيرة الى أن أكبر دليل على ذلك، هو ما حصل اليوم مع تسجيل العملة اللبنانية هبوطاً دراماتيكياً لمستوى يفوق الـ 96 ألف ليرة للدولار الواحد.

وترى عويس أن انهيار الليرة اللبنانية، ناتج في جزء أساسي منه عن قرار سياسي، يقضي باستغلال أي مناسبة للضغط على العملة عبر عمليات المضاربة في السوق السوداء وتهريب الدولارات للخارج، وبالتالي فإن سعر العملة اللبنانية بات غير مبني على عوامل علمية، مشيرة إلى أن تأثر سعر الصرف سلباً بقرار إغلاق المصارف سيكون طفيفاً، بسبب توقف عمليات بيع الدولار للمواطنين في المصارف عبر منصة “صيرفة” التابعة لمصرف لبنان.

منصة البنك المركزي تتبع السوق السوداء

وأكدت عويس أنه في حال تراجعت المصارف اللبنانية عن إضرابها، وعادت منصة “صيرفة” للعمل، فإن ذلك لن يؤثر إيجاباً على اتجاه العملة اللبنانية، وهو أمر حصل في السابق حيث تبين أن المنصة باتت تتبع السعر في السوق السوداء، وذلك مع عدم قدرة إجراءات مصرف لبنان على إحداث أي تدخل فاعل في السوق سوى لساعات معدودة، مجددة تأكيدها على أن سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية أصبح بلا سقف، وأن التراجع الذي سجلته العملة اللبنانية في الساعات الأخيرة لن يكون الأخير.

وختمت عويس حديثها بالإشارة الى أنه بات واضحاً أن المسار القضائي سلك طريقه بالنسبة لحاكم مصرف لبنان، حيث لن يتم التجديد له عند انتهاء ولايته في الصيف المقبل.

حلول ترقيعية وانقسام سياسي

من جهة أخرى يقول مصدر مقرّب من مصرف لبنان في حديث لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، إن الانهيار الأخير للعملة اللبنانية يأتي نتيجة استغلال المضاربين في السوق السوداء، لأي حدث سلبي على الساحة، كإقفال المصارف لأبوابها، وكل ما هو جديد في مسار الدعاوى ضد حاكم مصرف لبنان.

ويضيف المصدر أن الذي يحصل اليوم في القطاع المصرفي اللبناني، هو جزء لا يتجزأ من الذي يحدث في البلد ككل، وبالتالي فإن الأزمة التي اندلعت في 17 أكتوبر 2019، لم تكن لها معالجات حقيقية حتى الساعة، مشيراً إلى أن المحادثات مع صندوق النقد الدولي، لم تصل الى نتيجة وبالتالي لم يتم التوصل الى حلول جذرية، بل بالعكس تم الاعتماد على معالجات ترقيعية للوضع، وذلك نتيجة الانقسام الحاد بالطبقة السياسية، الذي يؤدي إلى عدم إجماع على حل واحد.

وشدد المصدر على أن كل يوم يمر على لبنان وهو بهذه الحال، يسهم في جعل الأزمة أكبر وأكبر، فاستمرار الوضع المصرفي في البلاد على هذه الحال، سيزيد الأمور سوءاً، حيث ينعكس هذا الأمر سلباً على المودعين الذي يعتبرون أكبر المتضررين، مشيرا إلى أن الحل للأزمة يبدأ من السياسية، وهو غير متوفر حالياً، حيث أن ما يحصل بين القضاء والمصارف، هو جزء فقط من الأحداث، فلبنان بحاجة إلى انتظام العمل السياسي، كي يعود الوضع العام في البلاد إلى طبيعته.

