حزب الله يصدر بياناً موجهاً إلى فرنسا

دعا حزب الله اللبناني، باريس إلى معاقبة القيمين على مجلة “شارلي إيبدو” بعد نشرها رسوم كاريكاتورية اعتبرتها إيران مهينة للمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي.
وقال حزب الله في بيان “ندين وبشدة العمل القبيح الذي أقدمت عليه هذه المجلة المشؤومة”، داعياً الحكومة الفرنسية إلى “اتخاذ الإجراءات الحاسمة لمعاقبة القائمين على هذا العمل بسبب اعتدائهم على مقدسات وكرامات أمّة بكاملها”.
وأضاف “يجب على الحكومة الفرنسية أن تفصل بين نزاعها السياسي مع إيران وبين السماح لمجلات وقحة كشارلي إيبدو من النيل من مقدسات وكرامات المسلمين ومقاماتهم ورموزهم، وأن لا تكون شريكة في هذه الإساءة إليهم”.
من جهتها، أدانت حركة المجاهدين الفلسطينية “الإساءة الفرنسية لأحد رموز الأمة ونعتبرها استهدافاً متجدداً للأمة بكافة مكوناتها”، معتبرة أن “إصرار فرنسا على الاساءة المتعمدة للإسلام ومعتقداته ورموزه يعبر عن مدى الكذب والزيف الذي تعيشه الديمقراطية الغربية التي تشن الحروب والحملات عندما يتعلق الأمر بمصالحها ورموزها”، وطالبت الحركة فرنسا بـ “التوقف عن مهاجمة الأمة ومحاسبة المسؤولين، فالتمادي في العداء للأمة سيجلب لها مزيداً من الكراهية”.
ونشرت المجلة الأربعاء الماضي رسوماً كاريكاتورية لخامنئي، في إطار مسابقة أقامتها دعماً للاحتجاجات التي تشهدها إيران منذ 16 سبتمبر/ أيلول في أعقاب وفاة الشابة مهسا أميني.
ولقيت الرسوم انتقادات لاذعة من طهران التي اعتبرتها “عملاً مهيناً وغير لائق”، وأعلنت الخارجية الإيرانية الخميس إغلاق المعهد الفرنسي للبحوث في طهران، وذلك كخطوة “أولى” في سياق الرد على نشر الرسوم.
من جانب آخر أكد المرشد الايراني آية الله علي خامنئي أن أعمال الشغب الأخيرة في إيران ليس هدفها الإصلاح، مشيراً إلى أن، “كل من شارك في أحداث الشغب، هدفه ليس الإصلاح وإزالة نقاط ضعف البلاد”، وقال خامنئي، خلال استقباله وجهاء ونخب مدينة قم: “إن هؤلاء أرادوا تدمير نقاط القوة التي تتمتع بها إيران”، مضيفاً: “هذه الأعمال خيانة واضحة للبلد وعلى الأجهزة المعنية أن تتعامل بحزم مع كل من مارسها”، حسب وكالة الأنباء الإيرانية- إرنا.
وأكد خامنئي أن أعمال الشغب في إيران ليس هدفها الإصلاح وقال: “نعاني من مشكلات اقتصادية ومعيشية، لكن هذه المشكلات لا يمكن حلها عن طريق أعمال الشغب، خلال الاضطرابات حاول العدو تدمير قوتنا وليس نقاط ضعفنا، وعاملت الأجهزة المسؤولة في البلاد من أججوا أعمال الشغب معاملة عادلة وجادة”.
وشهدت إيران، منذ منتصف أيلول/ سبتمبر الماضي، احتجاجات على خلفية وفاة الشابة مهسا أميني، في مركز للشرطة، حيث احتُجزت على يد قوات ما تسمى بـ”شرطة الأخلاق” بسبب “ارتداء الحجاب بشكل غير ملائم”.