تبدو الاشتباكات السياسية بين اللاعبين الدوليين في الأزمة السورية أوضح منها في الميدان خاصة أن حرب التصريحات المشتعلة فوق جثة التهدئة بين موسكو وواشنطن لم تجد سبيلا” بعد لهدنة دبلوماسية بل تظهر فيها الأطراف الأممية عاملا محرضا تصب نار تحيزها للغرب على نيران المرحلة. وتنعي المفاوضات واستئنافها على المدى المنظور بلسان المبعوث الدولي ستافان دي مستورا الذي وجد في قاعة لقائه بالبابا فرنسيس على هامش منتدى الفاتيكان حول المساعدة الانسانية التي تقدمها الكنيسة الكاثوليكية لمناطق الحروب وخصوصا”سوريا مكانا” ليبرر فشل مهمته, حيث صرح دي مستورا انه “من الصعب استئناف المفاوضات حين تتساقط القذائف في كل مكان” وأضاف “في بعض الأحيان، وفي زمن الحرب يمكن التفاوض مع استمرار الحرب، لكننا نشهد حاليا انهيارا لاتفاق كان يشكل بداية مرحلة جديدة”رغم أن المبعوث الأممي كان قد أعلن منذ أيام عن مفاوضات سياسية مباشرة بين الأطراف السورية .
وبينما كان دي مستورا ينعي أي تطور في مسار الملف السوري خرجت موسكو رغم غضبها الدبلوماسي الشديد توافق على هدنة من 48 ساعة بعد ان رفضت اقتراح واشنطن لهدنة من 7 أيام في حلب على لسان نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف, بينما انتقد الكرملين تهديدات الولايات المتحدة بوقف المحادثات الروسية الأمريكية معتبرا إياها غير ماهرة
ريابكوف علق على تصريحات متحدث وزارة الخارجية الأمريكية، جون كيربي، حول احتمال تعرض مدن روسية لهجمات إرهابية، في حال استمرار الحرب بسوريا، بـ “الداعمة للإرهاب وقال أن الولايات المتحدة الأمريكية تدعم الإرهاب من خلال رفضها التنسيق مع روسيا في مكافحة تنظيم “داعش”، مؤكدا ” أن السياسة الأميركية و ليس هناك بديل آخر لحل الأزمة السورية غير ما ورد في الاتفاق الروسي الأمريكي الأخير الهدنة
ودعا ريابكوف الولايات المتحدة إلى التركيز على تحقيق بنود الاتفاق الذي تم التوصل إليه، والكف عن سياسيات الضغط والتهديد ضد موسكو.
ورأى المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن الاتهامات الموجهة لروسيا لا تخدم سوى التغطية على غياب تأثير الولايات المتحدة على الوضع في مدينة حلب كما رفض رفضه تحذيرات الخارجية الأمريكية بشأن احتمال انتقال الإرهاب إلى موسكو وقال إن موسكو تراعي أمنها بنفسها.مشددا على أن أمريكا لا تفي بوعودها بشأن سورية بالمقابل فإن الجيش السوري يواصل قتاله ضد الإرهابيين في حلب.