المصدر: سكاي نيوز عربية

صفحتنا على فيس بو  قناة التيليغرام  تويتر twitter

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
أهم الأخبار ..
بعد 3 سنوات من اختطافه.. جائزة فولتير تذهب لكاتب عراقي موسكو: الرئيسان الروسي والصيني قررا تحديد الخطوط الاستراتيجية لتعزيز التعاون الجمهوري رون ديسانتيس يعلن ترشحه للرئاسة الأميركية للعام 2024 الأربعاء البيت الأبيض يستبعد اللجوء إلى الدستور لتجاوز أزمة سقف الدين قصف متفرق مع تراجع حدة المعارك في السودان بعد سريان الهدنة محكمة تونسية تسقط دعوى ضدّ طالبين انتقدا الشرطة في أغنية ساخرة موسكو تعترض طائرتين حربيتين أميركيتين فوق البلطيق قرار فرنسي مطلع تموز بشأن قانونية حجز أملاك حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بطولة إسبانيا.. ريال سوسييداد يقترب من العودة إلى دوري الأبطال بعد 10 سنوات نحو مئة نائب أوروبي ومشرع أميركي يدعون لسحب تعيين رئيس كوب28 بولندا تشرع في تدريب الطيارين الأوكرانيين على مقاتلات إف-16 ألمانيا تصدر مذكرة توقيف بحق حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة الانتخابات الرئاسية التركية.. سنان أوغان يعلن تأييد أردوغان في الدورة الثانية أوكرانيا: زيلينسكي يؤكد خسارة باخموت ويقول "لم يتبق شيء" الرئيس الأميركي جو بايدن يعلن من اليابان عن حزمة أسلحة أميركية جديدة وذخائر إلى كييف طرفا الصراع في السودان يتفقان على هدنة لأسبوع قابلة للتمديد قائد فاغنر يعلن السيطرة على باخموت وأوكرانيا تؤكد استمرار المعارك اختتام أعمال القمة العربية باعتماد بيان جدة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الجامعة العربية لتمارس دورها التاريخي في مختلف القضايا العربية رئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيله: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي معتبرين ذلك خطوة هامة نحو تعزيز التعاون العربي المشترك، ونثمن الجهود العربية التي بذلت بهذا الخصوص الرئيس الأسد: أشكر خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد على الدور الكبير الذي قامت به السعودية وجهودها المكثفة التي بذلتها لتعزيز المصالحة في منطقتنا ولنجاح هذه القمة الرئيس الأسد: أتوجه بالشكر العميق لرؤساء الوفود الذين رحبوا بوجودنا في القمة وعودة سورية إلى الجامعة العربية الرئيس الأسد: العناوين كثيرة لا تتسع لها كلمات ولا تكفيها قمم، لا تبدأ عند جرائم الكيان الصهيوني المنبوذ عربياً ضد الشعب الفلسطيني المقاوم ولا تنتهي عند الخطر العثماني ولا تنفصل عن تحدي التنمية كأولوية قصوى لمجتمعاتنا النامية، هنا يأتي دور الجامعة العربية لمناقشة القضايا المختلفة ومعالجتها شرط تطوير منظومة عملها الرئيس الأسد: علينا أن نبحث عن العناوين الكبرى التي تهدد مستقبلنا وتنتج أزماتنا كي لا نغرق ونغرق الأجيال القادمة بمعالجة النتائج لا الأسباب الرئيس الأسد: من أين يبدأ المرء حديثه والأخطار لم تعد محدقة بل محققة، يبدأ من الأمل الدافع للإنجاز والعمل السيد الرئيس بشار الأسد يلقي كلمة سورية في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة الرئيس سعيد: نحمد الله على عودة الجمهورية العربية السورية إلى جامعة الدول العربية بعد أن تم إحباط المؤامرات التي تهدف إلى تقسيمها وتفتيتها الرئيس التونسي قيس سعيد: أشقاؤنا في فلسطين يقدمون كل يوم جحافل الشهداء والجرحى للتحرر من نير الاحتلال الصهيوني البغيض، فضلاً عن آلاف اللاجئين الذين لا يزالون يعيشون في المخيمات، وآن للإنسانية جمعاء أن تضع حداً لهذه المظلمة الرئيس الغزواني: أشيد بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي آملاً لها أن تستعيد دورها المحوري والتاريخي في تعزيز العمل العربي المشترك، كما أرحب بأخي صاحب الفخامة الرئيس بشار الأسد الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني: ما يشهده العالم من أزمات ومتغيرات يؤكد الحاجة الماسة إلى رص الصفوف وتجاوز الخلافات وتقوية العمل العربي المشترك